شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م18:46 بتوقيت القدس

تعويضات "الطوارئ"..

هيئةٌ للدفاع عن حقوق "رياض الأطفال" بغزة

27 ابريل 2020 - 13:55

شبكة نوى/ فلسطينيات:

لم تتمكن الشابة خلود أبو سلطان، خريجة الصحافة والإعلام، من إيجاد وظيفةٍ تعينُها في الإنفاق على أفراد عائلتها بعدَ توقف حضانة الأطفال التي كانت تعمل فيها كمعلمة لمرحلة "البستان" (KG0) عن استقبال الأطفال، عملًا بتوصيات الحكومة الفلسطينية، التي فرضت حالة الطوارئ في الضفة الغربية، وقطاع غزة، في السابع من آذار/ مارس الماضي، بعدَ اكتشاف عددٍ من المصابين بفايروس "كورونا" في مدينة بيت لحم بفلسطين.

خلود أوضحت لـ"شبكة نوى" أنها تواصلت مع "وزارة العمل"، ونظيرتها "التنمية الاجتماعية"، للحصول على تعويضٍ وفقًا لما أعلنته الوزارتان، كتخفيفٍ عن العاملين باليومية في قطاع غزة.

"تركت بياناتي عندهما غير أنني لا أنتظر شيئًا، فبمجرد أن سألني الموظف المختص عن مخصصات الشؤون الاجتماعية التي تأخذها عائلتي، عرفتُ أنه سيستثنيني".

وقالت: "تركت بياناتي عندهما غير أنني لا أنتظر شيئًا، فبمجرد أن سألني الموظف المختص عن مخصصات الشؤون الاجتماعية التي تأخذها عائلتي، عرفتُ أنه سيستثنيني من التعويض".

في الدوائر الحكومية لا يمكنك تجاوز المعلومات الرئيسية عن مصادر الدخل الأخرى للحديث عن معاناتك الخاصة –تضيف خلود- فالنظام يعمل وفقَ محدداتٍ معينة، مردفةً: "ومجرد معرفة الموظف أنني وشقيقتي التي تعمل معي بنفس الروضة، مصدر الدخل الثابت للعائلة، وأننا نتقاضى "شك الشؤون" كل ثلاثة أشهر بواقع 1800 شيقل، يكفي لاستثنائنا من أمر التعويض، حتى لو أخبرته أننا ندفع من مبلغ "الشك" 600 شيقل إيجارًا شهريًا لصاحب الشقة التي نسكن فيها".

زينب شقيقة خلود، خريجة تكنولوجيا المعلومات، لم تتمكن كذلك من إيجاد فرصة عملٍ بتخصصها، لذا لجأت إلى العمل في نفس الروضة التي تعمل بها شقيقتها، وكان مجموع ما تحصلان عليه شهريا 900 شيقل، تكفيان عائلتهما بهم طعامًا وشرابًا، وبالكاد تنفقان منه على حاجاتهما الخاصة.

مريم الأقرع، عادت للعمل كطاهيةٍ للوجبات الشعبية في منزلها، بعدَ توقف عمل رياض الأطفال بفعل إعلان حالة الطوارئ.

مريم الأقرع الأخرى، تعمل معلمة للمرحلة التمهدي في إحدى رياض الأطفال شمالَ قطاع غزة، عادت للعمل كطاهيةٍ للوجبات الشعبية في منزلها، بعدَ توقف عمل رياض الأطفال بفعل إعلان حالة الطوارئ.

قالت في حديثها لـ"شبكة نوى": "تعلمتُ الطهو أثناء انتظاري لفرصة توظيف، بعد تخرجي من قسم التربية بتخصص معلم صف في صيف 2009م، ووجدت نفسي بحاجةٍ له مجددًا إثر انقطاع عملي في الروضة وغياب البديل".

وفي سبيل إيجاد حلول تعين مربيات رياض الأطفال الخاصة، ومديراتها، على التغلب على الأزمة المالية التي يواجهنها في ظل حالة الطوارئ، شكلت (740) روضة وحضانة أطفال عاملة في قطاع غزة، هيئةً من سبع مديرات لرياض الأطفال، من أجل الدفاع عن حقوقهم في ظل انقطاع عملهم، بسبب فرض الحكومة الفلسطينية حالة الطوارئ منذ مطلع مارس.

الإغلاق المفاجئ لرياض الأطفال كانَ له أثر سلبيٌ على رياض الأطفال والحضانات بغزة، إذ لم تُمنح تلك الرياض الوقت للتفكير في أي خطوةٍ قادمة منعًا للخسارة المادية.

جيهان أبو جياب مديرة روضة الطفولة الحديثة، قالت لـ"نوى": "إن الإغلاق المفاجئ لرياض الأطفال عملًا بتعليمات الحكومة الفلسطينية كانَ له أثر سلبيٌ على رياض الأطفال والحضانات العاملة في غزة، إذ لم تُمنح تلك الرياض الوقت للتفكير في أي خطوةٍ قادمة منعًا للخسارة المادية".

وتابعت: "شكلنا تجمعًا لرياض الأطفال والمدارس الخاصة، للتباحث مع الجهات الحكومية، حول طريقة وكيفية التعويض التي يمكن اللجوء إليها، لتقليل الخسائر التي تلحق بهذه المؤسسات التعليمية، وللأسف كانت هناك الكثير من الوعودات فقط".

وأضافت أبو جياب: "كافة الوعودات التي تلقتها اللجنة، كانت عبارة عن تأكيد على نقاش مشكلتنا في الاجتماعات الخاصة بالوزارة، بشأن خطط عمل الطوارئ، أو رفعها لجهات الاختصاص"، مؤكدًة عدم وصول أي رد حول أسئلتهم عن الخطوة القادمة بشأن عمل رياض الأطفال، وتعويض العاملات فيه.

"أغلب التعويضات استفادت منها مربيات الأطفال والعاملات في الرياض التي تتبع لجمعيات، أما الرياض الخاصة للأسف لا تزال تعاني من الأزمة".

وعن التعويضات التي أعلنت عنها وزارة العمل للعاملين بشكل يومي، وبرياض الأطفال، تزيد: "أغلب التعويضات استفادت منها مربيات الأطفال والعاملات في الرياض التي تتبع لجمعيات، أما الرياض الخاصة للأسف لا تزال تعاني من الأزمة".

وتخشى أبو جياب استمرار الأزمة للحد الذي تضطر فيه لإغلاق الروضة، نظرًا لعدم قدرتها على دفع إيجار المكان، "وهي المشكلة التي لن تنتهي إلا بعودة العمل في الرياض بشككٍ منتظم" تكمل.

كاريكاتـــــير