شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م16:20 بتوقيت القدس

بإعلان حل الكنيست.. (بينيت-لبيد)..

العِقد انفرَط و"نتنياهو" يستعد لانتخابات أكتوبر

23 يونيو 2022 - 12:11

تل أبيب:

بعد عامٍ وأسبوعٍ فقط على تشكيله، وبشكل غير مفاجئ، انهار ائتلاف (بينيت- لبيد) الإسرائيلي.

نفتالي بينيت أعلن في مؤتمرٍ صحفي حلَّ الكنيست، وتسليم حكومة تصريف الأعمال إلى شريكه يائير لبيد بموجب الاتفاق بينهما، فيما تتجه الأمور الآن نحو انتخاباتٍ مبكّرة -هي الخامسة خلال ثلاث سنوات- يُفترض أن تُعقد في غضون 90 يومًا حسب قانون الاحتلال الإسرائيلي.

انهيار الائتلاف الذي شكله بينيت متجاوزًا رئيس وزراء دولة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو الذي ظهر مجددًا في خلفية المشهد السياسي، يعكس أزمة النظام السياسي الإسرائيلي العميقة الناتجة عن تفتت الخارطة الحزبية، واحتمالات البحث عن مخرج على حساب الشعب الفلسطيني كما جرت العادة.

وتقول المحللة السياسية د.أماني القرم: "حكومة الاحتلال تضم خليطًا غير متجانس، ومختلف المصالح، ما بين يمينيين، ويساريين، وبرجوازيين وغيرهم، وحتى من يطلقون عليهم اسم الإسلاميين العرب"، موضحةً أن هذا يجعل انهياره واردًا جدًا خاصة وأن الهدف الوحيد الذي اجتمعوا عليه يوم تشكيل الائتلاف هو إسقاط "نتنياهو"، وضمان عدم عودته، وليس أي شيءٍ آخر.

اقرأ/ي أيضًا:استقالة هزّت حكومة "بينيت- لبيد" ونتنياهو على بعد خطوة

واستدركت: "لكن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها حكومة الكيان الإسرائيلي مثل هذه الأزمة، وحالة الجمود السياسي فيما يتعلق بالانتخابات ونظام الحكم؛ فمنذ نشأتها على الأراضي الفلسطينية عام 1948م، لم يتمكن حزبٌ واحدٌ من الحصول على الأغلبية المطلقة في الانتخابات، ولم يشهد التاريخ أبدًا حكومة حزبٍ واحد إسرائيلية".

تردف: "كلها كانت حكومات ائتلافية من عدة أحزاب أو حزبين كبيرين، وما يزيد من الانقسامات الحزبية هي الانقسامات الفرعية داخل الحزب الواحد أصلًا".

ما أضعف هذه الحكومة تحديدًا -وفقًا للقرم- أن هذا العام شهد اختلافات حتى بين اليسار نفسه، خاصةً بعد استقالة غيداء زعبي واليمين بعد استقالة عيديت سيلمان، ولا يمكن استبعاد الفلسطينيين من التنافس الحزبي للاحتلال، فهم عادةً يصدِّرون أزمتهم السياسية إما باتجاه عدوان، أو بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، "فالواقع السياسي في "إسرائيل" يشهد صعودًا لليمين منذ جاء بنيامين نتنياهو قبل أكثر من 12 عامًا، إذ فتح المجال للمستوطنين كي يدخلوا في العملية السياسية، وحوّل إسرائيل من دولة علمانية إلى يمينية متشددة حتى باتوا هم القوة الأكبر".

وفي ضوء كل ما يجري، لم يعد مستبعدًا أبدًا عودة نتنياهو، خاصةً بعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي باتت تصب في صالحه، "فهو يهدد إيران في خطاباته، ويشدد الهجوم على الفلسطينيين، ويدعم المستوطنين، وهذه النقاط الثلاث التي يعتمد عليها في قوته".

ورغم وجود محاولات من المعارضة حاليًا لمنعه من تشكيل حكومة، إلا أن نتنياهو المتهم بقضايا فساد يلعب عادة على الوتر الحساس داخل مجتمعه وهو "الأمن".

اقرأ/ي أيضًا:انتخابات "إسرائيل"..اليمين يسيطر دون أن يحسم

المحلل السياسية عاهد فروانة، بدوره، وافق القرم في رأسها حول بداية التشكيل "الهلامي" لحكومة الاحتلال الأخيرة، "التي تشكل دون رابط سوى العدواة مع نتنياهو"، وقال: "وهناك مشكلات ظهرت من البداية بعدم مصادقة الكنيست على قوانين، رغم أنها تدعم المستوطنين، لكن نتنياهو صوّت ضدها لينغّص على الحكومة، ومنها قانون منع لم الشمل للفلسطينيين في الداخل".

ثم جاءت بعد ذلك -يضيف- العمليات الفدائية الفلسطينية التي هزت الصورة الأمنية للحكومة، حتى أن 70% من جمهور الاحتلال، يرون أن الحكومة فاشلة أمنيًا، وأن الضربة القاصمة جاءت بانسحاب عدد من أعضاء الائتلاف، وكان آخرهم نير أورباخ.

بالتالي فقدت الحكومة الأغلبية، وأصبح بينيت يمتلك فقط أربعة مقاعد، لكن الأمر الذي كان الأخطر بالنسبة له -حسب فروانة- هو عدم مصادقة الكنيست على ما يسمونه "قانون الطوارئ في الضفة الغربية"، وبموجبه، يتم التعامل مع المستوطنات كأنها جزء من أراضي الداخل، وبالتالي لم يتبقَ سوى 10 أيام لتصبح المستوطنات خارج "الدولة" وتنفصل عنها.

"وهنا كان الخيار هو حل الحكومة، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، أضف إلى ذلك الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بادين، حيث لا يريد بينيت أن تُمارَس عليه ضغوطات فيما يتعلق بعدة ملفات، أبرزها الملف الفلسطيني، وبالتالي كان الأسهل هو تحويل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال، لا تملك صلاحية اتخاذ القرار" يزيد.

اقرأ/ي أيضًا:نتنياهو "كش ملك"

لكن ما جرى ليست مظهرًا مفاجئًا لتشتت الخارطة الحزبية للاحتلال، فبقاء نتيناهو في الحكم مدة 12 عامًا رغم قضايا الفساد التي تلاحقه، يثبت أن هناك أزمة في النظام السياسي الإسرائيلي، والذهاب لانتخابات خامسة في ثلاث سنوات يؤكد عمق هذه الأزمة.

يتابع فروانة: "وهناك مطالبات لتغييراتٍ في النظام السياسي إما بالانتخاب المباشَر لرئيس الحكومة، او برفع نسبة الحسم للأحزاب داخل الكنيست. نتنياهو الذي تم إبعاده عن نظام الحكم، ما زال متحكمًا بالسياسة بشكل كبير، فقد نجح في إسقاط الحكومة، وليس من المستبعد فوزه في الانتخابات القادمة المنتظرة في أكتوبر المقبل، فاستطلاعات الرأي تمنحه 40%، مقابل 30% لحزب لبيد، في حين توزع النسبة الباقية على آخرين، وهذا يدلل أن الأزمة متفاقمة.

ولم يستبعد فروانة أن يكون لبيد الذي سيتسلم الحكم خلال المرحلة الانتقالي، أكثر تشددًا تجاه الفلسطينيين ليثبت أنه رئيس وزراء قوي، ويستطيع تولي هذا المنصب، خاصةً وأن الصراع في الانتخابات المقبلة سيكون بين نتنياهو (حزب الليكود)، ولبيد (حزب يوجد مستقبل).

ويعمل نتنياهو حاليًا على عدم حلّ الكنيست بتشكيل حكومة، لكن هناك ضغوطات لمنعه، وبالتالي الذهاب لانتخابات تبدو الخيار الأرجح، وفرص نتيناهو أقرب، لكن هل يستطيع تشكيل حكومة؟ وفقًا للقرم وفروانة، فإن المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من التماسك بين الفلسطينيين، والمزيد من تنظيم العمل الحزبي لمواجهة الاحتلال، وفضح جرائمه، والتصدي لمشروعاته التوسعية، عبر جهود منسقة رسمية وشعبية.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير