شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م18:56 بتوقيت القدس

هكذا أصبح مخيم "شعفاط" سجنًا في طرفة عين

11 اكتوبر 2022 - 22:36
صورة متداولة من مخيم شعفاط
صورة متداولة من مخيم شعفاط

القدس:

حصارٌ، وتفتيشٌ، وقنابل غاز، ومنعٌ للحركة والتنقل، "هكذا أصبح مخيم شعفاط سجنًا في طرفة عين" يقول محمد صبح بانفعال.

المخيم الواقع شرقي القدس، يقبع اليوم تحت حصارٍ مشدد تفرضه حكومة الاحتلال الإسرائيلية، برفقة بلدة عناتا ومناطق أخرى في المدينة المحتلة، والحجة: البحث عن منفذ عملية شعفاط.

يتحدث محمد عن حملة مداهمات مسعورة للجنود المدججين بالأسلحة، وخراب في منازل المواطنين هناك، ومواجهات مع الثائرين الذين يحاولون التصدي لشراسة الجنود، ومطر قنابل الصور والغاز المنهمر فوق رؤوس العزل. "ليس هذا وحسب، فهناك مستعربون اختظفوا شبانًا، أُعلن عن اعتقالهم لاحقًا" يضيف محمد.

أيمن، أحد سكان المخيم أيضًا، أشار إلى أن عدوان الاحتلال على المخيم ليس بجديد، "وأن قصة تنفيذ العملية حجة للمداهمة ليس إلا"، فهو يتعرض لاعتداءات على مدار الساعة، وأهله يعيشون تضييقًا كبيرًا، ويكابدون محاولات الاستفزاز المستمرة لهم، التي تهدف غالبًا لاعتقال عدد منهم.

بدأت القصة يوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول للعام الجاري، حين هاجم شاب فلسطيني جنود الاحتلال على أحد الحواجز بمخيم شعفاط، فأطلق النار من مسافةٍ قريبة، وقتل مجندةً إسرائيلية خلال العملية ردًا على انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين.

ومنذ ليلة العملية، فرض الحصار المشدد على مخيم شعفاط، وبلدة عناتا في مدينة القدس، بالإضافة إلى منطقة حاجز قلنديا العسكري، وما زالت قوات الاحتلال تغلق مداخل ومخارج المخيم، وسط مداهماتٍ لا تتوقف بحثًا عن منفذ عملية إطلاق النار، حيث شهدت مناطق متفرقة من القدس، منها العيسوية، وسلوان مواجهات عنيفة.

المحامي خالد زبارقة وهو من سكان القدس، يقول: "إن حصار المخيم جريمة ضد الإنسانية، وترقى لجريمة حرب تستوجب الملاحقة القانونية"، مضيفًا: "لا يمكن القبول بأن يتحول مخيم شعفاط إلى سجن كبير لأكثر من مئتي ألف إنسان، لأن إسرائيل تريد أن تعيد كبرياءها".

ويؤكد زبارقة أن ما وصفه بـ "الاستعلاء الصهيوني"، ومحاولة فرضه على الإرادة الفلسطينية، هو الخلفية للسلوك الصهيوني الملموس في فلسطين، وخاصةً في القدس وأحيائها.

وعن سكانه الذين أغلق الاحتلال في وجههم فرصة العودة إلى منازلهم، كتب الناشط عبد العفو بسام على صفحته الشخصية في فيسبوك يقول: "فخر واعتزاز، وشكر موصول للمقدسيين الشرفاء في مخيم شعفاط وبلدة عناتا في القدس، الذين لم يترددوا في مد يد العون والمساعدة للعشرات ممن كانوا في المنطقة قبل فرض الحصار والإغلاق، وتقطّعت بهم السبل، فسارعوا في تقديم الغذاء، والماء، والإيواء".

ويواصل ناشطون فلسطينيون وعرب منذ أيام، مناصرة ودعم المخيم عبر وسم #مخيم_شعفاط، تنديدًا باعتداءات الاحتلال، وانتهاكاته ضد السكان.

كاريكاتـــــير