شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م18:29 بتوقيت القدس

أنجبها بعد عملية زراعة

والد الطفلة مريم يصرخ: "خذوا دمي وعيّشوها"

15 يوليو 2014 - 07:09
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

بسرعة جنونية دخل أبو محمد المصري مستشفى الشفاء بغزة، حاملاً بين ذراعيه ابنته المضرّجة بدمائها مريم (9سنوات)، وهو يصرخ بشكل هستيري "بنتي اللي جبتها على شوق وعطش رح تموت، خذوا من دمي وعيشوها"، وواصل صراخه مناشداً الأطباء فعل أي شيء لإنقاذ ابنته.

حملها الأطباء إلى الاستقبال، ومن ثم تم نقلها لقسم العناية المركزة، وأخبروه أن حال ابنته في غاية الصعوبة، فهي مصابة بشكل مباشر في الدماغ، أدى إلى نزيف، وقالوا:"أطلب العوض من رب العالمين".

تسكن مريم في شارع النصر بمدينة غزة، أصيبت عندما أطلقت طائرة F16 الحربية الإسرائيلية، صاروخاً باتجاه الأرض المجاورة لمنزل عائلتها، فدمرت شظاياه أجزاءً من بيت أبو محمد المصري، وأصابت أيضاً ابنته مريم، التي أنجبها وتوأمها محمد بعد عملية زراعة، ليكون هذين الطفلين أكسجين حياة والديهما.

يجلس الوالدان بجوار ابنتهم مريم في المستشفى طوال الوقت يرفعان أكفهما بالدعاء إلى الله أن ينجي ابنتهم، تقول والدتها أم محمد:"كانت تساعدني في بعض أعمال المنزل بشكل اعتيادي، وفجأة سمعت صوت القصف وكان في الأرض المجاورة لبيتنا، التفتّ إلى مريم، فوجدُتها تقع على الأرض غارقة في الدماء، والبيت ملىء بآثار القصف، صرخت ولم أتمالك نفسي من هول المشهد".

أما والدها أبو محمد فيقول:"كنا جميعاً في البيت، وفجأة حصل القصف ورأيت ابنتي تغرق في دمائها فجأة، لم أصدق عيناي، لا أتخيل أن أفقدها بأي شكل، حملتها وجريت إلى المستشفى، استحلفت الأطباء أن ينقذوها، وأن يأخذوا من دمي، أن يفعلوا أي شيء، الأمر ليس هيناً، أنجبتها بعد ثلاث عمليات زراعة فاشلة، ونجحت الرابعة، حتى أكرمني الله بمريم ومحمد، أنجبتها على شوق وعطش".

ويتابع:"بعد فحصها أخبرني الأطباء بصعوبة حالها، استسلمت للقدر، ولم أتوقف عن الدعاء لله أن يردّ لي نور عيناي برؤيتها تجري كما تعودت، هي ومحمد بالنسبة لي كل شيء".

تقول والدتها:"ابنتي مريم ملأت حياتي فرحاً بعد سنوات انتظار، ذكية ومرحة، الكل يحبها، أراقب نموها وهي تكبر لحظة بلحظة، كيف لي أن أفقدها".

من رحمة الله بالوالدين، أن استقرت حالة مريم،  لكن وضعها الصحي صعب كون الإصابة كانت في الدماغ بشكل مباشر، فهي لا تتكلم، ولا تتحرك، تستيقظ بشكل متقطع ومن ثم تغيب عن الوعي من جديد.

يقول أبو محمد:"لم أخبر شقيقها في البداية بإصابتها، خفت عليه من الصدمة، فهما متعلقان ببعضهما جداً، يذهبان للمدرسة معاً، ويلعبان معاً، كل شيء مشترك بينهما، لكن لا أدري من أخبره بإصابتها، منذ ذلك الحين وهو في حالة نفسية سيئة، أحاول أن أخفف عنه، وعسى الله أن يعيد لنا مريم كما كنت لتنشر الفرحة في البيت كله".

العائلة على موعد قريبٍ من السفر للعلاج في تركيا، إذ سيسافر معها والديها، يقول والدها الذي لا يغادر المستشفى :"حتى لو سافرت فيها إلى كل الدنيا، أريد لابنتي أن تعيش وتعود كما كانت، مهما كلفني الأمر".

أما مريم ، فقد كانت بين وقت وآخر تفتح عينيها بضعف شديد، ودون أن تسمع حديث المحيطين بها، تعود لإغلاق عينيها، هكذا أصيبت مريم دون ذنب اقترفته، إلا أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القتل، ولا شيء غير القتل.

على ما يبدو أن هذا هو بنك الأهداف الإسرائيلي، شهداء وجرحى من المدنيين، بلغ عدد الشهداء 185 بينهم 34 طفلاً ، فيما بلغ عدد المصابين 1200 بينهم 227 من الأطفال.

 

كاريكاتـــــير