شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م03:41 بتوقيت القدس

بـ"بلاش".. فواكه معطوبة بقشرةٍ تلمع تجوب شوارع غزة

23 نوفمبر 2021 - 14:34

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لامس صوت نداء بائع الرمان المنبعث عبر سماعةٍ صغيرة مثبتة فوق عربةٍ يجرها حيوان، آذان المواطن إياد الجلب (45 عامًا)، الذي ضج من طلب أطفاله المتكرر شراء الرمان "يا أبو العيال تعال.. خمسة بمية يا رمّان".

أمام الباب وقف كمن وجد ضالته، لا سيما وهو يرى حبات الرمان البرّاقة وقد صفّها بائعها على وجه العربة بشكل هرم، وبسعرٍ لا يضاهى للكيلو الواحد. بسرعةٍ أوقفه، وشرع في انتقاء حبّات الرمّان ذات اللون القاني "الأكثر حلاوة ولذةً في الأكل" وفق ما يعرفه، فملأ ظرفه بما مقداره خمسة كيلوات، ومشى نحو بيته فرحًا بهديّته لأطفاله الذين طال انتظارهم.

يقول الجلب –وهو أبٌ لثمانية أطفال: "بمجرد أن شققت الحبة الأولى بالسكين تبددت فرحتي، ولحظتُ الصدمة على وجه أطفالي عندما وجدناها تالفة بالكامل، ولونها من الداخل أسود حالك! كررتُ العملية ثانيةً وثالثة، وفي كل مرة أجد العطب وصل إلى عمق الحبة فإما كلها تالفة، أو أجزاء كبيرة منها، هذا رغم لمعان قشرتها الخارجية، ولونها الأحمر الجميل".

المواطن الجلب لم يكن وحده الذي تعرض لهذا الموقف، فالشاب ماجد السموني هو الآخر فوجئ بعد شرائه عدة كيلوات من الأفوكادو بتلفها من الداخل رغم سلامة قشرتها الخارجية ولونها الأخضر الممتاز، ذلك بعد أن قرر أن يأكل منها بمجرد عودته إلى منزله.

يقول السموني في حديثه لـ "نوى": "أغراني أحد الباعة في أحد الأسواق الشعبية بشراء الأفوكادو، كان السعر ممتازًا بالنسبة للموجود في السوق (4 كيلوات مقابل 10 شواقل)، فقررت شراءها بعد أن قلّبت حبّاتها بين يديّ وتفحّصتها، وتأكدتُ أنها حديثة القطاف".

بعد عودته إلى البيت، طلب من زوجته إعداد طبقٍ مدمس مع الغداء، فإذا بالمفاجأة: داخل الثمار كله فاسد، ورائحته كريهة، لونه يميل للبني الغامق، وهنا ما كان منه إلا أن ألقى الحبات كلها في سلة القمامة.

الأمر لم يتوقف هناك، فقد رصدت "نوى" بيع أحد المواطنين لفاكهة التفاح التي تبين أنها مصابة بآفة حشرية، تبدو على هيئة ثقوب على القشرة الخارجية للثمرة وتمتد إلى داخلها، بسعر زهيد (6 ك.غ مقابل 10 شواقل).

وفي التاسع من نوفمبر الجاري، أعلنت وزارة الصحة بالتعاون مع مباحث التموين، ضبط 200 كغ من المانجا الفاسدة مع أحد الباعة المتجولين "وكان شكلها الخارجي جيد"، وبعد عملية التحري والمتابعة تم التعرف على مصدرها في أحد المخازن شمال قطاع غزة، وقد تم ضبط ما يقارب 14 طنًا أخرى وجرى إتلافها حسب الأصول.
وفي والسابع عشر من ذات الشهر، تمكنت وزارة الصحة من ضبط ومصادرة 2 طن من ثمرة الأفوكادو الفاسدة، أثناء قيام عدد الباعة المتجولين بعرضها للبيع في أحد الشوارع العامة في مدينة غزة.

"سوء التخزين"

"نوى" وضعت هذا الملف على طاولة الناطق باسم وزارة الزراعة م.أدهم البسيوني للتعرف على السبب الرئيس لتلف هذه الأصناف من الفاكهة، وما إذا كان للأمر علاقة بالمصدر الرئيس لها، أم لا؟

البسيوني أكد أن جميع الفواكه والخضروات التي يتم استيرادها إلى قطاع غزة عبر المعابر، يتم التأكد من صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات الفلسطينية، موضحًا أن السبب الأول لفساد هذه الأصناف من الفواكه، التي يكون عدد منها في حالة "شبه نضوج"، يعود إلى تعمّد الاحتلال تأخير مرورها مباشرةً إلى قطاع غزة عبر المعبر، وتركها في العراء تحت أشعة الشمس لعدة ساعات.

وبيّن البسيوني أن عدم حفظ الثمار، وعرضها للبيع في درجة حرارة غير مناسبة سبب آخر لفسادها، مشيرًا إلى أن بعض الفواكه التي تباع عبر العربات المتجولة وفي الأسواق الشعبية، تتعرض لحرارة الشمس لساعات طويلة، وربما لعدة أيام ما يتسبب بتلفها.

وفيما يتعلق برصد بيع بعض الفواكه المصابة بآفة حشرية كالتفاح مثلًا، قال البسيوني: "هذه الأصناف لا يتم السماح باستيرادها، وما يتم ضبطه منها يتم إتلافه على الفور"، داعيًا الجهات المختصة في الرقابة على هذه الأصناف، كوزارة الصحة والاقتصاد، إلى تكثيف جهودها بإجراء الفحوصات الظاهرية لهذه الفواكه للتأكد من سلامتها قبل بيعها للمستهلك.

وناشد الباعة المتجولين وأصحاب البسطات الشعبية بعرض الفواكه والخضار بعيدًا عن أشعة الشمس لضمان عدم تلفها، والتسبب بضرر للمواطنين.

تخصص وزارة الزراعة

من جانبه أكد رئيس قسم مراقبة الأغذية بوزارة الصحة م.زكي مدوخ، أن الرقابة على الخضروات والفواكه سواءً في المحلات أو العربات المتجولة والأسواق الشعبية، هي من تخصص وزارة الزراعة، مشيرًا إلى أن "وزارة الصحة ليست لديها صلاحيات للتفتيش عليها أصلًا".

واستدرك مدوخ: "لكن في حال وجدنا فواكه أو خضروات معروضة للبيع أثناء عملنا في التفتيش على المواد الغذائية، نتابع القضية كما حدث خلال الشهر الجاري في ضبط كميات من المانجا والأفوكادو الفاسدة لدى عدد من الباعة المتجولين، وفي أحد المخازن الكبيرة"، مبينًا أن دور وزارة الصحة يتركز حول الرقابة على المواد الغذائية بشكل عام.
وعن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق المخالفين في القضيتين السابقتين، أشار مدوخ إلى أنه جرى ضبط وإتلاف الكمية حسب الأصول، ومن ثم تحويل الملف للنيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحق المخالفين.

وفيما يتعلق بأسباب تلف كميات المانجا والأفوكادو المضبوطة مؤخرًا، قال: "إن الكميات التي تم ضبطها، دخلت من المعبر بشكل طبيعي ولم يكن عليها أي علامة فساد أو تلف، لكن تبين لنا بعد المتابعة والتحري، أن التخزين السيء من قبل التجار لها في درجة حرارة غير مناسبة، هو ما تسبب بذلك".

كاريكاتـــــير