شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م17:31 بتوقيت القدس

في يومه الدولي..

الزي الفلسطيني.. وتدٌ في وجه إعصار طمس الهوية

27 يوليو 2020 - 20:34

غزة:

مرَّ يوم الزي الفلسطيني الذي يصادف 25 تموز/ يوليو من كل عام، دون فعالياتٍ هذا العام، سوى من بعض المشاركات لشاباتٍ فلسطينيات عبر صفحاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدثن فيها عن أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني.

ويتزامن يوم الزي الفلسطيني مع اليوم العربي للثقافة، إذ أراد منظموه أن يكون امتدادًا للثقافة العربية، حين طالبوا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، باعتماد تاريخه يومًا وطنيًا، بهدف حماية التراث الفلسطيني الذي يواجه خطر السرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

آلاف الفتيات الفلسطينيات -كما هو الحال كل عام- غرّدن على مواقع التواصل الاجتماعي، حول أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني، وأرفقن منشوراتهن بصورهن وهن يرتدين الزي التراثي الخاص ببلداتهن الأصلية.

تقول الناشطة المجتمعية سالي سليمان لـ "نوى": "هذا اليوم يجب أن يكون الأهم في حياتنا، تمامًا مثل ذكرى إعلان الاستقلال، خاصةً وأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بشتى السبل سرقة تراثنا والادعاء زورًا أنه يؤكد جذور إسرائيل في بطن هذه الأرض"، مضيفةً: "بل إن علينا إطلاق مهرجانات عامة للزي التراثي متنوّع الغرزة والقماشة تبعًا للبلدة التي تعتمده، وذلك لتعريف جيل الشباب بأهمية الحفاظ على الموروثات الشعبية، وحمايتها من السرقة، وتثبيت جذور الفلسطينيين أصحاب هذه الأرض عليها".

خطر السرقة، واندفاع الجيل الشاب نحو التكنلوجيا وكل ما هو عصري وحديث -حتى على صعيد الملبس- جعل من الأهمية بمكان إحياء مثل هذا اليوم (والحديث لسليمان) وتكثيف الفعاليات الجماهيرية للحث على ضرورة دمج الموضة بالتراث بما يضمن حماية الثقافة والهوية الفلسطينية مهما مر الزمن.

توافقها الرأي الشابة حنان الريفي، التي تحاول الظهور في كل المناسبات الاجتماعية مرتديةً الزي الفلسطيني.

تكاد حنان تجزم بأن الاحتلال يسعى إلى تصدير روايةٍ كاذبة، حول أن الأزياء المطرزة هي تراث إسرائيلي، حين بدأ أعوانه منذ عدة سنوات ارتداءها في مناسبات إسرائيلية أمام ضيوفٍ من حول العالم، تمامًا كما حدث مع الكوفية المتقاطعة التي تصدرت عروض الأزياء الإسرائيلية ذات وقت كرمز وتراث إسرائيلي متجذر.

وتقول: "النساء الفلسطينيات يمتلكن الوعي الكامل لمحاربة هذه المساعي الخبيثة، فقد عُدن إلى ارتداء الزي بمختلف أشكاله وألوانه في كل مناسباتهن، حتى أنهن لجأن في أفراحهن إلى إحياء الأهازيج القديمة التي كان الأجداد يستخدمونها، ثم اختفت فترةً من الزمن تماشيًا مع متطلبات المعاصرة".

تنحدر الريفي من مدينة يافا، وهي تحرص غالبًا على ارتداء الثوب التراثي "اليافاوي" الأبيض الذي يميز هذه المدينة التي كانت تشتهر بزراعة البرتقال قبل نكبة عام 1948م، حين طردت عصابات الاحتلال الإسرائيلي أهلها، وباتوا منذ ذلك الحين "لاجئين" يتشبثون بتراثهم الذي يعيد ذاكرتهم إلى حيث مدينتهم المحتلة.

ورغم أن "التراث الفلسطيني" كان يجب أن يُعتمد كجزءٍ من الممارسات اليومية للفلسطينيين والفلسطينيات داخل الوطن والشتات، إلا أن تخصيص يومٍ سنويٍ له يعدُّ واحدًا من أبرز الأنشطة التي تواجه طمس الهوية، "وعليه، من الجميل أن يكون للجيل الشاب بصمة في مثل هذه المناسبات" وفقًا لمصممة الأزياء الفلسطينية سلوى عثمان.

السيدة عثمان تعمل منذ أكثر من 30 عامًا في مجال التطريز الفلسطيني، اتخذته منذ بداية حياتها كهواية حبًا بالتراث الذي جذبها جماله وتناسق ألوانه، وبمرور الوقت صار مشروعًا خاصًا بها حتى أنها أسست متجرًا أسمته "بازار القبائل" لتروج من خلاله المطرزات التراثية الخاصة بمختلف البلدات الفلسطينية، التي تصنعها بيديها.

تقول عثمان: "الكل يعرف أن لفلسطين زي تراثي ميزته التطريز، ولكن قلّة من يعرفون أن لكل بلدة ثوبها الخاص بها، وهو مرتبط بطبيعة ما يميّز البلدة نفسها، مثلًا نجد أن البلدات التي تزرع البرتقال تظهر ألوانه في أثوابها المطرزة، بينما المدن التي تستخدم النول في منتجاتها الصناعية كالمجدل تستخدمه أيضًا في أثوابها المطرزة".

وتبدو عثمان راضية عن مستوى اتساع ظاهرة اهتمام فئة الشباب بالتراث الفلسطيني، فلا تكاد تخلو مناسبة اجتماعية ممن يرتدون الزي التراثي، وخاصة الفتيات اللواتي يرتدينه حتى في الأعراس.

وسعت عثمان إلى دمج الملابس العصرية بالتراث الفلسطيني، من خلال التطريز على الملابس الحديثة مثل القمصان وفساتين السهرة والجلبابات وغطاء الرأس، وهذا شجع الكثيرات على اعتماد المطرزات في الكثير من الأوقات.

الآن بات لا يخلو جهاز العروس مثلًا من زي تراثي متعلق بالبلدية الأصلية للعروسين أو كليهما، إلا أن دخول المطرزات الجاهزة -المصنوعة على الماكينات- أثّر سلبًا على التطريز اليدوي، ولكن بكل الأحوال يبقى الحفاظ على هذا التراث مهمًا، تؤكد سلوى.

كاريكاتـــــير