شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م09:28 بتوقيت القدس

الانتخابات فرصة التغيير التي لن تكون "مصباح علاء الدين"

12 ابريل 2021 - 14:17

خانيونس:

"لن تكون الانتخابات التشريعية القادمة كـ مصباح علاء الدين الذي يمكنه في لحظة واحدة تحويل الأمنيات إلى حقائق، ولا أنتظر أن تحدث تغييراً جذرياً فورياً في كافة القضايا فالأمر ليس هين".

هكذا استهلت المواطنة فاتن مشاقي من قرية نوبا قضاء الخليل إجابتها حول ما تتوقعه من الانتخابات وهل ستنعكس إيجاباً على حياة المواطنين الفلسطينيين المعطّلة ديمقراطيًا منذ 15 عامًا.

تقول مشاقي:" أدرك الوضع السياسي الصعب، أنتظر تغييراً على كل المستويات بشكل تدريجي ومنطقي، لكن لا أبالغ في التوقعات، فالتعقيدات كثيرة".

ترى مشاقي أن المسألة أكبر من أمنيات، لكنها تتمنى أن تتمكن الحكومة القادمة من جسر الهوة بين شقّي الوطن، وإنهاء الانقسام الذي أدى إلى فصل الوطن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتسبب في انتشار الكثير من الظواهر التي لم تكن موجودة من قبل.

اقرأ/ي أيضًا: الانتخابات التشريعية.. غزة "مربط الفرس"

وفي ظل حالة الانقسام منذ عام 2007 استغل الاحتلال الإسرائيلي هذا الواقع من أجل توسيع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، وزيادة ظاهرتي الفقر والبطالة في قطاع غزة إلى ما يزيد عن 54%، وفي ظل فشل جهود المصالحة الفلسطينية لم يتبقَ أمام الشعب الفلسطيني سوى التعويل على ما يمكن أن تفرزه نتائج الانتخابات المنتظرة في 22 مايو المقبل للخروج من هذه الحالة وتوحيد الوطن.

في قطاع غزة، يعمل الشاب كامل وافي 33 عامًا، مزارعًا في خانيونس، مع إنه يحمل شهادة الماجستير في الأدب لم تؤهله للحصول على فرصة عمل بسبب ظاهرة البطالة سالفة الذِكر.

ويتفق الشاب الذي يقضي جلّ وقته في الأرض مع الشابة مشاقي، في أن الانتخابات "ليست مصباح علاء الدين طبعًا"، فمشاكل قطاع غزة كثيرة ومعقّدة.

لكنه يبدو أكثر تشاؤماً، إذ يجزم أن كل ما يُسمع من برامج انتخابية مجرد فقاعات في الهواء، معتبراً أن الانتخابات حاجة سياسية لرفع الحرج أمام المجتمع الدولي وتجديد للشرعيات، ومخرج للرئيس من أزمة سؤال الهوية، مَن تكون ومَن تمثل.

اقرأ/ي أيضًا: صنبور "القوائم".. طمعٌ بالمنصب أم تعطشٌ للديمقراطية؟

فالانتخابات إن حدثت لا يمكن بناء الكثير من الآمال عليها وعلى الفئات ذاتها التي تحكم وتسيطر وتحتكر، تقول المواطنة أم مجد قديح، فيكفينا -حسب رأيها- ما حملناه في قلوبنا وتحملناه بسبب الانتخابات التي جرت عام 2006.

قديح التي تخرجت عام 2003 وحصلت على المرتبة الأولى في امتحان التوظيف لعام 2006، لم تهنأ بنجاحها أو تفوقها، جاء الانقسام وحصلت على بطالة لمرة واحدة لم ترى بعدها الوظيفة أو حتى العمل المؤقت من خلال مكتب العمل أو وزارته ولم تشفع لها شهادتها كما آلاف الخريجين لتحصل على فرصة عمل مناسبة.

"بعدما ضاعت سنوات العطاء وأنا ألهث هنا وهناك في العمل المتقطع كباحثة ميدانية، ماذا عساي أن أتوقع من الانتخابات، أظن القادم لن يكون أفضل، ولا أتوقع أن يسلم أحد الفريقين للآخر بسهولة، تقول قديح.

اقرأ/ي أيضًا: مرشحون شباب خلف عجلة "التغيير": سندفعُ بقوة

أما شفيع الشاب العشريني الذي تعود جذوره لإحدى قرى بيت لحم فهو يستبعد تماماً أن نصل فعلياً إلى مرحلة الانتخابات، فالأمر بنظره مرتبط بكثير من المؤشرات التي لا تنبئ عن نجاحنا كفلسطينيين في تحقيق هذه التجربة الانتخابية.

لم يخض شفيع قبل هذه المرة تجربة أن يتقدم لصندوق الانتخابات ليختار ما بين قوائم انتخابية، لكنه غير متأكد من أنه حتى في حال إجرائها سوف يشارك ويدلي بصوته لقائمة بعينها، فلا أمل يرجى من أي من هذه القوائم ولن تحدث أي تغيير لصالح المواطن.

تتشابه الآراء رغم اختلاف التجربة في كل من الضفة وقطاع غزة ما يؤكد أننا أمام وجهين لعملة واحدة، هل تخيب نتائج الانتخابات وما بعدها التوقعات!

كاريكاتـــــير