شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م12:42 بتوقيت القدس

"متحف رفح" حلم سهيلة الذي تحقق بعد ثلاثين عام

26 ديسمبر 2022 - 19:44

شبكة نوى، فلسطينيات: "ثلاثون عاماً من الحلم، والعمل من أجل هذا اليوم، واليوم فقط أقف وسط بنات أفكاري، وأحلامي التي تمكنت من تجسيدها واقعاً، اختصرته في جملة واحدة " متحف رفح" ها هو الحلم أصبح حقيقة، وها أنا أمتع نظري وعقلي وروحي بكل هذا الجمال" تقول د. سهيلة شاهين مؤسسة المتحف وصاحبة فكرته.

طريق طويل مليء بالعثرات، وحلم لا يكف عن ملاحقة صاحبته، التي لم تبرأ طوال سنوات من هذا الشغف، تقول لـ نوى:" لم أكن أفوت فرصة لحضور أي فعالية تختص بالتراث، كنت دوماً أحرص على التواجد في تلك الأماكن التي تحتوي على مقتنيات تراثية، اشتري القطعة تلو القطعة وأجمعها في منزلي، حتى أصبحت لدي عشرات القطع التراثية، كانت هذه القطع نواة للحلم، ولكنني كنت بحاجة لغيرها الكثير، فأن تقيم متحف كلمة ليست بسيطة".

تروي لـ نوى كيف كانت تنقل مقتنياتها تلك من مكان لآخر في كل رحلة نزوح قسري بسبب العدوان الإسرائيلي:" كنت أشعر بأن هذه المقتنيات أغلى ما أملك، أنقلها معي أينما ذهبت، وفي الوقت الذي كانت الناس تضع أوراقها الثبوتية وأموالها في حقيبة صغيرة، كنت أنا أسارع لإخراج حقائبي التي تحتوي على هذه المقتنيات قبل أن أفكر في نفسي"

"ما أن وصلت إلى سن التقاعد، وحصلت على مكافأة نهاية الخدمة، حتى بدأت أشعر بأن الحلم قاب قوسين أو أدنى، لم يكن بمقدوري أن أستجدي أحد من أجل دعم مبادرتي، التي كان هدفها الأول الحفاظ على تاريخ وتراث فلسطين" تقول لـ نوى.

تزيد بابتسامة فخر بما حققت: بدأت بخطوات تنفيذ الحلم، ليصبح واقع أعايشه ويكون بصمة تفوح منه رائحة الماضي وعبق التاريخ، فاستأجرت مكان يصلح للبدايات وأعلنت عن نيتي إنشاء متحف لحفظ التراث الفلسطيني وكنت أتأمل أن تأتيني تبرعات بمقتنيات يتم توثيق صاحبها في المتحف لكن لم يأتيني أي شيء، وهنا كان لا بد لي من اتخاذ قرار بأن أتحمل وحدي وبمفردي جمع المقتنيات اللازمة لإتمام المتحف بزواياه المختلفة وقد كان".

وفي التفاصيل تقول: “بدأت أجمع كل العناوين التي يمكن أن أجد لديها مقتنيات تراثية وبدأت جولات شراء جديدة لكل ما ينقصني من أجل المتحف، حتى تمكنت من تجميع ما أثريت به المتحف".

ثلاثة شهور تمكنت خلالها شاهين من تجميع كل ما تحتاجه من قطع تغطي كافة زوايا المتحف، من أدوات زراعية قديمة، وعملات تاريخية، بالإضافة إلى أثواب فلسطينية تحكي تاريخ وتراث القرى الفلسطينية القديم.

عن اختيار الاسم تقول:" كنت أريده متحف وطني، يعبر عن فلسطين، وبما أنني اسكن مدينة رفح كان علي أن أسميه باسم هذه المدينة التي أعطتني الكثير فكان متحف رفح"

يحتوي المتحف على 200 قطعة تراثية، و24 مانيكان، والشخوص المعبرين عن الحياة الفلسطينية القديمة، تمكنت من إعادة تشكيل  المانيكان باستخدام الوصلات القماشية والفوم، وهو ما كانت تقوم به شاهين بنفسها مع الاستعانة بمتطوعين، وفق ما ذكرت لـ نوى.

زوايا عدة يضمها متحف رفح، أولها الثياب والمطرزات التي تنتشر في كل اركان المتحف، والعملات النقدية والعصور التي المختلفة التي مرت على فلسطين عبر سنوات ماضية، الإضافة لكل ما يتعلق بالأدوات القديمة الزراعية، الشادوف والمنجل والمحراث والغربال والقفة وغيرها مما كان يستخدمها القرويين، كما يضم المتحف زاوية نحاسيات، بالإضافة لمحاكاة الجلسات الفلسطينية القديمة للنساء الفلسطينيات القديمات ويتوسط المتحف الخيمة البدوية التي تمزج بين الماضي والمعاصر

تنظر اليوم د. سهيلة نحو المستقبل وتطمح لأن تتمكن من تطوير المتحف وتجسيد الحياة القديمة بمختلف مراحلها وأعمالها، وكل ما تتمناه أن تتمكن من تأمين مقر دائم للمتحف لتكون قادرة على إكمال الطريق الذي بدأته.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير