شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م06:20 بتوقيت القدس

العدوان على غزّة.. آثار تطحن نفسية 91% من أطفالنا

04 يوليو 2021 - 15:32

غزة:

"كَبُرت حرباً أخرى"، عنوان تقرير حقوقي رصد أن 91% من أطفال غزة يعانون صدمات نفسية بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة.

 لا بأس، هكذا هي الحياة هنا الآن، لم يعد لدى الناس مجالٌ لحصر عدد "الحروب" أو العدوانات التي تشنها إسرائيل عليهم، يتحدثون عن "الحرب الأخيرة" ويتراجعون عن الأخيرة، على اعتبار أن حياتهم أصبحت بين تصعيد وعدوان وقصف وتدمير لا يعد ولا يحصى.

حسب تقرير أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فإن 9 من بين كل 10 أطفال في قطاع غزة يعانون إحدى أشكال الصدمة المتصلة بالنزاع بعد نحو شهر على انتهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.

وذكر الأورومتوسطي في تقرير أطلقه اليوم بعنوان "كَبرتُ حربًا أخرى"، وثق فيه أبرز الإحصاءات المتعلقة بالانتهاكات التي تعرضت لها "أكثر فئتين هشاشة في القطاع المحاصر"؛ النساء والأطفال، أن نحو 50% من سكان قطاع غزة الذين يبلغ عددهم أكثر من مليوني شخص هم من الأطفال تحت سن 15 عامًا، و49% هم من الإناث.

اقرأ/ي أيضًا :صدمات متكررة لأطفال غزة متى تشفى جراحهم؟

وإلى جانب الأعداد الكبيرة من القتلى والإصابات بين الأطفال والنساء، قال المرصد إن 241 طفلًا فقدوا أحد الوالدين أو كلاهما معًا نتيجة القصف، وإن نحو 5,400 طفل فقدوا منازلهم (هُدمت بالكامل أو تضررت بشكل كبير)، و42,000 طفلًا تضررت منازلهم بشكل جزئي.

سوزي اشكنتنا، تبلغ من العمر ست أعوام، نجت ووالدها من قصف استهدف منزلها الواقع في شارع الوحدة يوم الـ 16 من أيار / مايو، كما فقدت أمها وأشقائها الأربعة.

ليس مجرد فَقْد؛ ساعات تحت الأنقاض وركام منزلها، لا تدرك هول المجزرة التي طحنت بها مع أسرتها وجيرانها وكل المنطقة التي تسكنها، استيقظت سوزي على نفسها يتيمة الأم والأشقاء إلا من والدها رياض اشكنتنا الذي انتشل بدمائه السائلة المختلطة بردم منزلهم.

يقول الأب إن طفلته كانت مفعمة بالحياة قبل وقوع المجزرة، تتحدث كثيراً وهي كثيرة الحركة واللعب، انقلبت الأمور رأساً على عقب بعد العدوان، فلم تعد سوزي التي نعرف ولم يعد هناك عائلة تلملم الجراح وتزيح الغمّة عن الطفلة – يضيف -.

اقرأ/ي أيضًا:حصار قطاع غزّة.. لا دواء ولا حتى "بامبرز" للأطفال

على إثر الصدمة، واضح هو الأثر النفسي في الطفلة التي تسأل عن أمها وتنادي عليها باستمرار، ترفض اللعب مع أطفال أقاربها، تسرح كثيراً وتعود مجدداً للسؤال "وين ماما؟ أنا أريدها".

الطبيب النفسي سامي عويضة يعقب على حالة الطفلة والأطفال الذين يعانون من صدمة العدوان، بأن الشغف الأساسي أصبح لديهم في متابعة الأخبار بقلق، والتساؤل باستمرار "هل في عدوان جديد؟ هل من مؤشرات؟"

ويتسبب الأمر بحسب الطبيب أنه يخلق حالة من التأهب لدى الأشخاص عموماً، ما يدفعهم للبقاء على استعداد لحدوث شيء خطير، كما يؤثر على الساعة البيولوجية لدى الأطفال واستنزافهم نفسياً كذلك.

يذكر أن 66 طفلًا و40 امرأة قُتلوا تحت القصف الإسرائيلي على غزة خلال 11 يومًا، بينما جُرح 470 طفلًا و310 نساء.

كاريكاتـــــير