شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م18:02 بتوقيت القدس

عبد الله الدغمة..

ذهب ليُنقذ شقيقَه فوقَعَ في فخ "الشاباك"

12 اعسطس 2020 - 10:33

قطاع غزّة | نوى:

كان فخًّا، "هذه هي الحقيقة" تقول سناء الدغمة، شقيقة المعتقل عبد الله الدغمة (37 عامًا) الذي اصطيد عند حاجز بيت حانون "إيريز" شمال قطاع غزة، صبيحة السادس من تموز/ يوليو 2020م.

"آخر صباح في منزله، وآخر فطور بين أسرته، وآخر عناق" تضيف سناء، وتتمتم بصوتٍ بالكاد سمح له القهر أن يُسمع: "خلص راح عبد الله".

وككل مرة، حاجز بيت حانون كان "المصيدة" التي يعتمد الاحتلال عليها لاعتقال الفلسطينيين المجبرين على المرور منه للعلاج بالدرجة الأولى، أو للتعليم أو للتجارة من داخل قطاع غزة. عبد الله لم يكن في اللحظة التي قرر فيها العبور من تلك النقطة، يفكر بأي شيءٍ سوى إنقاذ شقيقه المريض الذي كان يرقد في مستشفى "تل هاشومير" داخل الأراضي المحتلة عام 1948م للعلاج، بعد فحص عينات النخاع الشوكي لكل أفراد عائلته، ومطابقة نخاع "عبد الله" فقط.

تقول أخته لـ "نوى": "ليس سهلًا أن تحرم أسرته منه، عبد الله أب لبنتين وولدين، وزوج لربّة منزل هو معيله الوحيد، يعمل في البناء، وينفق ما يدخله على أبنائه بالإضافة إلى سبعة أبناء لشقيقه المريض "هاني" الذي كان يصفه دومًا بأنه قطعة من روحه، وأنه سيدعمه ليعيش ولو على حساب حياته هو".

"العائلة في حالة صدمة، مليون حساب في الرأس، غادر عائلته لينقذ شقيقه فسُلبت حريته"، تردف سناء، التي كانت على تواصل مع عبد الله حتى الساعة الواحدة من مساء يوم اعتقاله، مضيفة: "انقطع التواصل منذ ذلك الوقت، هاتفني الضابط الإسرائيلي وأخبرني أنه تم اعتقال عبد الله، ومن حينها لم أسمع صوته أو أطمئن عليه أو أسمع أي خبر عن وضعه".

عن تصريح الدخول، تتابع: "منسّقة المستشفى هي من قامت بالتقديم له كما تقدمت بتنسيقٍ لتسهيل الرحلة. وقبل تواصل الضابط معها وإخبارها باعتقاله، كانت قد تواصلت مع المنسقة التي أخبرتها أنه في طريقه للمستشفى لسحب عينة النخاع الشوكي منه".

الصدمة كبيرة المقاس على استيعاب سناء، تقول: "لدينا مريض يصارع الموت منذ سبعة أشهر، حياته تقف على عينة من شقيقه الذي يأتي فيعتقله الاحتلال بتهمة التخطيط لقتل جنوده في العام 2010، هل نحن نحلم؟".

لم تستوعب عائلة الدغمة ما يحدث لأبنائها بعد، بسبب "كورونا" تأخر سفر المريض "هاني" الذي لم يجد علاجه في غزّة نظرًا لضعف الإمكانات، تم تحويله لمستشفى نابلس بالضفة الغربية، ونظرًا لصعوبة وضعه، حُوّل مرة ثالثة لمستشفى "تل هاشومير".

عن حال مريض العائلة، تؤكد سناء أنه أجرى العملية وتحسّنت صحته الجسدية، "إلا أن صحته النفسية في تدهور، لم يكف عن البكاء والقول: سامحني يا عبد الله، بعد أن سمع مرافقه يتحدّث عبر الهاتف عما جرى للمعتقل، كونه لا يستطيع الخروج من الغرفة بسبب التعقيم وخشية الإصابة بفايروس "كورونا""..

اقتادت قوّات الاحتلال عبد الله إلى المستشفى، وقام الأطباء بسحب العينة في عملية استغرقت حوالي خمس ساعات، عائلته لا تعرف شيئًا عن وضعه بعدها، تتساءل أخته: "هل يسمحون له بتناول علاجه؟ هل يخضع للعلاج بالشكل المطلوب أم لا؟".

بصوتٍ يرتجف حزنًا، وصفت سناء اعتقال أخيها بـ "اللعبة سياسية"،  وتتابع باكية: "انوجعت، حاسة إني متت، كيف اعتقلوه هيك؟ كيف يروح علشان ينقذ أخوه من الموت، فتنقتل روحه وأرواحنا باعتقاله؟!".

وزعم "الشاباك" في تصريحات نشرت في وسائل إعلام عبرية، أن "التحقيقات أظهرت اشتراك الدغمة في التخطيط لتنفيذ عملية وقعت خلال آذار/ مارس 2010م، وتبنّتها حركة الجهاد الإسلامي في حينه، وأنه وافق في عام 2008 عندما كان ناشطًا في كتائب شهداء الأقصى على تنفيذ عمليات عسكرية وقام بتجنيد آخرين لهذه الغاية".

كاريكاتـــــير