شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م08:56 بتوقيت القدس

من أجل ضحايا الزلزال..

غزة تضخُّ "دمَها" في قلب سوريا

13 فبراير 2023 - 10:30

قطاع غزة:

ممّا لا شكّ فيه، أن كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، فتحت جروح الفاقدين هنا. حمزة شابٌ من أمٍ سورية، تزوّجت بوالده الفلسطيني، لكنها قضت متأثرةً بإصابتها بالسرطان، وريم هي ناجيةٌ وقع عليها ركام منزلها بسبب قصفٍ إسرائيليٍ استهدف بيت جيرانهم.

"هو ذات الشعور بالفقد، ونفس المأساة، عندما تتوقف الحياة عند لحظةٍ معينة، فتخرج حيًا بأعجوبة. هي نفس الدموع، نفس المشاعر، ونفس الذكريات، ونفس الحسرة" يقول حمزة.

أدرك الاثنان، كما غيرهما من أسرى "الحصار" هنا، جسامة الكارثة، فهبّا إلى النجدة لا يملكان سوى جسديهما، ورغبةً في رد جميلٍ صنعته "سوريا" يومًا مع فلسطين.

"التبرع بالدم. لم يكن أمامنا خيارات أخرى، فالشعور بالعجز صعب جدًا، والقهر الذي اعترى ملامحنا ونحن نتابع مشاهد الزلزال لا يمكن وصفه" يضيف الشاب الذي يبلغ من العمر (25 عامًا).

لا يفتأ حمزة ناصر يرى وجه أمه في كل مكان، ويسأل نفسه: كيف سيكون حالها لو عرفت بالزلزال الذي ضرب بلادها؟ هل كانت ستبكي؟ إنه يعرفها جيدًا، "هي لم تكن لتتوقف عن الدعاء لهم بالخير أبدًا".

لم يهدأ قلبه إلا حين مرّ بإعلانٍ لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن حملة تبرعٍ بالدم لصالح المنكوبين في سوريا. لم يتردد لحظة، ودعا مجموعةً من أصدقائه للمساهمة، "فالفقد واحد، والمأساة واحدة" يقول، مردفًا: "لم أجد معي أثمن من دمي لأقدمه لإخوتنا هناك".

وأطلقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مقر مستشفى الأمل التابع لها بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، حملة للتبرع بالدم تستمر ليومين، لصالح جرحى الزلزال في تركيا وسوريا.
وقال مدير عام المستشفى حيدر القدرة: "هذه الحملة هي لفتة إنسانية لتوضيح حجم التعاطف والتضامن مع كل من تركيا وسوريا، وهي مِن باب رد الجميل للبلدين اللذين يبديان تعاطفًا كبيرًا مع الشعب الفلسطيني، وقضاياه في كافة المحافل والأروقة الدولية".

وتابع: "للهلال الأحمر باعٌ طويلٌ في العمل الإنساني، وللسوريين مكانة في قلوب الناس هنا، فكان طبيعيًا أن نشهد إقبالًا في المشاركة بالحملة".

ومن المفترض أن يوصل الصليب الأحمر الدولي، الدماء المتبرع بها من قطاع غزة -بحسب القدرة- إلى الجهات المختصة في البلدين الشقيقين.

وترى الشابة ريم عدنان -وهي متبرعة أخرى- بأن التبرع بالدم، هي فرصتها الوحيدة للمؤازرة رغم الإمكانات المتواضعة، مشيرة إلى أنها شعرت بالاختناق "لمجرد مشاهدة مقاطع الفيديو، التي تُظهر انتشال الضحايا من تحت الركام. كيف لا؟ وهي التي عاشت تجربةً شبيهة، "لكن هنا، في غزة، عندما قصف الاحتلال منزل الجيران، فانهار منزلنا معه".

تختم بأسى: "التجربة ولو خرجنا منها أحياء، بحد ذاتها مميتة. تطبق المنازل كالقبور على رؤوس أصحابها، ويصبح التقاط النفس من أصعب ما يمكن للإنسان أن يعيشه في تلك اللحظة. والله إن قلبي معهم هناك في كل لحظة".

كاريكاتـــــير