شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م15:31 بتوقيت القدس

الأمهات عن التعليم الإلكتروني: "نشّف ريقنا"

30 اكتوبر 2020 - 16:21
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

غزة:

"فعليًا نِشف ريقنا مع التعليم الالكتروني، الواتس أب على جوالي استقبل في ساعتين فقط 1700 رسالة، واحتجت العودة لكل الرسائل كي أعرف ما تريده المعلمة، الوضع لا يُحتمل".

بهذه الكلمات علّقت الشابة نرمين أبو مايلة، منتقدة نظام التعليم الالكتروني الذي لجأت إليه المدارس الفلسطينية في قطاع غزة من أجل التغلّب على مشكلة تغيّب الطلبة عن المدارس بسبب الحجر الصحي الذي تم فرضه منذ بدء انتشار جائحة كورونا داخل المجتمع في 24 أغسطس الماضي.

تقول نرمين التي تعمل موظفة حكومية: "أبنائي ألما -أول إعدادي وسامر خامس ابتدائي- قبل الحجر طلبت منا مدرَستهم عمل إيميلات وإرسال بياناتهم استعدادًا لمرحلة التعليم الالكتروني، وفي اليوم الثاني تم اكتشاف الإصابات داخل المجتمع ودخلنا الحجر الصحي".

تبعًا لنرمين، فإن أبناءها بدأوا بتلقي دروسهم والوظائف المطلوبة منهم عبر "جوجل كلاس" بالتالي فما عليها سوى فتح البريد الالكتروني لتجد كل ما يخص دروس أطفالها موجود، كان مريحًا في البداية، ولكن ما جعل الأمر معقدًا هو لجوء المدرسات والمدرسين إلى مجموعات عبر تطبيق الواتس اب من أجل تسهيل التواصل.

هناك حاجة لأن تقوم المعلمات بشرح كل مادة بشكل مباشر من خلال استخدام تطبيقات مثل "جوجل ميت" فهي فعّالة أكثر

"أول مشكلة تواجهنا هي أن المعلمات غير مجهّزات بَعد للتعامل مع جوجل كلاس، وأحيانًا يضطروا للجوء إلى الواتس أب للتسهيل لأن الطالبات أنفسهن وأمهاتهن ليسوا مجهزات للكلاس"، تقول نرمين.

حين تم عمل المجموعات كان يتم وضع المواد المتعلقة بكل المقررات الدراسية للأبناء على ذات المجموعة التي تتواجد عليها أمهات كل الطلبة، وهذا يعني تلقّي آلاف الرسائل ما بين استفسارات وتعقيبات بين الأمهات، تتساءل نرمين:"هل يعقل أن اضطر للعودة إلى مئات الرسائل لأعرف ما تريده المعلمة".

عندما اشتكت إلى إدارة المدرسة، تم عمل مجموعة لكل مادة، ولكن بقيت المشكلة الثانية وهي اضطرار الأم للتواجد وقت المحاضرة وأحيانًا قد لا تتوفر لديها الكهرباء بالتالي انقطاع الانترنت، قد تفلح في زيارة بيت شقيق زوجها لاستخدام الانترنت الخاص بهم، ولكن هذا غير عملي، ناهيك عن عدم التواصل الفعلي بين المدرسين والطلبة.

وتجزم نرمين إن التعليم الالكتروني رغم مرور مدة ليست بسيطة إلا أننا ما زالنا نعاني، فهناك حاجة ماسّة لأن تقوم المعلمات بشرح كل مادة بشكل مباشر من خلال استخدام تطبيقات مثل "جوجل ميت" فهي فعّالة أكثر في التواصل رغم أنها لا تلبي حاجة الأمهات اللواتي يعتمدن على انترنت الحزم الضعيفة أصلًا، بالموضوع برّمته ما زال بحاجة إلى نقاش كبير.

"التعليم الالكتروني متعب جدًا، نحن في غزة والكهرباء ليست متوفرة دومًا، والانترنت سيء وضعيف"، تعقّب الشابة ريما سعد الدين على ذات الموضوع والتي تحمل أيضًا تجربة سلبية معه.

تقول ريما: "كل بيت فيه طفل أو أكثر، أنا لدي أربعة أبناء، اثنان في الإعدادي واثنان في الابتدائي، كلهم يستخدمون هاتفي المحمول من أجل دروسهم لأن والدهم معظم وقته في العمل".

ريما:كل أستاذ ومعلمة يستخدمون تطبيقًا مختلفًا، بعضهم واتس أب وآخرون تلجرام وفيس بوك

لا تقتصر المشكلة بالنسبة لريما – التي درست تكنولوجيا معلومات وعملت في التدريس لفتر من الوقت- في أن كل أطفالها يستخدمون هاتفها الذي ينتهي شحنه بسبب انقطاع الكهرباء، بل أيضًا لأن كل أستاذ ومعلمة يستخدمون تطبيقًا مختلفًا، بعضهم واتس أب وآخرون تلجرام وفيس بوك، حتى أصبح لديها على الواتس أب فقط 20 مجموعة كلها لأبنائها.

تضيف:"حتى الصوف الافتراضية أصبح فيها خللًا، أحيانًا يضعوا الدروس وأحيانًا لا، وهذا غير نظام اضطراري لتصوير الأطفال في فيديوهات أثناء إعدادهم لواجباتهم الدراسية، وامتلاء الجهاز بالفيديوهات واضطراري لإعادة التسجيل أكثر من مرة وحذف القديم منها، والتحميل أكثر من مرة بسبب ضعف الانترنت، ناهيك عن البطاقات التعليمية التي لا تحمل ما يكف يمن معلومات".

ويعلم الأساتذة -والقول لريما- أن هذا ليس تقييمًا صحيحًا، فالطفل حين يحصل على إجابات الأسئلة عبر مجموعة على الواتس أب هو لم يفهم شيئًا، بل إن هذا التعليم ظلم الكثير من الأمهات اللواتي ليس ليدهن القدرة على الشرح لأبنائهن.

بالتالي من أجل الحصول على استفادة حقيقة، يجب أن يتوفر لكل طالب وطالبة جهازًا خاصًا به، وانترنت على مار الوقت وبسرعة مناسبة، وكذلك تحقيق التواصل الآني مع الأساتذة من أجل الاستفادة من الشرح، تقول ريما.

 

كاريكاتـــــير