شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 23 ابريل 2024م12:47 بتوقيت القدس

مبادرات شبابية تعيد الأنفاس لمصابي كورونا

10 ابريل 2021 - 12:00

قلقيلية:

"ساعتان فقط على إطلاق المبادرة كانت كافية لتوفير 8 أجهزة تنفس صناعي لأهالي قريتنا كفر قدوم، مجرّد أن ناشدنا المقتدرين والأطباء سارع الجميع لمساعدة مصابي كورونا، وقد حققنا الهدف".

بهذه الكلمات تحدث الناشط الشبابي رائد قدومي من مدينة قلقيلية عن حملة "بسواعد أهلها"، التي أطلقها مع مجموعة من الناشطات والنشطاء بهدف توفير أجهزة تنفس تخفف الألم على مصابي كورونا في تلك القرية التي يصل عدد سكانها إلى  4000 نمسة.

يقول قدومي وهو منسق الحملة: “شكّلنا لجنة طبية هم أطباء وممرضين من أبناء القرية ونشرنا أسماءهم على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتواصل معهم المريض لطلب المساعدة".

8 أجهزة تنفس صناعي وفرتها الحملة كانت كافية لتدبّ الحياة في روح الكثير من المصابين والمصابات ويعود الأكسجين إلى رئتيهم التي غزارها الفيروس، ما شجّع نشاطاء وناشطات المبادرة على توسيع طموحهم والسعي لإنشاء عيادة خاصة لمرضى كوفيد 19 يتوفر فيها أسرة، أجهزة تنفس، والأدوية اللازمة.

في الضفة الغربية تتزايد أعداد مصابي ومصابات فيروس كورونا إلى ما يزيد عن ألفي حالة يوميًا، خاصة بعد انتشار الطفرتين البريطانية والبرازيلية، في بلد يعاني أزمة في إمكانياته الطبية وقدرته على مواجهة الوباء بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعل للمبادرات التطوعية أهمية خاصة في إنقاذ حياة المصابين والمصابات.

تمامًا، هذا ما تؤكده الناشطة وئام عصفور من قرية سنجل شمال مدينة رام الله، والتي تعمل ممرضة في مركز صحي في القرية التي يزيد عدد سكانها على 6000 نسمة بينما وصل عدد مصابيها إلى 170 حالة.

تقول وئام:"لم يكن لدى المركز الصحي سوى ثلاثة أجهزة تنفس قديمة لا تفي بالغرض، ومع ازدياد أعداد الإصابات بما يفوق قدرة المركز، أدركنا ضرورة توفير المزيد، ولكن لا إمكانيات مادية للأمر".

"حملة لجمع التبرعات وتوفير الأجهزة"، بالفعل، هذا ما خلصت إليه وئام والمركز الصحي، وخلال 48 ساعة كان لديهم 33 جهازًا للتنفس بتبرع كامل من أهالي القرية وبعض المقتدرين.

ساهمت المبادرة في إنقاذ العديد من المرضى الذين اشتدّ عليهم الألم، وكما ترى عصفور فإن المجتمع المحلي كان له الدور الأهم في ذلك، خاصة وأن المركز الصحي القائم منذ ثلاثين عامًا تديره شابات وممرضات من القرية نفسها.

ولا يختلف الوضع كثيرًا في قرية عارورة قضاء رام الله، فمنذ بداية الجائحة أعلن رئيس المجلس القروي لها على خصيب أن العلاج سيكون مجاني ومن لا يستطيع الذهاب للمراكز الصحية، يرسلون له طبيبًا إلى المنزل لتقديم المساعدة اللازمة، كما وفروا سيارة إسعاف تابعة للمركز الصحي تحت تصرف الأهالي.

فتفاقم الوضع الصحي -وفقًا لخصيب- جعلهم يتخذون تدابير إضافية لمحاولة السيطرة على انتشار الفيروس داخل القرية، عبر إغلاق المرافق العامة ومنع كافة التجمعات، ما دفعهم لإطلاق حملة توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ترافقت مع حملة أخرى لجمع التبرعات والمساعدات العينية لتقديمها للناس في بيوتهم.

لكن الأمر الأهم كما يقول خصيب هو إنقاذ من يُصاب في بلدتهم بالفيروس، خاصة في ظل صعوبة الوضع داخل مستشفيات وزارة الصحة والخوف على حياة المصابين.

يقول خصيب: "تواصلت عبر حملة جمع تبرعات مع أهالي القرية في الداخل والخارج وتم توفير 21 جهاز تنفس إضافة للأدوية اللازمة للمصابين وأجهزة قياس الأكسجين في الدم وأجهزة تبخيرة".

لكن القرية ما زالت تواجه عدم قدرتها على توفير جهاز أشعة فحص الرئتين للاطمئنان على المصابين ومعرفة مدى تطور حالتهم بسبب صعوبة الإجراءات المطلوبة في عملية الترخيص، حيث أن الجهات الرسمية لم توفر أي تسهيلات في ذلك.

الكثير من المبادرات التي انطلقت عقب تفشي الوباء في الضفة الغربية، صبّت جلّ جهدها على مساعدة المحجورين وأخرى لمساعدة المصابين سجّلت بصمات مهمة في التخفيف عن الأهالي، ويبقى أن نشير لها بالبنان لنقول هنا ثمة شباب يستحقون حياة أفضل.

كاريكاتـــــير