شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م18:08 بتوقيت القدس

الداخل المحتل يرفع "علامة نصر"..

محمد وتد يتفوق في أولمبياد "علوم الدماغ" الدولي

22 ديسمبر 2021 - 03:51

غزة- أراضي 48/ شبكة نوى- فلسطينيات:

إنجازٌ فلسطينيٌ جديد، سجّله الطالب محمد وائل وتد (18 عامًا) من قرية "جت" في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بفوزه بمرتبة متقدمة في مسابقة علمية عالمية مرموقة، يطلق عليها اسم "أولمبياد العقل الدولية-علوم الدماغ"، التي نُظّمت في الولايات المتحدة الأميركية.

وحقّق محمد مرتبة غير مسبوقة بفوزه بالمركز الخامس من بين 43 طالبًا وطالبة، يمثلون دولهم حول العالم، بعد أن كانوا حازوا المراتب الأولى في مسابقات علمية على المستوى المحلي، وتأهلوا للمنافسة في المسابقة الدولية التي تشرف عليها "مؤسسة المجتمع لعلم الأعصاب" الأميركية، ومن بينهم محمد، الذي كان الطالب العربي الوحيد من بين المتنافسين.

يقول لـ"نوى" عبر اتصالٍ هاتفي: "الطريق نحو التأهل للمنافسة لم يكن سهلًا، لكنني بكثيرٍ من الاجتهاد والمثابرة وبتشجيع أسرتي، نجحتُ بتفوق في اجتياز مسابقة محلية سنوية، تقام في مدرسة علوم الدماغ، وحصلتُ على المرتبة الأولى، بعدما تفوقتُ بشكلٍ لافت في العلوم المرتبطة بالدماغ".

وترتكز المسابقة المحلية، التي جرت على مدار عدة شهور، وشارك فيها حوالي 200 طالب وطالبة، على كتاب  Brain Facts  باللغة الإنجليزية، الذي تتطلب دراسته جهدًا فرديًا ومستقلًا من المتسابقين، ومن دون إطار أو مساعدة جامعية".

وبحسب وتد، فإن هذه المسابقة مكونة من ثلاث مراحل، وتتضمن امتحاناتٍ علمية معقدة، ومقابلات دقيقة وصعبة، وتحتاج إلى إتقان المتسابق للغة الإنجليزية، باعتبارها اللغة الأساسية للمسابقة الدولية، وقد كان وتد من بين العشرة الأوائل في المسابقة، إذ تمكن من الوصول إلى النهائيات، وخضع لأسئلة مفتوحة طرحتها لجنة تحكيم، منحته المرتبة الأولى المؤهلة للمسابقة الدولية.

حصل وتد على منحة دراسية لدراسة علوم الدماغ، وتأهل لمنافسة طلبة على المستوى العالمي

وبهذا الإنجاز الفريد من نوعه لطالب فلسطيني بين طلبة إسرائيليين، حصل وتد على منحة دراسية لدراسة علوم الدماغ، وتأهل لمنافسة طلبة على المستوى العالمي في "مسابقة العقل الدولية" بالعاصمة الأميركية واشنطن. يعقب وتد: "أشعر بالفخر كطالب فلسطيني وعربي، يفوز بالمرتبة الخامسة على المستوى الدولي في مسابقة علمية".

وتد، وبعد أن وصفته مراسلة "نوى" خلال المقابلة الهاتفية بـ الـ"عبقري"، صحح لها المصطلح بقوله: "أنا مجتهد، ولست عبقريًا"، مردفًا بالقول: "كانت سعادتي مضاعفة أيضًا، بالكم الكبير من التبريكات والتهاني التي وصلتني من شخصيات فلسطينية كبيرة في الداخل، وحتى من أشخاص لا تربطني بهم معرفة سابقة، لكنهم شعروا بالفخر بي كوني تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز، ورفعتُ رأس الفلسطينيين عاليًا هنا".

وحول تفاصيل المسابقة الدولية، التي وصف وتد طريق المنافسة فيها بأنه "شاق ويحتاج للكثير من الجهد والعزيمة والمثابرة"، أوضح أن معاييرها المعتَمَدة تتطلب معرفةً معمقةً بعلوم الدماغ، التي تتضمن الأساس العصبي للحواس، المشاعر والأحاسيس، الذاكرة، النوم، الشيخوخة، والأمراض المرتبطة بالأعصاب.

فاز بالمرتبة الأولى طالب أميركي، وحصل على الثانية طالب ماليزي، وفي المرتبة الثالثة طالب من أستراليا، ثم طالب أوكراني، ثم  الطالب وتد في المرتبة الخامسة

وفاز بالمرتبة الأولى في هذه المسابقة، طالب أميركي، فيما حصل على المرتبة الثانية طالب ماليزي، وتلاه بالمرتبة الثالثة طالب من أستراليا، ثم طالب أوكراني في المرتبة الرابعة، وجاء بعدهم الطالب وتد في المرتبة الخامسة، متفوقًا على عشرات الطلبة من دول متقدمة كفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرازيل وغيرها.

ويحلم وتد، الذي أنهى دراسته الثانوية بتفوق في مدرسة "ثانوية القاسمي الأهلية" في مدينة باقة الغربية المجاورة لقريته "جت المثلث"، شمال فلسطين المحتلة، بدراسة طب جراحة الأعصاب، لكنه يقول بحسرة وألم: "إن تحقيق هذا الحلم في الجامعات الإسرائيلية ليس سهلًا، وتزداد صعوبته بالنسبة لطالب فلسطيني، يعاني من "التفرقة والتمييز" في اختبارات القبول، للفوز بمقعد لدراسة الطب".

وضرب وتد مثلًا بـ"جامعة تل أبيب"، وقال: "إن عددًا كبيرًا من الطلبة تنافسوا العام الماضي للفوز بمقعد من بين 140 مقعد مخصص لدراسة الطب، كان من بين الفائزين 7 طلبة فلسطينيين فقط، بنسبة أقل من 5%، في حين أن نسبة الفلسطينيين في الداخل تشكل نحو 20% من السكان".

وبحسب وتد، فإن عددًا من الطلبة الراغبين بدراسة الطب، يُضطرون للسفر إلى الخارج، سواءً هربًا من التمييز، أو من اختبارات القبول المعقدة، غير أن هذا الخيار غير متاح له كابن وحيد لأسرته مع شقيقاته الأربع، وقال: "إكرامًا لأمي التي ترفض سفري وبعدي عنها، سأبقى هنا، وسأجتهد للفوز بمقعد لدراسة الطب".

يقر محمد بالفضل لأسرته، التي دفعته وشجعته نحو التفوق، لا سيما والده وائل الذي يعمل مدرسًا، وكان دائم التحفيز له ولشقيقاته في طريق العلم والتعلم.

وقد ساعدت هذه البيئة المحفزة للعلم والتميز، محمد على تحقيق نتائج مميزة في امتحانات التوجيهي بمعدل 100%، خضع على إثرها لامتحان قدرات أكاديمية عالية يسمى بـ"فحص الذكاء البسيكومتري"، الذي يختص بمواد الفيزياء والكيماء والبيولوجيا بمستوى 5 وحدات لكل منها، وحاز على درجة غير مسبوقة 771، فيما معدل الطلبة المعتاد يتراوح بين 510 و560 درجة.

يكمل: "هذا الفحص يمتد لتسعة فصول، ويعتمد على قدرات التركيز لفترة طويلة، وقدرات عقلية بمستويات عالية، ومن يحصلون فيه على ما فوق 700 درجة، نسبة لا تتعدى 3% من الطلبة".

وبدا والد محمد فخورًا بابنه، إذ قال لـ "نوى": "علامات التميز والنبوغ بدت عليه منذ طفولته، وفي مرحلة مبكرة من حياته الدراسية في المدارس".

وأضاف: "محمد يتمتع منذ نعومة أظفاره بصفات الجد والاجتهاد والمثابرة، والحرص الشديد على التفوق والحصول على أعلى الدرجات والمراتب".

ولم يشأ محمد أن تنتهي معه المقابلة من دون أن يوجه رسالةً تتضمن نصيحةً للطلبة، لخّصَها بكلمات قليلة تمثل "وصفة سحرية"، حثهم من خلالها على "الطموح والسعي الحثيث نحو التميز وعدم الاستسلام لليأس والكسل".

كاريكاتـــــير