شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م15:57 بتوقيت القدس

العمل التطوعي.. شباب يضمّدون جراح الوطن

08 ديسمبر 2021 - 10:56

شبكة نوى، فلسطينيات: غزة:

كانت ضحكاتهم الطفولية في ذلك اليوم ترن كأجراس فرح. مجموعةٌ من الأطفال ذوي وذوات الإعاقة، يتوسطون حلقةً من الشبان والشابات الذين اتفقوا على ترميم قلوبهم في اليوم العالمي لذوي الإعاقة مطلع الشهر الجاري (3- ديسمبر).

هناك غنّوا للحياة، ونثروا الضحكات، ثم وزعوا الكثير من الهدايا، لتبدو الصور التي التقطها أحمد حجازي، وفريقه التطوعي في قطاع غزة لهذه المبادرة التطوعية "وكأنها تنطق حبًا".

وهذه، ليست أول مبادرة يطلقها حجازي برفقه فريقه، لا سيما فيما يتعلق بذوي الإعاقة، فقد سبقها، ولحق بها عدد من المبادرات التي حققت التأثير وقادت إلى التغيير. "أما المحرك الرئيس، فهو الإيمان بأن العمل التطوعي، واحد من أهم الأنشطة التي تبرز دور الشباب في المجتمع، وتعزّز انتماءهم الوطني" يقول.

وأحمد حجازي، هو شاب من سكان قطاع غزة، يحظى بآلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يستثمر هذا الانتشار من أجل الدعوة إلى مبادرات تطوعية مجتمعية.

يخبر "نوى" أنه وفريقه يعملون بلا اسم، "لكن نطلق اسمًا على كل مبادرة لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوة المتابعين للمشاركة فيها" يضيف.

ومن ضمن المبادرات التي قادها الفريق، الاحتفال بعيد ميلاد طفلة من ذوات الإعاقة، تعرضت لتجربة النزوح خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ودعم أخرى تعرضت لتجربة البقاء تحت الأنقاض سبع ساعات، "وهذه المساهمات، تشعر أصحاب هذه التجارب الصعبة بالتفاف الناس حولهم، وتنقل إليهم شعورًا بالأمان بعد لحظات الخوف والرعب التي عاشوها" وفقًا لحجازي.

بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شارك حجازي وسمًا بعنوان #حنعمرها لمشاركة العائلات التي تعرضت بيوتها للهدم، في أعمال إزالة الأنقاض، وتنظيف الشوارع التي تعرضت للضرر، حيث التحق مئات الشبان والشابات بهذا العمل التطوعي.

يقول حجازي: "نطلف هذه المبادرات لنشعر الناس بأننا ما زلنا معهم، ونشعر بهم، كما أنها مفيدة لنا نحن الشباب، إذ تجعل من الفرد إنسانًا جديدًا، إيجابيًا ومؤثرًا ويستطيع تقديم الخدمات، ولو بأبسط الإمكانيات".

بدأت حكاية أحمد مع العمل التطوعي منذ كان طالبًا جامعيًا عام 2014م، أي بعد عدوان إسرائيلي استمر 51 يومًا قتل الاحتلال خلاله أكثر من ألفي مواطنة ومواطن، ودمر مئات آلاف المنشآت، "وهنا كان لا بد من بروز دور الشباب" يكمل.

ويزيد: "بدأت بالمشاركة في الأعمال التطوعية لمساعدة الناجين من العدوان، وبعدها صممت على المواصلة، فالعمل التطوعي مفيد للفرد والمجتمع، إذ يخلق من الفرد إنسانًا منتجًا، ويدعم المجتمع بفئاته المختلفة، ويلبي احتياجاته بشكل تطوعي ومبادِر".

شكلٌ آخر من أشكال المبادرات تقوده فرق إغاثية، هدفها تخفيف الضغط الاقتصادي الواقع على الناس، حيث تنشط أعداد كبيرة منهم للتأكد من الظروف المعيشية للعائلات الفقيرة التي ترسل مناشداتها عبر وسائل مختلفة، ثم يبحثون عن متطوعين لمساعدتها.

وتؤكد سمية الزرد، وهي واحدة من الناشطات في العمل التطوعي، أنها تنظر إلى العمل التطوعي على أنه "مقدس"؛ ليس بحد ذاته، بل بما يعود به من نفع على المجتمع، "خاصة وأننا نعاني من ويلات الحصار الإسرائيلي الذي ترك الكثير من الناس تحت ضغط الحاجة، إضافة إلى أن العمل التطوعي أيضًا يقدم خدمة للمشاركين أنفسهم، إذ يكتسبون الخبرة المجتمعية التي تقربهم من واقع مجتمعهم وحتى من سوق العمل" تقول.

مبادرة "لأجلهم" واحدة من الأعمال التطوعية التي نشطت الزرد في العمل من خلالها، بتقديم مساعدات مادية للعائلات المحتاجة، وتوعية صحية للأسر في المناطق المهمشة لا سيما في وقت "كورونا".

"لكن ثمّة قصص تعلق في القلب والعقل، وتترك أثرًا نفسيًا كبيرًا"، تقول الزرد، مثال ذلك ما عايشته خلال المبادرة ذاتها "لأجلهم" التي استمرت عامًا كاملًا، حيث أسرة فقدت الأم والأب، وبقي الأبناء بلا معيل خاصة وان الأجداد متوفين.

تعلق: "كانت من أصعب الحالات التي أبكتني بشدّة، ولا أستطيع أبدًا نسيانها".

تجزم الزرد أن العمل التطوعي هو إنساني وأخلاقي، "بل جزء من المسؤولية الوطنية والاجتماعية للشباب، إذ يشعرهم بأنهم أعضاء فاعلين في المجتمع"، لذا -تختم- "نرى أن المبادرات التطوعية متنوعة الاتجاهات والأفكار، وتخدم الكثير من الفئات بأنشطة مختلفة، إلا أنها ما زالت تعاني ضعف استيعاب المؤسسات لها بشكلٍ واضح".

كاريكاتـــــير