شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م21:29 بتوقيت القدس

تعايش أم تخفيف

أي سيناريو يفضل الناس!!

25 سبتمبر 2020 - 21:02

غزة:

"هل نتعايش مع فيروس كورونا في قطاع غزة، أم نواصل تشديد الإجراءات حتى الحد من انتشاره والسيطرة عليه؟" سؤال ما ينفك الفلسطينيون والفلسطينيات في قطاع غزة تداوله.

السيناريوهات التي يتم تداولها للتعامل مع الجائحة التي دخلت المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة منذ أواخر أغسطس الماضي: السيطرة على الوباء من خلال فرض حظر التجوّل، أو التعايش معه ضمن إجراءات وقائية، أو التخفيف التدريجي من إجراءات الحظر وفقًا للخارطة الوبائية.

"سيناريو التعايش مرفوض من وجهة نظري قطعيًا، الحكومة هنا رفعت يدها عن الشعب، والناس ليس لديها الوعي الكافي، تقول السيدة تهاني أبو شعبان وهي من سكّان حي الصبرة وسط مدينة غزة التي قطعت الإصابات فيها حاجز الـ 1300.

تعاني السيدة تهاني من مرض سرطان الغدد الليمفاوية منذ بداية عام 2018، مناعتها ضعيفة نتيجة لذلك، وهي لم تغادر البيت منذ أكثر من شهر إلا لزيارة المستشفى وضمن إجراءات وقائية مشددة، وهي ترى أن التعايش فيه ظلم لشريحة كبيرة من الناس أصحاب الأمراض وكبار السن ممن يشكل الأمر خطرًا عليهم.

تهاني:سيناريو التعايش مرفوض من وجهة نظري قطعيًا، الحكومة هنا رفعت يدها عن الشعب، والناس ليس لديها الوعي الكافي

السيناريوهات الثلاث التي يحكي عنها المواطنون فيها الكثير من الإشكاليات، فالتعايش يعني تعريض 90 ألف مريضة ومريض للخطر في القطاع المحاصر والذي يعاني أصلًا من شح الإمكانيات الطبية، أما الحظر الكلي فهو يضر بالطبقات الفقيرة التي تعتمد على العمل اليومي وهم غالبية الناس في القطاع، وأما التخفيف فالركون إلى وعي الناس فقط مغامرة.

وترى أبو شعبان إننا نحتاج إلى التوعية، أن يعرف الناس كي يلبسون الكمامة أولًا، كثيرون يضعونها ولكن يلمسون عيونهم وقد يُصاب، الشخص العادي لو أصيب فلن يعاني ولكن المشكلة بالنسبة لمن تصبح حياتهم في خطر حال انتقلت لهم العدوى.

تعيش تهاني برفقة والديها وشقيقها، حيث يتولى والدها المتقاعد الإنفاق على العائلة إلى جانب عائلة نجله المتزوج، وهي ترى إن توزيع المساعدات على الناس لا يتم بشكل عادل، رغم أهميتها في مثل هذه الظروف، فالمحجورين لا يتمكنون من الخروج بالشكل الاعتيادي لتوفير احتياجاتهم.

تضيف :"البقاء في البيوت يسبب أزمة لأصحاب الدخل غير الثابت، الانتباه لهم مهم، لا يمكن تطبيق الحظر الكلي إلا إذا تم توفير احتياجات الناس"، ومع ذلك فهي تصرّ على أن سيناريو التعايش صعب، فلسنا في حال يستطيع توفير الرعاية الصحية للناس بالشكل المطلوب.

أما السيدة رانيا أبو النجا فرأيها مختلف، عودة الحياة بشكل تدريجي خيار أفضل، تعطيل المرافق والمؤسسات والمدارس أمر صعب في ظل عدم جاهزية فلسطين للتعامل مع هذه التفاصيل.

أبو النجا التي كانت تعمل محامية هي أم لأربعة أطفال ثلاثة منهم في المرحلة الابتدائية وأصغرهم في البستان، وهي تجزم أن العودة لفتح المؤسسات ضمن إجراءات صحية واضحة وصارمة أفضل من حال الإغلاق.

رانيا:تأثّرنا سلبًا بسبب الإغلاق خاصة في مجال التعليم، نحن غير جاهزين للتعليم الالكتروني

وتضيف :"تأثّرنا سلبًا بسبب الإغلاق خاصة في مجال التعليم، نحن غير جاهزين للتعليم الالكتروني الذي أرهقنا، انتهى الفصل الدراسي ولم يستفد الأطفال شيئًا، كم هائل من المعلومات فقدوها، وكل هذا إرهاق على الأمهات المطلوب منهم متابعة دروس أطفالهن بشكل مكثف".

تسكن السيدة أبو النجا بلدة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وهي منذ بدء الجائحة لم تتمكن من زيارة أهلها الذين يسكنون مدينة رفح جنوب القطاع بسبب إجراءات فصل المدن.

تقول أبو النجا :"ليست كل الأمهات لديهن المعرفة الكاملة لتطبيقات الانترنت، أنا أتابع دروس أبنائي الأربعة ولم يعد لدي وقت لأي شيء آخر في البيت، وحدي أقوم بكل شيء، في البداية كنت أرفض فكرة التعايش والتزمت بشكل صارم بالحجر، ولكن الآن أرى أن هناك إمكانية للسيطرة على الوباء وممكن أن نبدأ التعايش".

آيات:التعايش مرفوض لأن الشعب ليس واعٍ بما يكفي للتعامل مع المرحلة، ولست مع التشديد كليًا لأن وضع الناس ليس بخير

تختلف مع الرأيين السابقين الشابة آيات البلبيسي، فهي لا تؤيد انفتاحًا كاملًا ولا تعايشًا، بل تخفيف مدروس وضمن إجراءات محددة، فوفقًا لرأيها: "التعايش مرفوض نهائيًا لأن الشعب ليس واعٍ بما يكفي للتعامل مع هذه المرحلة، ولست مع التشديد كليًا لأن وضع الناس ليس بخير".

آيات التي تسكن حي التفاح وسط مدينة غزة، هي أم لأربعة أبناء، أصيب ابنها الأكبر أحمد "15 عامًا" بفيروس كورونا مطلع الشهر الجاري، وتم نقله إلى المستشفى الأوروبي حيث يتلقى العلاج هناك برفقة 6 آخرين من أفراد عائلته بينهم جدته، هذا الوضع جعل العائلة كلها غير قادرة على مغادرة المنزل بسبب الحجر المفروض عليهم كونهم خالطوا المصابين، كذلك تعرّضوا للتنمر ولنقص شديد في السلع مع عدم قدرتهم على جلبها.

لكن آيات تصرّ أن التخفيف المحدود وفقًا للخارطة الوبائية أفضل، هناك أناس لا يستطيعون البقاء في المنزل مثل من يعملون باليومية"، واستدركت :"في النهاية سنتعايش كما فعل باقي العالم، لذا علينا الاستفادة من تجارب الدول الأخرى"

تضيف :"أنا أعيش في حي شعبي فيه مرضى ومريضات وكبار سن، التعايش يشكّل خطرًا عليهم، نحن حين التزمنا بالحجر لم يلبي احتياجاتنا أحد وناشدنا لخمسة أيام دون فائدة، هذا يجب ألا يتكرر مع آخرين".

إلا أنها عادت تبدي تخوّفًا من عودة فتح المدارس، لديها ثلاثة أطفال لن تطمئن لذهابهم إلى المدرسة، فهي إن التزمت بشروط الوقاية فمن يضمن الآخرين، أما بخصوص طلبة الثانوية العامة فهر ترى وضعهم مختلفًا، كونهم في مرحلة لها خصوصية وكذلك هم أكبر عمرًا يستطيعون التمييز.

كاريكاتـــــير