شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م00:21 بتوقيت القدس

أطفال غزة .. عيون صوب قطر وأمنيات بفوز المغرب

14 ديسمبر 2022 - 12:47

شبكة نوى، فلسطينيات: بدا المشهد غريبًا بالنسبة لوالدة الطفل مصعب سلامة، وهي التي لم تلحظ من قبل شغفًا لدى طفلها بمتابعة كرة القدم. كان ابنها يحاول اختبار معلوماتها في هذه اللعبة، رغم أنه حديث عهدٍ بمتابعتها ببركة "مونديال قطر 2022".

"هل تعرفين كم يبلغ عمر اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو؟ طيب.. هل تعرفين كم من كرةٍ ذهبيةٍ حصد ميسي؟ أو بلاش.. في أي فريقٍ يلعب حكيمي؟"، الأسئلة كانت دقيقة، لكن ما أدهشها هو الإجابات التفصيلية التي أعطاها إياها، وكان والده -المتابع المخضرم- يثني عليها بقوة.

والد مصعب، الصحفي أيمن سلامة، نشر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو لطفله مصعب وهو يمارس دور المعلق الرياضي.

ويقول لـ "نوى": "طفلي يجيد التقليد منذ سنوات عمره الأولى، لكنه اليوم طوع هذه الموهبة في التعليق الرياضي، لا سيما وأنه يتابع كل مباريات المونديال، وينتظر بشغف مباراة اليوم بين المغرب وفرنسا، وكما كل الفلسطينيين يتمنى ويدعو أن يكون الكأس من نصيب المغرب الشقيق".

 ويحرص الطفل حامد خليفة (10سنوات) على متابعة مباريات كرة القدم في منزله مع عائلته التي تعد كرة القدم هوايتها المفضلة، وتدور بينه وبين والدته نقاشات عديدة قبل أن ينصاع لمطالبتها له بالذهاب إلى النوم، بينما تكون العائلة بأجمعها تنتظر المباراة الثانية في المونديال، التي تبدأ عند التاسعة مساءًا.

يقول لـ"نوى": "أحب كرة القدم وأمارسها بشكل مستمر في أرض فارغة بالقرب من المنزل، مع أصدقائي في الحي، لكن الكرة تهترئ سريعًا بسبب صلابة الأرض".

يحلم حامد أن يلعب يومًا ما في ملعبٍ معشّب، ومهيأ للعب كرة القدم، لكن دون أن يضطر لدفع مقابل لذلك، حتى لا يعود مجددًا إلى منزله مصابًا في قدمه تارة، وفي يده تارة، بينما يتجلى حلمه اليوم أن يتمكن من إقناع والدته بانتظار مباراة المغرب وفرنسا، على وعدٍ منه بأن يستيقظ مبكرًا في الغد، وكله أمل بأن تتأهل المغرب لنهائي كأس العالم، "فأجواء المنزل في وقت المباراة من الأوقات الجميلة التي يصعب تفويتها والذهاب للنوم".

أما ناصر محمود، فكانت صدمته كبيرة بالاختلاف الذي طرأ على أطفاله خلال شهرين فقط، غاب خلالهما مسافرًا. يقول: "فوجئتُ بطفليَّ يطلبان مني شراء ملابس رياضية لكل من رونالدو وهالاند، وأنا للحقيقة لا أميز بين لاعبي كرة القدم ولا ألتفت لأسمائهم، لكن تحت إلحاحهما اشتريت لهما الملابس الرياضية".

يستدرك ضاحكًا: "لقد أخطأتُ في اسم رونالدو وأحضرت بدلاً منه زي اللاعب ميسي، وكأنني ارتكبت جريمة لا تغتفر، قام أصغرهما بإرسال مقطع فيديو يبلغني فيه أنهما لن يرتديا هذه الملابس، لأن ميسي معروف بدعمه للاحتلال، ومساعدته في قتل أطفال فلسطين، ما جعلني أهرع وأبدل الملابس الرياضية، بما يتناسب ومطالبهما".

يقول: "لا أعرف سر التغيير والتطور والاهتمام بكرة القدم إلى هذه الدرجة، صحيح أنهما يمارسان هذه الرياضة كلما سنحت لهما الفرصة، لكن أن يتطور الأمر لمتابعة المونديال وتشجيع هذا الفريق أو ذاك، وجمع معلومات قد تكون كبيرة على أطفال لم يتجاوز أكبرهم التاسعة".

يتابع: "ربما يعود اهتمامنا ككلٍ فلسطيني وعربي بهذا المونديال تحديدًا بسبب إقامته في قطر، وظهور القضية الفلسطينية بشكل جلي في مدرّجات المشجّعين، وصعود المغرب حتى الآن للنصف النهائي".

كاريكاتـــــير