شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م12:26 بتوقيت القدس

استقالة هزّت حكومة "بينيت- لبيد" ونتنياهو على بعد خطوة

07 ابريل 2022 - 14:30

بشكلٍ مفاجئ، انسحبت رئيسة الائتلاف عن حزب "يمينا" عيديت سيلمان من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يرأسه نفتالي بينيت.

هذه الخطوة تعني أنه فقد الأغلبية في "الكنيست" بعد 10 أشهر من تشكيل الحكومة، وبهذا لن يعود قادرًا على تمرير أي قانون، لا سيما وقد صار عدد مقاعد الائتلاف الحكومي 60، بدلًا من 61 مقعدًا.

تعيد استقالة سليمان إلى الواجهة الحديث عن تفتت الخارطة الحزبية لدى الاحتلال الإسرائيلي، واحتمالات البحث عن مخرج "قد يكون كما جرت العادة على حساب دماء قطاع غزة".

أربع جولات انتخابية للكنيست أجريت خلال عامين، فشلت معها الأحزاب الإسرائيلية في تشكيل حكومةٍ حتى أعلن "يائير لابيد" في حزيران/ يونيو من العام الماضي نجاحه في تشكيل ائتلافٍ حكومي، يمثل "الحكومة الإسرائيلية رقم 36 منذ احتلال فلسطين عام 1948م"، ويزيح بموجبها بنيامين نتيناهو الذي ظلّ على رأس منصبه 12 عامًا.

اقرأ/ي أيضًا:انتخابات "إسرائيل"..اليمين يسيطر دون أن يحسم

وتعكس استقالة "إيديت" من وجهة نظر المحلل السياسي عاهد فروانة، ضعف الحكومة الإسرائيلية التي ترتكز في استقرارها على عنصرٍ واحد، عازيًا إياها إلى ضغوطاتٍ كبيرة مورست عليها من قبل زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، الذي نجح سابقًا في الضغط على أحد أعضاء كتلة "يمينا" التي يرأسها "بينيت" نفسه بالانسحاب، "بل يُقال إن نتنياهو وعد إيديت بموقعٍ مضمون في قائمته، إذا أجريت انتخابات، وبمنصب وزير الصحة" يقول.

المبرر المُعلَن لاستقالة "إيديت" هو عزم وزيرة الصحة الإسرائيلية وهي من حزب "ميرتس" العلماني، إدخال الخبز المخمر إلى المستشفيات في يوم السبت (عيد الفصح)، وهو الأمر الذي ترفضه الأحزاب الدينية لمخالفته الشريعة اليهودية، "وأيضًا هناك انتقاداتٌ للحكومة الإسرائيلية لفشلها في التعامل مع الملف الأمني، عقب العمليات الفدائية بالداخل المحتل، وهذا ما أكدته أحدث استطلاعات الرأي حين قالت إن 70% من الإسرائيليين لا يثقون بالحكومة في هذا الجانب" يقول.

ما يجري -وفق فروانة- يُظهرُ حالة التشتت التي تعيشها الحياة السياسية داخل دولة الاحتلال، "وأبرز مثال على ذلك أن رئيس الحكومة نفتالي بينيت لم يحصل سوى على 7 مقاعد، والآن عمليًا أصبحوا 5، وهذا يعكس تفتت هذه الأحزاب التي جمعها معاداةً لنتنياهو، الذي يسعى الآن بكل قوة لاستغلال الظروف من أجل العودة عبر الضغط على أعضاء حزب "يمينا" للانسحاب من الائتلاف الحكومي".

ويضيف: "حتى أنه قدّم عرضًا مغريًا لبينيت نفسه، الذي يفهم "ألاعيب" نتنياهو ويتخوف منها، ويحاول تجاوز ضغوطاته"، مستدركًا: "لكن الخيار الواضح الآن، إما الذهاب لحكومةٍ جديدة، أو انتخابات جديدة، والأمرين في صالح نتنياهو".

ورغم أن قطاع غزة هو دومًا الحلقة الأضعف في كل ما يجري، إلا أنه استبعد مبدئيًا أي عدوان على غزة ذلك أن تقديرات جيش الاحتلال تختلف عن تقديرات السياسيين، "وشن عدوان جديد مرتبط بمدى قبول الجيش لذلك، بالإضافة إلى استفزاز غزة عبر ما يجري في الضفة الغربية والقدس من اعتداءات مستمرة"، مردفًا بالقول: "الاحتلال حاليًا يعمل بسياسة العصا والجزرة، يقدم تسهيلات، وفي ذات الوقت يواصل انتهاكاته، وهكذا ستظل الأمور تراوح مكانها.

اقرأ/ي أيضًا:نتنياهو "كش ملك"

توافقه الرأي إيمان بن سعيد المديرة التنفيذية لمركز "نفحة" للدراسات الإسرائيلية، التي ترى أن استقالة عضو الكنيست "عيديت سيلمان"، يهدد الائتلاف بفقده الأغلبية الضئيلة القائم عليها (مقعد واحد فقط)، "كما أن هذه الاستقالة تمت دون إبلاغ رئيس حزبها ورئيس الوزراء نفتالي بينيت مسبقًا" تقول.

وتضيف: "هذه الخطوة تدفع إلى انهيار الحكومة، فسيلمان ثاني عضو كنيست ينتمي إلى حزب رئيس الحكومة نفتالي بينيت ينسحب من الائتلاف لصالح برنامج اليمين وعلى خلفيةٍ أيديولوجية".

هذه الخطوة تلقفها نتنياهو بأذرعٍ مفتوحة تعيد له بصيص الأمل بقرب سقوط الحكومة، خاصةً إذا تصاعدت موجة العمليات، أو تأزم الوضع الاقتصادي، أو عند أقرب خلاف داخلي.

فاستقالة سيلمان من الائتلاف -حسب بن سعيد- هيأت الأجواء لزعيم المعارضة "نتنياهو" كي يستفيد من الوضع، "فلا يضيّع أي فرصة للعمل على إسقاط الحكومة الحالية"، بالإشارة إلى خطابٍ ألقاه في الكنيست رحّب فيه باستقالة سيلمان من الائتلاف، ودعا الآخرين للسير على هذه الخطوة.

بدورها، دعت عضو الكنيست ميري ريغيف (من حزب الليكود) الأعضاء في الائتلاف إلى تركه وتشكيل حكومة وطنية يمينية، مسؤولة عن الحفاظ على الهوية اليهودية لدولة "إسرائيل"، والعمل من أجل أمن الدولة ومصالحها الوطنية.

هذه الاستقالة لم تهز مقاعد أعضاء حكومتها فحسب؛ بل هزت أيضًا الجمهور الإسرائيلي الذي لم يحسم أمره بعد، فقد شعر البعض أنها خطوة "مزيفة" ليست بسبب دوافع أيديولوجية كما قدمتها عضو الكنيست، بينما عبر آخرون عن سعادتهم بها  (والحديث لبن سعيد).

وتكمل: "تغيير الحكومة" وسقوطها يعني عودة "الليكود"، في وقتٍ أقرب مما كان متوقعًا، خاصةً أن استطلاعات الرأي تشير إلى حصوله على نحو 40 مقعدًا في أي انتخابات قادمة".

وتبقى السيناريوهات المطروحة مفتوحة، لكن أبرزها بقاء الحكومة بطريقة ما حتى بدون أغلبيةٍ دائمةٍ في الكنيست، أو حل الكنيست والذهاب لانتخابات خامسة، في حال جرت ستكون هناك احتمالية لتشكيل حكومة "جانتس نتنياهو"، التي قد تنجح لأنها ستعيد تأهيل "نتنياهو"، وتمنحه صلاحيةً لإدارة ملفه القضائي، وتمنح جانتس فرصة بأن يتولى الزعامة.

لكن بن سعيد استبعدت أن يؤدي ما يحدث إلى تصعيد على غزة، إلا إذا استهدفت المقاومة الفلسطينية أهدافًا إسرائيلية، ولن يحدث أي تغيير على العلاقة مع الجانب الفلسطيني؛ فمثلًا التنسيق الأمني باقٍ سواء ظلّت هذه الحكومة أو غادرت.  

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير