شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م21:51 بتوقيت القدس

كيف نامت شمس المنفى على صرخة الفجر الغافي؟!

"خنساء فلسطين" توثق مجازر الفلسطينين في لبنان

14 اعسطس 2015 - 21:37
الزميلة الصحفية مي ابو حسنين وخنساء فلسطين الشاعرة رحاب كنعان
الزميلة الصحفية مي ابو حسنين وخنساء فلسطين الشاعرة رحاب كنعان
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-  نوى:

لم تكتفِ بشرف لقب "خنساء فلسطين"، لكنها منذ لحظة نجاتها من مجزرة "آب الأسود" (تل الزعتر)، أخذت على نفسها عهدًا، بتوثيق كافه المجازر التي ارتكبت بحق "فلسطيني الشتات في لبنان"؛ لأنهم بدمائهم سطروا طريق الاعتراف بالفلسطيني في كافة المحافل الدولية، فتكلّل جهد الشاعرة رحاب كنعان، بكتاب أصدرته مؤخرًا بعنوان "مجازر الفلسطينيين في لبنان".

 في شقتها في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، استقبلت كنعان "نوى" بكلماتها المرحبة" كل الصحفيين أولادي"، لتحدّثنا عن تجربتها في توثيق مجازر طالها النسيان والمجرم طليق بلا عقاب.

التاريخ ... لا يغطي بالغربال!.

" توثيق الحروب الثلاثة الأخيرة والكتابة عنها في مجلد، فيما المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا في الشتات في لبنان، لم ُتذكر في السياق وإغفالها، هو ما استفز قلمي للكتابة في هذا الوقت بالذات، تقول كنعان بحرقة، تواصل "ذكري مجزرة صبرا وشاتيلا، أصبحت تمر مرور الكرام، وحديث يدور في الكواليس أن حياة المخيمات في الشتات كانت فترة "نقاهة"، سبب إضافي للكتابة، لتعديل فكرة مشوهه عن نضالات قدمت الدم قرابين في سبيل العودة لأرض الوطن".

عن فكرة الكتاب تقول" قبل سنوات وتحديدا عام 2001، وثقت مجزرة "تل الزعتر"، وهو أول كتاب تطرقت به للمجازر، جاءت فكرة كتابي هذا متأخرة، أنبت نفسي، على ذلك التأخير، لكنِ في الناهية أصدرته، وأوفيت بالوعد ".

في مجزرة " تل الزعتر" فقدت كنعان (51) فردا، من عائلتها، في مثل هذه الأيام من "آب الأسود"، في (12) آب/ أغسطس 1978، أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وكان يقطنه (50000) إلي(60000) فلسطيني، وتبلغ مساحة كيلو متر مربع واحد.

 عن المصادر التي أعتمدت عليها "كنعان " في الكتابة تقول " أنا كشاهد عيان، باعتباري لاجئة نجوت من مجزرة تل الزعتر، ومجلة فلسطين الثورة، وأدخلت نموذج للأونروا يعترفوا فيه، بتقصيرهم في رعاية المخيمات". "سنة وشهرين، المدة التي إستغرقتها في الكتابة عن المجازر، بدموع العين كنت أكتب كل حرب" هكذا تصف حالتها في الكتابة.

الحضن الدافئ.... للفقراء

لأن الأحياء الصغيرة والمخيمات، عبارة عن حضن دافئ للفقراء ومحدودي الدخل، حيث يجمع بينهم أكثر من قاسم مشترك، فالبؤس هو السمة العامة التي كانت تسود الانتماء للشعب ". هكذا تصف "كنعان" حال المخيمات في صفحة 40 من الكتاب. وتؤكد كنعان أن المخيم "كان يضم فضلًا عن الفلسطيني، اللبناني والسوري والكردي، والمسلم والمسيحي والآرمني يعيشون معًا في وئام وتعاون".

 عانى الفلسطينيون المهجّرون قصرًا إلى لبنان إثر نكبة 1948 لمدة خمس سنوات ظروف مهّينة بالعيش في العراء قبل السماح لهم الاحتماء في المحيط ثم خمس أخري للسماح بالبناء "الزينكو" ثم يأتي الفرج بمجيء العام 1969، ببزوغ فجر الثورة الفلسطينية وإتفاقية القاهرة التي سمحت للفلسطيني بحمل السلاح داخل أسوار المخيم والبناء وبالتالي فسحة للعيش لم تستمر مع حقد الإحتلال وحلفاؤه.

وعن حياة المخيم تروي لنا "كنعان" بعضا مما أوردته في كتابها قائلة " قمت بزيارة للمخيمات قبل خمس سنوات، الحال على ما هو عليه قبل ثلاثين عاما، "مخيم تل الزعتر" أرض مبسوطة بلا معالم، البؤس والفقر عنوان الحياة، لكن اللاجئين لم ينسوا الجرح ويعيشون على أمل العودة".

 تذكر كنعان كيف كان الذهاب لقضاء الحاجة في المخيم يعني مسلسل إذلال لا ينتهي، بعد السماح بوجود حمام داخل المنزل، ومراقبة النسوة اللاتي لا يذهبن لقضاء حاجتهن، واقتحام بيوتهن فجأة، وفوراكتشاف حيلة الأسرة لتأسيس شبه حمام "بحفر جورة" يسترها قطعة قماش، تغرم الأسرة بمبلغ يكسر رب الأسرة لمدة شهريين متواصلين.

تشدد كنعان في كتابها أن قائمة الممنوعات تطول من: منع الكهرباء، لعدم وجود شبكة مياة ومجاري، وعدم الترخيص للبناء، وكذلك العمل، وقلة المدارس وذلك بأوامر من السلطات اللبنانية التي تخشى من اختلال التركبية الطائفية في لبنان التي بني عليها النظام عام 1943م، إذا تم السماح للفلسطينيين بالتوسع في العيش والبناء.

تذكر "كنعان" في الصفحة 81 من كتابها حال الصحة في المخيمات بالقول "فإن عدد الأطباء القائمين علي خدمة 15 مخيما موجودين في أنحاء لبنان عام 1971 هو فقط 22 طبيبا بمعدل طبيب واحد لكل 6250 شخص !!".

فؤاد وجمجوم ... في لبنان

لم تغفل كنعان أن تورد شهادات الناجين من المجازر، لتعري المحتل والقاتل بالإنابة الحر الطليق بدون عقاب حتى اللحظة، حتى لا ينسى العالم الحر شهداء قضية عادلة لا ذنب لهم، إلا أنهم يحملون الهوية الفلسطينية فكان القتل عليها في الهوية.

أولى المجازر التي تطرقت لها "كنعان" في كتابها مجزرة "حاجز الكحالة "، التي قضت على إثرها مجموعة فدائية فلسطينية في طريق العودة من سوريا، على يد عناصر "مليشيا" الكتائب.

تقطع حديثنا كنعان وتقول "لبنان يعاني من مشاكل سياسية وطائفية منذ 1958"، والفلسطيني ليس له ذنب وظلم في هذا الصراع المستمر قبل وجود الفلسطيني وبعد رحيلة أيضا". بعدها جاءت مجزرة "السبت الأسود"، لمجموعة من العمال الفلسطينيين بعد عودتهم من مرفأ مينا بيروت، نصب كمين لهم وتم ذبحهم. "قالوا لإحدى الأمهات خذي خنجرواذبحي رضيعك"، فكان المولي أرحم بها وانتقلت روحها إلي الباري ليرحمها من بشاعة حيوان بشري " هذه إحدى الشهادات التي توردها كنعان. وتستعرض كنعان مجزرة المسلخ والكرنتينا، والنبطية، وجسر الباشا، وتل الزعتر، والاجتياح الإسرائيلي للبنان، وقلعة الشقيف، ومجزرة صبرا وشاتيلا، وشهادات لصحفيين وناجين، فضلا عن صور لمجازر. كما فؤاد وجمجوم حجازي تعازموا على الموت، كذلك تعازم أبناء الأم الخمسة اللذين أجبروها على اختيار واحد والتضحية بالأربعة، لكن الاحتلال كعادته غدر بهم جميعا لتصرخ الأم بجنون يا خيي اطلعت براسي" ويقدر عدد الفلسطينيين في لبنان ب483 ألفا، وتشرف الأنروا على 13 مخيما رسميا، دمرت منها 3 إثناء الحرب الأهلية ولم يعد بناؤها وهي "النبطية في الجنوب، وتل الزعتر وجسر الباشا اللذين يقعان وسط تجمع مسيحي فكانت الإبادة مصيرهما مع احتدام الحرب

كاريكاتـــــير