شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م12:42 بتوقيت القدس

بعد خمسين يومًا من الإضراب

الوجع يمزق معدة "العواودة" والاحتلال: المدعمات مقابل العلاج

21 ابريل 2022 - 12:43

شبكة نوى، فلسطينيات: لحظةً بلحظة؛ تتفقد زوجة الأسير خليل العواودة (من محافظة الخليل) هاتفها النقال، في انتظار رسالةٍ جديدة من المحامي تُطمئِنُها على أحوال زوجها الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الخمسين على التوالي.

توزع نظراتها بين عيون أطفالها التي تحمل أسئلةً لا تملك لها إجابة، فلا أحد يعرف متى يمكن أن ينتهي الاعتقال الإداري لوالدهم الذي شرع في إضرابٍ مفتوح عن الطعام، في الثالث من آذار/ مارس 2022م، رفضًا لاستمرار اعتقاله الإداري التعسفي "دون تهمة".

تقول دلال العواودة لـ"نوى": "لا يملك زوجي في الأسر ورقة وقلم ليتمكن من إرسال ما يبرد به نار قلوبنا المفطورة. إنه يقتنص أي فرصة للالتقاء بمحاميه لينقل من خلاله تطورات وضعه الصحي، وتبعات إضرابه عن الطعام".

أخبار المحامي الأخيرة حول وضع خليل الصحي أثارت مخاوفها، "فقد قال إنه يعاني من آلامٍ شديدة في معدته وصلت حد تقيؤ الدم منذ اليوم الثامن والعشرين، وفي اليوم الثامن والثلاثين لم تعد معدته تستقبل المياه، ورغم أنه طلب من إدارة السجن تصوير معدته إلا أن عيادة سجن الرملة رفضت الأمر واكتفت بخيار إدخال المياه للجسم من خلال الوريد" تضيف.

قبِلَ خليل بالخيار الأخير مرةً واحدة، فسمح بإدخال لتر واحد من المياه، بسبب استمرار التقيؤ، وهذا جعله يعاني من دوار وآلام لا تتوقف في الظهر. تتابع زوجته: "قبل يومين كانت له جلسة محاكمة، وطلب منهم تصوير معدته لكن القاضي رهن الموافقة بقبول أخذ المدعمات، وهو ما رفضه خليل بشكلٍ قاطع".

يشرح والد خليل سبب رفض ابنه المدعمات فيقول: "في حال قبوله، هذا يعني إطالة فترة الإضراب قدر الإمكان، وهو ما يمكن أن يؤثر على صحة وحياة خليل".

ونقل نادي الأسير الفلسطيني رسالة بعقها الأسير عواودة من داخل زنزانته في سجن "الرملة"، أكّد فيها أنّ "إدارة سجون الاحتلال تعزله في قسم مدني، وفي زنزانة مجرّدة من أي من المقتنيات، فقط فيها 'برش' أي سرير، وبطانية واحدة متسخة، بينما ترفض إدارة السّجون توفير الملابس له، وأي احتياجات أساسية، كونه مضرب عن الطعام".

ما يثير قلق العائلة أن صحة خليل تتدهور بشكل متسارع "فآلام معدته تزداد والتقيؤ لا يكاد ينقطع، ورغم أن الأمر يبدو موجعًا للغاية، إلا أنه يعدها معركته التي يجب أن يخوضها ليستعيد حقه في الحرية" تقول الزوجة.

وتوجه دلال رسالتها للمجتمع الدولي وللمؤسسات الرسمية والحقوقية المختصة بالوقوف إلى جانب خليل ومساندته في معركته ضد الاعتقال الإداري، فتكمل: "لا نريد الانتظار حتى يكسر خليل رقمًا قياسيًا في الإضراب عن الطعام، نحن لسنا في سباق. الأمر يتعلق بحياته وصحته".

وتزيد: "بعد أن كنا نستشعر معاناة الأسرى الذين يزيد عددهم على 5 آلاف أسير وأسيرة، ها نحن نعيش المعاناة نفسها. قضية الأسرى عادلة وأستغرب الصمت الدولي عن الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم طوال هذا الوقت".

وتفتقد الأسرة خليل في كل لحظة، وتستشعر غيابه الذي لا تعلم موعدًا لنهايته. يضيف والده: "لا يفارق خليل خيالي، هو عمودي الفقري، أفتقده في كل لحظة، وأخشى ما أخشاه أن تطول معركته مع الاعتقال الإداري". يصمتُ قليلًا ثم يكمل بصوتٍ يرتجف: "خمسون يومًا بدون مدعمات تعادل 100 يوم، وهذا يشكل خطرًا حقيقيًا على حياته. أنا مؤمن بمعركة ابني ضد الاعتقال الإداري، فهو سيف سلطه الاحتلال على رقاب الفلسطينيين ليقصف أعمارهم ويعطل حياتهم لا غير، لا أدعو له إلا بالصبر والصمود فإنه لا ينتصر لنفسه وحسب، بل لكافة الأسرى الذين قتل الاحتلال البغيض أحلامهم داخل زنازينه المعتمة".

والأسير خليل عواودة من مواليد 13/11/1981م، وهو متزوج؛ وأب لأربع طفلات، اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 27/12/2021م، وحولته للاعتقال الإداري التعسفي بدون أن توجه له أي اتهام منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير