شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م11:51 بتوقيت القدس

في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب..

صحفيو فلسطين يطالبون بمعاقبة الاحتلال على جرائمه

11 نوفمبر 2020 - 21:06

شبكة نوى | قطاع غزة:

"حتى اليوم لا أحد ينصفنا، ولا من أحد يحاكم الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحقنا!" هكذا يقول الصحفي الفلسطيني الجريح سامي مصران، في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب، ولكن، هل من أحد يعاقب الاحتلال؟ هل يكف هذا الاحتلال عن ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين عموماً؟ بالطبع لا، إنه مسلسل لا ينتهي.

سامي الذي يبلغ من العمر ٣٦ عاماً، يعمل مصوراً في فضائية الأقصى، أصيب يوم التاسع عشر من يوليو / تمّوز للعام الجاري، بينما كان يغطي أحداث مسيرات العودة شرق مخيّم البريج وسط قطاع غزّة.

لم تكن الإصابة الأولى، بل إنها الخامسة يقول سامي مضيفاً "منذ بدء المسيرات، أصبت بقنبلة غاز ضربت يدي في المرة الأولى، وطلق ناري بالكتف في المرة الثانية، وطلق ثالث في الدرع الذي ظننته سيعرّف عني كصحفي وبالتالي يمكن أن يحميني، وأمّا المرّة الخامسة، فكانت الإصابة التي قضت على بصري بعدما دخلت شظايا طلق متفجّر في عيني اليسرى".

تضاعفت إصابة سامي، ضربت عينه ثمّ تسببت له بكسر في جمجمة رأسه، ويتابع أنه لم يعد يرى في عينه اليسرى بنسبة 100%، فالقرنية تلفت، وعدسية العين تأثرت بشكل كبير كذلك في القزحية.

منذ إصابته، يركد الشّاب في منزله دون عمل، باستثناء يوم واحد فقط في الأسبوع بسبب الآلام التي يعاني منها بفعل الإصابة، كما أنه بحاجة إلى المزيد من العمليات الجراحية وبتكاليف عالية أيضاً، غير أنه بحاجة إلى الخروج لمستشفيات خارج قطاع غزّة لإجرائها.

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في قرارهاA/RES/68/163  ، وحث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية وقد اختير التاريخ في ذكرى اغتيال صحفيين فرنسيين في مالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 .

ويدين هذا القرار التاريخي جميع الهجمات والعنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام. وتحث أيضا الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة، وضمان حصول الضحايا على سبل الانتصاف المناسبة. وتطلب كذلك إلى الدول أن تعمل على تهيئة بيئة آمنة وتمكينيه للصحفيين لأداء عملهم بصورة مستقلة ودون تدخل لا داعي له.

ويوجّه سامي رسالة إلى كل المحاكم الدولية بضرورة متابعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بحق الصحفيين الفلسطينيين وفضحها أمام المحافل الدولية، مشيراً "حتى هذه اللحظة وإلى يومنا هذا، لم يتم محاكمة الاحتلال الصهيوني على جرائمه، بل ويجب الوقوف بجانب الصحفي الفلسطيني حتى يستطيع أن يوصل رسالته إلى كل العالم".

مؤمن قريقع، مصوّر صحفي آخر، أصيب قبل حوالي ١٤ عاماً، بينما كان يعدّ تقريراً مصوراً حول احتجاز الضائع على معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزّة، باستهداف مباشر من طائرات الاحتلال، ولم تمرّ فترة قصيرة حتى أصيب خلال عمله مرة ثانية أدت إلى بتر ساقيه.

يعمل مؤمن اليوم بنظام "القطعة" أي مصوّر "فريلانسر" على كرسيه المتحرك، بعد أن استطاع انتزاع مكانه مجدداً في الميدان بين زملاءه الصحافيين والصحافيات قبل سنوات، وحتى اليوم يشكو المصور من تحديات ومعيقات واسعة أمامه خلال عمله الصحفي، لكنه برغم ذلك يرفض أن يخضع لها بل ويحاول مساعدة زملاءه الذين يتضررون من الاحتلال معنوياً لدعم استمراريتهم بعملهم بعد الإصابة.

وفي اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب، يقول "لا يزال الاحتلال يستهدفنا كصحافيين، لا نزال نعاني من أثر جريمته بحقنا"، مطالباً "يجب محاكمة الاحتلال على جرائمه اليومية بحقنا سواء اعتقال أو انتهاك مباشر دون مبررات، فهذا كله يحدث برغم أننا نرتدي الدروع والخوذ، إلا أنها صورة الاحتلال الذي لا يتردد عن قتلنا كلما رغب بذلك"

ويتمنى مؤمن الا يفلت الاحتلال من العقاب وأن تكون هنالك نتائج عادلة تنصف الصحافيين من هذه الجرائم.

كاريكاتـــــير