شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م12:17 بتوقيت القدس

في ظل الانقسام والاستقطاب

ما هي حظوظ المستقلين في الانتخابات المحلية المقبلة؟

23 اعسطس 2016 - 09:54
أول قائمة انتخابية للمستقلين عن مدينة غزة
أول قائمة انتخابية للمستقلين عن مدينة غزة
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى-شيماء مرزوق:

أقل من شهرين تفصل فلسطين عن انتخابات الهيئات المحلية المنتظرة في الثامن من أكتوبر المقبل بشكل موحد للمرة الأولى منذ العام 2006، ومع اقترابها تستعر المنافسة بين حركتي فتح وحماس قطبي الساحة الفلسطينية، بينما حسمت فصائل اليسار الفلسطيني الخمس موقفها بتشكيل قائمة موحدة، في حين خرجت حركة الجهاد الإسلامي من حلبة المنافسة.

وفي خضم المنافسة الشرسة بين قطبي الانقسام يشتعل السؤال حول حظوظ المستقلين في تعزيز دورهم على الساحة الفسلطينية.

استقطاب حاد

أعلنت أول قائمة مستقلة خوض المنافسة في الانتخابات المحلية عن المجلس البلدي لمدينة غزة، قائمة "نداء غزة" وتضم القائمة شخصيات عديدة من مهنيين وشباب وأكاديميين ورجال أعمال وغيرها من التخصصات العملية والعلمية، ومن المتوقع أن تطرح في الوقت القريب برنامجها الانتخابي للجمهور.

وأكد القائمون على القائمة أنها لا تتبع أي جهة ومنحازة لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني وحل مشاكلهم"، خاصة أن غزة بحاجة لمعالجة معاناة السكان خلال الـ 10 سنوات الماضية نتيجة الحصار الإسرائيلي وتداعيات الانقسام.

د.زاهر كحيل رئيس القائمة أكد أن العديد من الصعوبات واجهتهم أثناء تشكيل القائمة خاصة أن اختيار شخصيات مستقلة بالكامل أمر صعب في ظل حالة التحزب الموجودة في الساحة الفلسطينية.

وقال "كنا حريصين على اختيار مستقلين بالفعل وعلى كفاءة عالية كون البلديات بحاجة لجهود كبيرة لذا بحثنا عن الكفاءة والمهنية كمعايير أساسية".

وتابع: "مدينة غزة فيها مشاكل كبيرة وهي بحاجة لوقفة قوية وكان هذا تحد كبير لنا في كيفية اختيار الشخصيات الأكثر كفاءة وقدرة على تحمل هذه المسؤوليات".

واعتبر كحيل قناعة المواطنين بأن الوطن رهين للفصائل غير صحيحة ويجب ان تتغير خاصة في ظل وجود شخصيات مستقلة ذات كفاءة عالية وقادرة على خدمة الوطن وحل بعض الأزمات.

وشدد على أن المنافسة في مدينة غزة كبيرة وهامة خاصة انها أكبر المدن الفلسطينية وتخدم أكثر من 700 ألف شخص، موضحاً أن هذه الانتخابات فرصة هامة ليتيح المجال لأصحاب الخبرة بعيداً عن السياسيين لقدرتهم على احداث تغيير.

وقال كحيل: "قراءتنا الأولية والاستطلاعات تقول أن لدينا فرصة كبيرة في الفوز وتحقيق نتائج هامة، لذا نرى أن حظوظنا قوية في هذه الانتخابات".

يقف على رأس القائمة زاهر كحيل دكتوراه هندسة مدنية وبنية تحتية ، وعامر شريتح رجل أعمال وإعلامي مخضرم، ومازن السقا أستاذ التغذية بجامعة الأزهر، وكمال حمدان علاقات دولية ، والدكتور مروان عجور رياضة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، والمهندس عصام حماد مهندس كهربائي وخبير في التطوير، والدكتورة هالة جار الله الخزندار أستاذ الكهرباء في الجامعة الإسلامية ، و نجوى أبو رمضان محاضرة في الإدارة والتنمية، و إسراء السكني محاضرة في الإعلام ، والدكتور سامي حلس دكتوراه الكيمياء، و محمد رمضان أبو كرش صناعي وعن العمال، والمهندس احمد حسونة هندسة مدني، وطارق اسليم خبير أنظمة الحاسوب للبلديات والخدمات.

في استفتاء أجرته وكالة معا الاخبارية عبر موقعها الإلكتروني، قال ما نسبته 61.32% من المستطلعة آراؤهم أن المرشح المستقل هو أفضل المرشحين للانتخابات المحلية، في حين فضل 11.43% مرشح قوائم الكتل التنظيمية، في حين أبدى ما نسبته 27.26% من المستطلعين بعدم رغبتهم في المشاركة في الانتخابات المحلية.

النسبة الكبيرة التي تحدث عنها الاستطلاع ربما تكون نظريًا مقبولة؛ لكنها من الناحية العملية تبقى بعيدة عن الواقع الفلسطيني الذي يقول من ناحية أن الاستطلاعات ليست مقياس حقيقي في ظل عدم وجود مراكز استطلاع أراء ودراسات متخصصة، ومن ناحية أخرى فإن المجتمع الفلسطيني الذي ينتمي نسبة كبيرة منه للأحزاب أو يتبنى فكر قريب منها وبالتالي يميل بعيداً عن المستقلين.

في هذا السياق أكد المحلل السياسي جهاد حرب أن فرص المستقلين في الانتخابات المحلية المقبلة ممكنة ولكنها ليست قوية في ظل حالة الانقسام السياسي ووجود قطبين سياسيين كبيرين هما فتح وحماس.

واعتبر أن بعض المناطق ستشهد تشكيل قوائم توافقية سيكون على حساب المستقلين لذا فإن حظوظهم قليلة، بينما في بعض المناطق التي تشهد تحالفات واسعة ربما تكون فرصهم أكبر.

وبين حرب أن الاستطلاعات تؤكد أن حظوظ حركتي فتح وحماس ما زالت قوية، ولم يشكل تيار ثالث له تاريخ نضالي حتى يكون منافس للفصيلين الكبيرين، قائلاً " حتى قائمة اليسار الموحدة ستزيد فرصها في الفوز ولكنها لا يمكن ان تمثل بديل".

وتابع حرب: "المستقلون في الساحة الفلسطينية ليسوا مستقلين بالمعنى الصريح؛ فهم إما مؤيدين لفصيل أو مقربين منه أو ذات تاريخ سابق في أحد الأحزاب وتخلت عن العمل التنظيمي".

وحول مشاركة المستقلين في قوائم الأحزاب شدد حرب على أن هناك تخوفات كبيرة لدى المستقلين من التقرب لبعض الأحزاب وتحديداً حركة حماس خشية الاعتقال والملاحقة في الضفة الغربية، كما أن البعض الأخر يخشى التقرب من حركة فتح خشية أن يصبح محسوبًا عليها وهذا ما يجعل فرص المستقلين ضعيفة.

تخشى التقرب

ومنذ انطلاق السباق الانتخابي كانت حركتا فتح وحماس  تعولان على دعم الكفاءات والمستقلين في قوائمهما وذلك لإدراك الحركتين أن حالة الانقسام وعجزهما في حل أزمات الشارع الفلسطيني خلقت غضب ونفور لدى المواطنين, إلا أن التسريبات التي خرجت حول شكل القوائم من الحركتين تشير إلى أن نسبة المستقلين فيها ليست كبيرة.

المحلل السياسي د. مأمون أبو عامر أكد أن المستقلين لم يتمكنوا من تشكيل قوائم قوية أو الخروج ببرامج محددة، خاصة أن العملية الانتخابية تحتاج لشخصيات وازنة وعملية تنظيم واختيار برنامج بعناية.

وأوضح :"نظرياً البعض قد يرى ضرورة إعطاء فرصة للمستقلين في ظل حالة الانقسام، لكن المجتمع الفلسطيني لا يمكن أن يثق بشخص مستقل بالكامل دون معرفة فكره السياسي".

الوضع الاجتماعي لم يعطِ المجال لقيادات مستقلة بالظهور بشكل واضح، كما أن طبيعة النظام الانتخابي يضعف دور المستقلين، بحسب أبو عامر الذي أوضح أن نظام القوائم يجعل من الصعب التوافق بين عدد من الشخصيات المستقلة حول برنامج واحد في منطقة واحدة.

واعتبر أنه في حال تم التوافق بين الشخصيات المستقلة فإنها تحتاج للمال وألة إعلامية تدعمها بشكل دائم وهذا أمر غير متوفر للمستقلين كما الفصائل التي تمتلك المال ووسائل الاعلام.

وقال أبو عامر :"الكثير من النخب السياسي قد تخشى التقرب من الفصائل أو الدخول في قوائمها تحديدًا حركة حماس خوفًا من الاعتقال أو المنع من السفر عبر المعابر وخاصة النخب الثقافية والاقتصادية".

وتابع :"فيما يتعلق بفتح فقد حسمت قرارها بدعم شخصيات فتحاوية، لكن عدم خروج قوائم حتى الآن من الجانبين يؤكد أن العملية معقدة ودقيقة".

وشدد أبو عامر على أن فكرة بلورة تجمع من المستقلين خاصة في المدن الكبرى وفي فترة زمنية قصية صعبة للغاية، خاصة انه لم يمنح المستقلين الفرصة والوقت الكافي لتنظيم صفوفهم.

التكهنات والتوقعات بشكل ونتائج الانتخابات المقبلة تبقى أولية، حيث أن شكل القوائم التي من المتوقع أن يعلن عنها خلال الأيام القليلة المقبلة قد تحمل مفاجئات كبيرة. 

كاريكاتـــــير