شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م09:01 بتوقيت القدس

ثقبٌ جديد في قلب غزة.. غاز "النيتروز" ينفذ

08 اعسطس 2021 - 13:29
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شبكة نوى | قطاع غزة:

"هذا ما كان ينقصنا، ماذا بعدُ يا غزة؟"، تتساءل سناء، وتضرب يدًا بيد. لقد أعلن التلفاز للتوّ تحذيرًا أطلقته وزارة الصحة بغزة، من احتمالية توقف إجراء العمليات الجراحية بسبب منع الاحتلال توريد غاز "النيتروز" الطبي، الخاص بتخدير المرضى قبيل إجراء العملية.

تخبرنا سناء حميد، وهي أمٌ لطفل، وحاملٌ في شهرها التاسع بآخَر، أنها على وشك الولادة بعملية "قيصرية"؛ تحاول منذ فترةٍ توفير أجرة الطبيب الذي سيجريها لها في مستشفى خاص.

(1200 شيقلًا) بالتمام والكمال، تمكّنت من تأمين نصفه "بالدَين"، فزوجها يعمل في مصنع محلي لا يتجاوز راتبه الـ ٨٠٠ شيقلًا (٢٥٠ دولارًا)، وبالكاد يستطيع إيفاء مستلزمات منزلهم اليومية.

تقول لـ "نوى": "دبّرنا أُجرة العملية، لكن العملية نفسها لا نعرف كيف ستتم؟ أمر يجعلني أقول بأن حصار غزة، يشبه اللعنة.. تلاحقنا في السلم وفي الحرب". في إشارةٍ للأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان هنا، منذ فرض "إسرائيل" حصارها على القطاع منذ قرابة عقد ونصف، وما تخللته تلك الفترة من اعتداءات واسعة النطاق، وجولات تصعيد، وإغلاقٍ للمعابر.

تضيف: "أكثر ما كان يخيفني أن يعود التصعيد الإسرائيلي، وأن أضع طفلي تحت وقع الضربات، أو أن أموت وهو في رحمي كما حدث مع العديد من الأمهات الحوامل"، متابعةً بعد لحظة  صمت: "لم أتوقع أن ينتهي العدوان، وتبقى آثاره وتبعاته تخنقنا، لقد طال الاحتلال بحقده حتى غاز التخدير".

وتجري مستشفيات قطاع غزة شهريًا، نحو 5 آلاف عملية جراحية، تتنوع ما بين عمليات طارئة، ومُجدولة، وعمليات قيصرية، وغيرها؛ تعتمد جميعها بشكلٍ أساسي على توفر غاز "النيتروز"، غير أن أكثر من مليوني إنسان، يعتمدون على المرافق الصحية الحكومية لتلقي الخدمات الصحية، وإجراء العمليات الجراحية، في ظل استمرار الحصار، وارتفاع معدلات الفقر بين سكان القطاع.

وبحسب محمود حماد، مدير عام الشؤون الإدارية في وزارة الصحة، فإنه منذ مطلع العام ٢٠٢١م،  تعاني وزارة الصحة في القطاع من نقص غاز أوكسيد "النيتروز" الطبي، الذي يُستخدم لتخدير المرضى، وتعتمد عليه العمليات المجدولة والطارئة في غرف العمليات لمرضى القطاع، "ويعود النقص لمنع توريده من قبل الاحتلال".

ويبلغ احتياج وزارة الصحة من الغاز وفق حماد، ١٢٠ أسطوانة شهريًا، تحتوي كل واحدة منها على ٢٧ كيلو، أما عن الكمية الموجودة، فهي بالكاد تسدُّ احتياج ١٠ أيام، ثم بعد هذه المدة سوف تضطر وزارة الصحة لإيقاف كافة العمليات الصغرى والكبرى التي تجرى في المستشفيات.

وعن آلية شرائه، فإن الوزارة تشتري الغاز من شركات خاصة مرخصة لدى الاحتلال، عملية تسير وفق إجراءاتٍ ومتطلباتٍ تفرضها "إسرائيل"، وتبدأ بإرسال اسطواناتٍ فارغة لشركة إسرائيلية تقوم بفحصها وتدقيقها، ثم تذهب للتعبئة، وبعدها يتم إرجاعها للشركات المورِّدة للقطاع.

ولا تنفك وزارة الصحة في غزة، عن إطلاق مناشدات بأنها تواجه أزمات خانقة، إثر نقص الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب فرض الحصار الإسرائيلي منذ ١٥ عامًا، أمر نجم عنه تدهور كبير في الأحوال الاقتصادية والمعيشية.
 

كاريكاتـــــير