شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م17:53 بتوقيت القدس

"نجوى" المكافحة شُلّت.. صاروخٌ يغيّر مجرى الحياة و"الحلم"

15 مايو 2023 - 13:33

غزة:

في غمضة عينٍ أصيبَت بالشلل. نجوى أبو عيشة (48 عامًا) معيلة عائلتها الوحيدة، وسند أبنائها بعدما أقعد والدهم المرض، لم تعُد تقوى على السير أو الحركة.

السيدة التي تسكن مدينة غزة، وتكنى بأم رمزي، أصيبت في قصفٍ إسرائيليٍ لبناية سكنية قريبة من بيتها، أدت إلى سقوطها عن السطح، وإصابتها بالشلل. الصاروخ الذي اخترق السماء نزولًا لم يكترث لحجم الأسى الذي سيخلّفه هنا: في البيت المستهدف، وفي قلب نجوى، ومستقبل عائلتها الذي يعتمد في الأساس على قوّتها وصحّتها الجسدية.

 كانت نحوى تعمل في روضة أطفال، ورغم المردود المالي الضئيل، كانت قادرةً على أن تكفي أبناءها ذل السؤال، "فكيف لهم الآن أن يعيشوا؟" تتساءل بحرقة بينما تتلقى علاجها على سريها بمجمع الشفاء الطبي.

تروي السيدة بصوت متقطّع ضعيف ما حدث معها حين خرجت إلى سطح منزلها برفقة ابنها وعمره (17 عامًا)؛ لتفقّد محابس المياه، ولما حدث قصف قريب، سقط برميل المياه فوقها، وفوق السور فسقطت معه إلى الأسفل فورًا، وتقول بينما يواصل ابنها استخدام مروحة يدوية لمساعدتها على التنفس إثر إصابتها أيضًا بكسور في القفص الصدري: "شعرت فجأة أنني أطير في الهواء، ولم أشعر بشيءٍ بعدها. فجأةً وجدتُ نفسي في المستشفى وكل أفراد أسرتي يبكون حولي، وعرفت أنني أصبت بالشلل وكسور في الصدر، صدمة لم أتوقعها في حياتي".

تعاني السيدة أصلًا من ضيق ذات اليد، فزوجها مصاب بتآكل "الحوض"، ويحتاج إلى عمليات لزراعة مفصلين في قدميه. يستخدم جهاز "ووكر" من أجل التحرّك، لكنه لا يقوى بأي حال على العمل، ولا يستطيع إعالة أسرته المكوّنة من خمسة أبناء، بينما تتكفل هي بهذه المهمة منذ زمن، من خلال عملها "آذنة" في روضة أطفال، بالكاد يصل راتبها الشهري لـ250 شيكلًا شهريًا، "أي أقل من 80 دولارًا".

وشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا لمدّة خمسة أيام على قطاع غزة قتل خلاله 33 مواطنًا بينهم 6 أطفال، وأصاب المئات ودمر عشرات المنازل.

تقول نجوى :"كلما توتر الوضع الأمني في قطاع غزة، أحرص على تنفيس الشبابيك وتفقد كل شيء ضروري كي لا يحدث مكروه لأي من أبنائي، وأتاني الأذى من حيث لا أدري".

تتماسك كي لا تسقط دموعها، بينما تكفّل ابنها رمزي (28 عامًا) بمواصلة الحديث: "والدتي هذه مناضلة. هي دومًا مصدر الأمان لكل أفراد الأسرة، دومًا تصف وضعها المادي بكلمة مستورة والحمد لله، وتحمد الله على نعمة الصحة".

يطالب الشاب المقهور على وضع أمه، بالإسراع في محاولة علاجها  "ولو في الخارج، فصحتها يعني مستقبل عائلة" يقول.

أما ابنتها حنين (29 عامًا)، فهي متزوجة، لكنها تدرك حجم التعب الذي عانته والدتها من أجل تربيتها وأشقائها ضمن ظروف اقتصادية بالغة التعقيد والقسوة، مع عدم توفر مصدر دخل آخر، ولا حتى مساعدات حكومية.

تقول حنين: "كل ما نحتاجه الآن هو أن تعود لنا أمي وأن نراها بخير، كلما قست علينا الحياة كانت تقوّي عزيمتنا وتذكرنا بأنه من الإيمان بالله ألا نضجر من واقعنا، هي الآن تبكي حالها، فما حدث لم تتوقعه".

وما يؤرق حنين بشكل كبير هو الوضع النفسي السيء لشقيقهم الذي كان يرافق والدته لحظة إصابتها، وسقوطها بعنف من أعلى المنزل إلى ساحة بيت الجيران، "كلما غفى ينتفض ويصرخ بشكل مفاجئ، كان هو معها، وكان أقرب إلى الخزان منها، لكن أمي مع سقوط الخزّان جرت لتدفعه بعيدًا، فأصيبت هي، ولهذا هو يشعر بالألم النفسي. نفسيته مدمرة تمامًا".

يناشد أبناء السيدة نجوى الجهات المختصة بسرعة التحرّك لنقل والدتهم من أجل العلاج في الخارج، "لعلها تعود إلى حياتها وكفاحها في هذه الحياة، ولعلنا ننجو" تختم حنين بقهر.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير