شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م10:07 بتوقيت القدس

"السوشال ميديا" عندما تقرر رفع شأن أحدهم..

كات كات تات.. "عدوّة الأمهات" صارت "حبيبة المعدة"

08 ديسمبر 2021 - 09:42
صورة متداولة لصاحبة الفكرة وفق نشطاء
صورة متداولة لصاحبة الفكرة وفق نشطاء

قطاع غزة | نوى:

مقطع فيديو لم تتجاوز مدّته ٢٠ ثانية، استطاع أن يقلب حال شركة البسكويت التركية "أولكر" في فلسطين!

البسكويتة الشهيرة منذ أكثر من 15 عامًا "كات كات تات"، أو "عدوّة الأمّهات" في روايةٍ أخرى، صارت "تريند"، عندما حلّت بمحض الصدفة محلّ عجينة "البف باستري" المقلية، أو المحمرة، في وصفة الحلوى المصرية الشهيرة "أم علي".

"كات كات"، وقشدة، وحليبٌ مكثّفٌ مُحلّى، وزبيب مع مكسّرات حسب الذوق، وشوكولاته، طلباتٌ أنعشت المحال التجارية في قطاع غزّة بعد مشاركة أول فيديو للوصفة "المبتكرة"، لكن الحال اختلف، عندما انفقدت البسكويتة من الأسواق فجأة!

أصحاب المحال الذين خزّنوا منها كمّيات كبيرة، كانوا يضعون ساقًا على الأخرى وهُم يُسألون عنها، بل ويتدللون بالرد: "والله مفقودة"، أو "بقدر أوفرلكم إياها، بس يمكن سعرها يكون أعلى شوي".

ويبلغ سعر العلبة الواحدة من "كات كات تات" في قطاع غزة، "طول عمره" 10 شواقل (لأربع وعشرين حبة)، إلا أن بعض المحال، ومع صعود "التريند" باعت العلبة بـ 12 شيقلًا.. وأكثر.

ومنذ أيام، تتربع ما أطلق عليه النشطاء اسم كنافة "كات كات تات" على قائمة "التريند" في معظم منصات التواصل الاجتماعي، حيث بدأت انتشارها على منصة "تيكتوك"، ثم "فيسبوك"، و"أنستغرام"، إلى أن وصلت "تويتر".

المتابع لـ"التريند" يجد أن الأمر هذه المرة تعدّى كونه تجربة لوصفة سهلة أو "لذيذة"، كما كان حال "بسكويت القهوة" الشتاء الماضي، إذ تحول إلى عظات في الحياة، ودروس في تنمية الذات، ودعوات لتطويرها أيضًا!

على سبيل المثال هذا التعليق: "أعطِ الصباح فرصته دائمًا يا صديقي كي يغيّر الأحوال والظروف"، نعم بهذا العمق علّقت أسيل على فيديو نشرته صديقتها لتجربتها في إعداد كنافة "كات كات تات"!

فيما علّق آخر متهكّمًا –بمنتهى الجدّية- "إذا أردت أن تغير مصير حياتك، غيّر طريقك.. أو طريقتك"، في إشارةٍ إلى أن هذه البسكويتة التي يصفها السواد الأعظم من أهالي قطاع غزة بـ "عدوة الأمّهات" لأنها مصنوعة من عجينة هشة، صارت مطلوبة –وقد كان يتفادى شراؤها كثيرون- فقط لأنها دخلت "خلاط التغيير".

وتتحدث نور السويركي عن قصتها مع هذا البسكويت، فقالت: "بدأَت في منزلنا القديم بحارة التفاح، إذ كان مفروشًا بسجاد بني "مونّس"، يومذاك  أكلتُها لأول مرة، وأوقعتُ فتاتها على الأرض كونها معجونة من الرقائق الهشة، والسكر، ومحشوة بالشوكلاتة، فما كان من أمي إلا أن منعت تناولها داخل البيت".

تكمل نور التي أضحت اليوم أمًا: "اكتفت بالسماح بأكلها فقط ضمن مساحة مخصصة هي ثلاث درجات أمام باب المنزل، ومنذ تلك الأيام، العلاقة بيني وبين هذه البسكويتة سيئة جدًا".

تتابع نور: "هذا البسكويت عاد اليوم ليتصدر مواقع التواصل بفضل ما أسمته "التيك توك وأعوانه"، بعد ابتكار حلوى أم علي "مودرن".

وترجع تسمية حلوى "أم علي" بهذا الاسم، إلى والده الأمر علي عز الدين، ابن عز الدين أيبك، أول سلاطين الدولة المملوكية، التي وزعتها ابتهاجًا بمقتل شجرة الدر بالقباقيب، انتقامًا لزوجها.

تعلق نور: "لا أدري بصراحة، لو أن أم علي على قيد الحياة اليوم، ورأت ما آل إليه حال حلواها، كيف سيكون رد فعلها"، ملمحةً إلى أنها "قد لا تكون راضيةً البتة".

من جانبه انتقد أمير أبو عرام إقبال الناس وتفاعلهم مع "التريند"، حيث كتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "هذا درس تنمية بشرية، أي حد يشعر بالتهميش والإهمال ما يفقد الأمل، ويخلي ثقته بنفسه عالية، ويحط بباله إنه راح ييجي يوم والكل يلحق وراه".

وأوضح أمير لأصدقائه الذين سألوه ضمن التعليقات عن "مناسبة الحكي"، بقوله: "هذا الصنف، الكات كات تات، صارله سنين طويلة بالسوق، وما حد بطلع عليه، وصار سعره نص شيقل، وما حد بشتريه، بالعكس الأمهات كانت تتنمر عليه عشان بوسخ الأرض".

لكنه بحسب تعبير أمير، "بكبسة زر، وبين يوم وليلة، صار مطلوب لدرجة إن المخازن كلها فرغت منه"، وعلى حد قوله: "بيعت منه مئات "المستوعِبات" (طبليات تنقل عليها البضائع) في يومٍ واحد، وكله بسبب فيديو على "تيك توك".

ليالي نبيل بدورها، ترى الأمر مختلفًا، فـ "كنافة الكات كات"، فرصة لتتجمع العائلة على تناول طبقٍ تصفه بـ"اللذيذ"، "يتلقطون عدة مقاطع له، ويتشاركونها عبر مواقع التواصل، فيجدن التفاعل بين الأصدقاء والأقارب الذين يعلقون لهم: "سنأتي لنجربه معكم".

وتعتقد ليالي، أنه ليس من الجيد النظر إلى هذه الأمور بعين "التفاهة"، كونها حقيقةً تصنع طقوسًا مبهجة، "بإمكانات بسيطة، معظم الأسر تستطيع شراءها".

وذهبت إلى ما هو أبعد عندما أكملت: "بل لعل هذه الحلوى، جعلت الناس يتساوون هنا، كون أساسها (تقصد البسكويتة) رخيص الثمن".

كاريكاتـــــير