شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م11:22 بتوقيت القدس

"غرزة بلدي".. رائحة فلسطين في بيوت أمريكا

03 اكتوبر 2021 - 18:02

شبكة نوى، فلسطينيات: أمريكا | نوى:

"تراثٌ فلسطينيٌ وسط أمريكا" عنوان الأمنية التي لطالما شغلت تفكير الفلسطينية أفنان اسليم، التي تعيش وعائلتها في الولايات المتحدة الأمريكية منذ كانت طفلة.

الشابة التي تبلغ اليوم من العمر (28 عامًا) باتت تمضي في طريق تحقيق الحلم، عندما قررت أن "فلسطين" التي تنزف تحت قصف الاحتلال وفي مواجهة رصاص جنوده، يجب أن تصل بصوتها، وتنتفض لتاريخها في كل مكانٍ في العالم، ولو بقطعة تطريز، "ومن هنا، انطلقتُ بمشروع غرزة بلدي" تقول لـ "نوى".

تحقق مشروع أفنان بفترةٍ وجيزةٍ كما أخبرتنا، "بجهود ودعم نساءٍ من غزة، تمكنَّ من إنجاز الكثير من القطع المميزة، وإرسالها إلى أمريكا لترويجها وبيعها هنا" تضيف.

بدأت طفولة أفنان في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، في منزلٍ يعجّ بالزوايا المطرزة، والمشغولات اليدوية، ومشاهد النساء اللاتي كُنَّ يتحلّقن حول أمها وجدّتها لتعلم أصول وفن التطريز الفلسطيني، فيما كان والدها يأخذ بعض المنتوجات منها كهدايا حين يقرر السفر، فيلاقي ردود أفعالٍ رائعة من أصدقائه في الخارج.

"ما كان يقوله أبي عن سعادة أصدقائه بالهدايا بقي عالقًا في عقلي حتى كبُرت، إنه بالفعل فنٌّ لا يقارن بأي فن، وتراثٌ لا يشبه أي تراث. القطعة منها يحق للواحد أن يحفظها في قلبه، لا أن يكتفي بتزيينها على حائط أو التباهي بها بين الناس" تضيف أفنان.

عندما تخرجت أفنان من إحدى الجامعات الأمريكية، أصبح لديها الوقت والإمكانيات الكافية للتفكير بمشروعٍ حقيقيٍ يُدخل فلسطين إلى بيوت أمريكا، "قطعةٌ مطرزةٌ صغيرة باسم دولةٍ لا يعترف العالم القوي بوجودها، تحكي تاريخ شعب، وأصالته وجذوره" تعقّب، فبدأت –بدعمٍ من عائلتها- بتطريز عددٍ من القطع كتجربة، لاقت إقبالًا تصفه بـ "الحلو".

وتنتج قطع المطرزات لمشروع "غرزة بلدي" نساء في قطاع غزّة، "ذلك لجودة تطريزهن، ومن باب دعم النساء وتوريد مشغولاتهن إلى خارج البلاد، بإضافة لمسات عصرية تناسب التطور الجاري في العالم، وهذا ما زاد التفات الزبائن للقطع المطرزة" تؤكد الشابة المغتربة.

قبل بدء أفنان بتنفيذ الفكرة، كانت تلك الذكريات قد ركدت في عقلها، لولا أنها أنتجت بعض القطع لتستخدمها بشكلٍ يومي في أمريكا، "بهدف تذكر البلاد، وتأصيل الثقافة"، لكنها لم تكن تعلم أن هذه القطع، ستفتح مجالًا لأسئلة الناس –من غير الجنسية الفلسطينية- عن فلسطين.

ومن أبرز ما أنتجته حينذاك علاقات المفاتيح، "الميداليات" التي تصطحبها بمشاويرها اليومية، فتقابل بالأسئلة المستمرة: "من أين حصلتِ عليها؟ وكيف من الممكن أن أحصل على مثلها؟ هل تعرفين أحدًا يساعدني بصنعها؟.. وغير ذلك".

وتقوم الشابة بتقديم أفكار مستمرة للنساء في القطاع –تناسب احتياجات المجتمع الذي تعيش فيه- وأحيانًا ترسل قطعًا وتصاميم يرغبون بشرائها ويعجبون بمكوناتها، ويقدمونها هدايا لأصدقائهم "وبالفعل يتم إنتاج المطلوب، بـأعلى جودة ممكنة" تردف.

وحول البحث عن النساء العاملات في التطريز، تذكرُ أفنان، أن زميلتها بالمشروع سمية الغرابلي لها الدور الأبرز في إيجاد مهتمات بالعمل، والتواصل من أجل إتمامه بأبهى صورة.

أما عن العوائق فتقول: "أصعب شيء في المشروع هو: كيف نوصل القطع من غزة إلى أمريكا؟ فنتحايل على الأمر بإرفاقها مع الأصحاب المسافرين، أو بإرسالها عبر البريد.. لكنب صعوبة كبيرة".

تطمح أفنان بأن يكبر مشروعها، وتستطيع إنتاج أكبر عدد ممكن من القطع المطرزة بمشاركة نساء غزة، وإيصالها إلى جميع أنحاء العالم وليس أمريكا فقط.

"هذه القطع هي عبارة عن قصص، كل واحدة منها تحكي قصة امرأة تعبت من أجل إنجازها سعيًا للقمة العيش، هي قصة تراث، وقصة بلاد، وقصة غربة، واقتناؤها يعني معانقة رائحة فلسطين التي نحب، من غزة إلى أمريكا".

كاريكاتـــــير