شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 16 ابريل 2024م07:18 بتوقيت القدس

صواريخ لم تنفجر بين أبنيةٍ سكنية..

موتٌ مخبّأٌ في باطن الأرض يُرعب أمهات غزة

06 يوليو 2021 - 15:11

غزة:

"الحرب لم تنته بالنسبة لنا، بل ما زالت قائمة، فمع كل صوت عالٍ، أشعر بأن قلبي يخرجُ من مكانه، وأتخيل أن الصاروخ قد انفجر" بهذه الكلمات اختصرت "أم محمد" عودة من شمال قطاع غزة، حالة الخوف والقلق على عائلتها، بسبب وجود صارخ لم ينفجر حتى اللحظة، في ساحة منزلها.

الصاروخ الإسرائيلي الذي أطلقته الطائرات الحربية الإسرائيلية، خلال عدوان مايو/ آيار 2021، أصاب فناء منزل عودة، ولا يبعد عن مكان لعب الأطفال غير بضعة أمتار، "لا يمكن مشاهدته، لكنه ترك أثرًا لدى دخوله باطن الأرض" وفقًا لما أخبرت طواقم هندسة المتفجرات به أم محمد.

تقول: "لا نعلم متى تم استهداف فناء منزلنا، فقد غادرناه بعد استهداف أرض مجاورة مع بداية العدوان، ولدى عودتنا شاهدنا في فناء المنزل حفرة كبيرة".

وتوضح أن رب العائلة تواصل مع وزارة الداخلية، التي زارت المنزل بدورها، وتفقدت المكان المستهدف، وأبلغت بوجود صاروخٍ لم ينفجر بعد، "ورغم مرور وقتٍ على انتهاء الحرب لم يُستخرج الصاروخ، ولدينا تخوف كبير من وجوده في المنزل" تردف.

وتذكر أن تفكيرها لا يهدأ خشية أن تحل الكارثة، وعلى لسانها تتلو دائمًا آيات اللطف، لعل الله يحيط منزلها بالرعاية من الخطر الذي يتهدده ومن فيه، في أية لحظة.

وتعيش المواطنة هناء محمد (45 عامًا) من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، الأزمة ذاتها، إذ اخترق صاروخٌ غرفة بناتها، واستقر في باطن الأرض.

وتقول: "طاقم هندسة المتفجرات أبلغنا بصعوبة سحب الصاروخ لعدم توفر الإمكانيات الهندسية الخاصة بذلك، لذلك أُقفل باب الغرفة ولا أسمح لأحد من الاقتراب منها".

بدوره، يوضح النقيب محمد مقداد، رئيس قسم التوعية والإرشاد في هندسة المتفجرات، أن هناك صواريخ لم تنفجر، موجودة في أعماق الأرض لأكثر من عشرين مترًا، ويصعب التعامل معها بسبب الفقر الشديد في المعدات والإمكانات الضرورية.

ويقول: "في دائرة الهندسة تسمى هذه الصواريخ بـ(الموت المدفون في الأرض)، وهي أكبر معضلة تواجه طاقمنا المكون من 120 شخصًا، دُرِّبوا على التعامل مع مخلفات الاحتلال الحربية".

ويفيد مقداد بأن 10 أماكن موزعة في قطاع غزة بين المباني السكنية، يوجد فيها صواريخ لم تنفجر، بالإضافة إلى أكثر من 20 مكانًا آخر "نشك في وجود صواريخ لم تنفجر أيضًا فيها، وبحاجة لمعدات خاصة للكشف عن حالة الصاروخ أو إخراجه بواسطة معدات حفر خاصة".

ويوضح أن الفرق الهندسية، تأكدت من وجود أكثر من صاروخ في عشر أماكن مختلفة، وتم الاستدلال على ذلك بوجود مداخل للصواريخ، دون وجود علامات على انفجارها، "والمشكلة الحقيقة أن هذه الصواريخ غالبًا، سقطت في مناطق سكنية مكتظة، ويجب أزالتها".

ويشير مقداد إلى أن إجمالي المخلفات الحربية في التصعيد الأخير، قُدّر بنحو 700 جسمًا مشبوهًا، وذخيرةً، منفجرة وغير منفجرة، تنوعت بين بقايا قذائف أطلقتها الدبابات والمدفعية، وشظايا صواريخ موجّهة، كذلك شظايا من قنابل مسقطة.

الاحتياجات لتعامل مع المخلفات

ويحتاج التعامل مع المخلفات الحربية لأجهزة ومعدّات كثيرة، أهمها الدروع الخاصة، "لكنها غير متوفرة في غزة، إثر منع الاحتلال المستمر لدخولها "لذلك تعمل دائرة هندسة المتفجرات بمعدّات وأدوات بسيطة متوفرة منذ تشكيلها عام 1996".

ويوجد في الدائرة جهاز واحد فقط لفحص المعادن، ويُستخدم في عمليات المسح الشاملة للمناطق الواسعة كالمناطق الزراعية، "لكنه قديمٌ جدًا ولا يعمل بالجودة المطلوبة" يقول، كما يتوفر -بحسب مقداد- مدفعًا مائيًا قديمًا، تمنع سلطات الاحتلال دخول طلقاته، مبينًا أن هذه الجهاز يساعد على تشتيت دائرة التفجير وإزالة طلقة القنابل.

وعن احتياجات دائرة هندسة المتفجرات، يردف: "نحتاج إلى روبوت آلي خاص بتفكيك وتعطيل القنابل والمتفجرات عن بعد، وجهاز التشويش أو قاطع الإرسال، الذي يعمل على تعطيل الدائرة الإلكترونية للقنابل والذخائر العسكرية، وخصوصًا القنابل الكبيرة الحجم ليجعل تفكيكها آمنا".

ويعود مقداد للصواريخ المتواجدة تحت الأرض حيث بيّن أن الدائرة تواصلت مع مكتب الأمم المتحدة لإزالة الألغام، وحدّدت لهم عدد الأماكن التي يوجد بها صواريخ لم تنفجر تحت الأرض ويصعب التعامل معها ضمن الإمكانات، لإيجاد طرق لتحييدها.

وتفاعلت دائرة الأمم المتحدة مع طلب دائرة هندسة المتفجرات بالبحث عن طرق لإزالة هذه الصواريخ، "غير أن وصول الطواقم الأممية الخاصة يحتاج لبعض الوقت"، تبعًا لمقداد.

ويشير إلى أن الاحتلال يتذرع لمنع دخول معدات هندسة المتفجرات بأنها مصنفة ضمن المواد والأجهزة ذات "الاستخدام المزدوج" رغم أنه لا يمكن استخدمها في سياقات عسكرية نهائيًّا، مؤكدًا أنه في حال وجود هذه المعدات فلن يكون هناك حاجة لطلب مساعدة أطراف أخرى لتحييد الخطر، "فالخبرة والتدريب متوفر لدى طواقم هندسة المتفجرات الفلسطينية".

ويختتم مقداد بأن هناك 1200 عملية إزالة خطر من مخلفات العدوان الأخير على القطاع نجحت فيها "هندسة المتفجرات" خلال ثلاثة أسابيع من انتهاء العدوان على غزة، لافتا إلى أن كثافة القصف خلفت الكثير من القذائف والمخلفات غير المنفجرة. خارج الأرض وفي باطنها.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير