شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م00:02 بتوقيت القدس

إقبال ضعيف لاحتمالية الإغلاق!

"كورونا" تعبث برزق تجار "الزِّي المدرسي" بغزة

14 اعسطس 2021 - 12:50

شبكة نوى، فلسطينيات: قطاع غزة | نوى:

يخاطب أحد تجار الزي المدرسي في شارع عمر المختار جاره في المحل القريب، بينما يقلب كفّيه باستياء: "والله يا أبو محمد ميتة.. فش (لا يوجد) بيع، فش حدا بيشتري، فش حياة من الآخر". 

يضحك الاثنان، وكأنما هو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذهما من الموت بـ "جلطة" على يد مهزلة الحصار هنا، حيث أكثر من مليونَي إنسان يتنفّسون ويأكلون ويشربون في سجنٍ كبير اسمه "غزة" منذ خمسة عشر عامًا.

يشير أحدهما –ويدعى محمد لبد- إلى البضاعة بسبابته، ويقول بانفعال: "تعالوا شوفوا المحل مكدّس بضاعة، تزورنا الناس لتلقي التحية والسلام، يأخذون نظرة سريعة، يلمسون الخامات، ويمضون".

ليس هذا ما يزعجه، أو يهبط على قلبه بالنكد، بل تلك العبارة التي باتت تتكرر كثيرًا على ألسنة زوار المحل، عندما يحاول مساعدتهم بطرح خيارات الأقمشة والتصاميم المختلفة: "معلش، احنا بنتفرّج بس".

ويضيف: "لا أستطيع أن ألومهم، الناس هنا يشكون ضيق الحال، لا فرص عمل حكومية، ولا رأس مال لتنفيذ مشاريع صغيرة، ناهيك عن الخصومات على الرواتب، وأخيرًا كورونا".

يزيد الرجل الذي يعيل 18 فردًا (7 من أبنائه، و9 لعائلة شقيقه المتوفى): "في ذات الوقت لا نستطيع كتجار عدم توفير البضاعة، بدعوى الفقر وقلة الحيلة،  فمن يدري من قد يحتاج الزي هذا العام (..) وللعلم، كثيرون ممن اشتروا الزي العام الماضي، سيلبسونه لأبنائهم هذا العام، حيث لم يداوم الطلبة إلا ثلاثة أشهر، ليفرض بعدها الإغلاق". يصمت قليلًا ثم يكمل: "هذا موت مستعجل يا بنتي".

فيما يؤكد عصام حسين، وهو صاحب محلٍ لبيع ملابس "الجينز"، أنه وعشرات التجار في قطاع غزة "سجناء مع وقف التنفيذ"، بسبب تراكم الديون عليهم.

ويقول: "في كل موسم أحاول التحايل على الناس بتخفيض أسعار البضائع، أو الإعلان عن عروضٍ موسمية لاستقطابهم دون جدوى".

يهمهم بغضب: "ولو ما عملت عروض بيسألوني: متى راح تعمل عرض؟ ولو عملت، بيسألوني: هادي بضاعة جديدة؟ وليش سعر العرض غالي؟"، ثم يزيد: "في قرارة نفسي أعرف أنهم لا يريدون الشراء رغم أن الأسعار أعجبتهم، هم فقط يحاولون رفع الحرج عن أنفسهم لدى دخولهم المحل، لعدم توفر المال الكافي معهم".

من جهتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم أن عودة الطلاب للمدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة سيكون في السادس عشر من أغسطس/ آب الجاري، بواقع أربعة فصول دراسية.

وقال وكيل وزارة التربية والتعليم برام الله، بصري صالح، في تصريح صحفي: "إن عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة ستكون مبكرة هذا العام، ذلك لتعويض الفجوات التعليمية التي حصلت خلال جائحة كورونا"، مشيرًا إلى أن أكثر من 80% من المعلمين والمعلمات تلقوا تطعيمهم، والباقي سيكون مع حلول العام الدراسي.

سما جبريل، هي أم لخمسة من الأبناء في المدرسة، تحدثنا عن رحلتها إلى السوق لشراء أهم مستلزمات الدراسة للكبار فقط "كون مقاساتهم تغيرت، ولن ينفعهم زي العام الماضي، بخلاف الأصغر سنًا الذين سيتفيدون من لباس أشقائهم.

وتقول: "عيد الأضحى، ثم مستلزمات المدارس، وابن أنهى التوجيهي سينتقل إلى الجامعة، ضرباتٌ متتالية باتت توجع جيوبنا الخاوية".

تتابع سما: "إلى جانب عدم قدرتي على كسوة كل أبنائي، أخشى أن يتحول التعليم هذا العام أيضًا إلكترونيًا، بسبب انتشار الوباء، والتحذير من موجةٍ ثالثة قد تضرب القطاع، وهو ما واجهته العام الماضي، حين اشتريت الزي والحقائب والدفاتر والأقلام، وتوقف الدوام بعد وقتٍ قصير، فلم يطلني إلا المزيد من التكلفة".

من جانبه، قال مدير عام الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم بغزة، محمود مطر في تصريح صحفي: "العام الدراسي سيبدأ في مدارس القطاع في ١٦ أغسطس المقبل، لكن تقسيمة الفصول الدراسية لم يتم البت فيها حتى الآن".

وأضاف: "ننتظر الجلوس مع وزارة الصحة لتقييم الوضع الوبائي، وبناءً عليه، سيتم تحديد عدد الفصول، وطبيعة الدوام، وما إذا كان جزئيًا أو كاملًا".

وتابع: "الدوام سيكون على الأقل "وجاهيًا جزئيًا"، لكن من المبكر التسليم بشيء، وقد وضعنا خططنا لكل السيناريوهات، إلى حين اتخاذ قرار نهائي بالتوزيعة، حسب الوضع الوبائي المتعلق بفايروس كورونا".

ووفقًا لتقارير أممية، فإن أكثر من 40 في المئة من سكان غزة، البالغ عددهم نحو مليونَي نسمة، يعيشون تحت خط الفقر، فيما يتلقى 80 في المئة منهم مساعدات إغاثية.

كاريكاتـــــير