شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 17 ابريل 2024م01:12 بتوقيت القدس

"سنموت".. لاجئون يردّون على قرار تقليص مساعدات "أونروا"

21 فبراير 2021 - 14:45

غزة- شبكة نوى:

"ماذا يعني أن تكون موظفًا وفقيرًا؟ ببساطة هو أن تتقاضى راتبًا قدره 1490 شيكلًا/450 دولار تقريبًا، وأنمت مسؤول عن احتياجات 10 أفراد، لو قسّمت الراتب عليهم كم ستكون حِصة الفرد، وهل سيفي ما تبقّى باحتياجات الأسرة من مأكل وملبس وصحة، وفوق كل هذا قروض وابن مريض، هذه قصتنا باختصار- يقول حازم القوقة.

في 20 فبراير/ شباط من العام الجاري، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلغاء الكوبون الصفراء، والبدء بتطبيق السلة الغذائية الموحّدة لكل اللاجئين المستفيدين في قطاع غزة، وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لأونروا أنه سيكون هناك كوبون بيضاء موحدة للجميع.

حازم القوقة هو لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، يصف القرار بأنه مجحف وظالم بحق اللاجئين الذين يعانون من فقر مدقع سواء موظفين أو غير موظفين، فالكل يعاني الفقر والوكالة أنشئت أساسًا لإعالة وإغاثة وتشغيل اللاجئين.

حازم:ما لا تدركه أونروا أن ما توفره من دقيق لا يكفي لعشرة أفراد يعتمد 90% من طعامهم على الخبز

يضيف :"ما لا تدركه أونروا أن ما توفره من دقيق لا يكفي لعشرة أفراد يعتمد 90% من طعامهم على الخبز وهي لن تلبي احتياجاتهم، فنضطر للاستدانة نهاية الشهر لتوفير المزيد".

وعن وضعه المعيشي يخبرنا أن أبنائه لا يستطيعون إكمال دراستهم الجامعية بسبب التكاليف التي يتطلبها الأمر مقابل ما يقارب من 1500 شيكلاً لأسرة كاملة تلزمها بعض القروض واحتياجات مريضة تغسل الكلى وتتطلب أدوية لا تقل قيمتها عن 400 شيكل ولا تغطيها الصحة بشكل كامل.

يتابع: "أنا لا أطلب من الوكالة منّة أو صدقة، هذا حقي كلاجئ، أن يأتي الكوبون الغذائي كل دورة كاملة متكاملة".

بل ويزيد حازم إن من حقه توفير حتى أسطوانة الغاز وجميع مقومات الحياة عن طريق الاونروا، فهي المسؤولة عن اللاجئين، غير أن القطاع الصحي متردي، وإذا احتاج تركيب ولو حشوة لأسنانه يضطر للذهاب إلى طبيب خاص ودفع مبلغ 150 شيكلًا مقابل ذلك.

بقلق تمرّ ساعات اليوم على حازم وأسرته خوفاً من توقف الكوبون أو تقليصه " فإن حدث سنموت، ولا تستغربوا إذا أقبلنا على الانتحار، (يقول مَجازًا) فنحن أموات هنا بكل الأحوال ويجب على الوكالة دراسة هذا الأمر جيداً"،.

ابراهيم:لا أفهم كيف يعامل من لديه 5 أفراد كالذي لديه أكثر من 10 أفراد

ابراهيم ذيب وهو لاجئ آخر قدِم من سوريا إلى قطاع غزّة، يقول إن الوكالة دائماً ما تتحجج بنقص التمويل، وفي الحقيقة أن ما يحصّله من الوكالة لا يلبي كل احتياجاته كعائلة.

ويضيف: "سنتأثر بشكل كبير إذا تم تقليص الكوبون الغذائي، ولا أفهم كيف يعامل من لديه 5 أفراد كالذي لديه أكثر من 10 أفراد؟".

لا تدرك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أنروا" وفق إبراهيم أن حوالي 50% من الناس تعتمد على الكوبون الغذائي الذي توفره الوكالة في عيشها، فمع توزيعه مرة واحدة كل ثلاثة أشهر بالتأكيد يحصل نقص لدى العائلات في احتياجاتها، فكيف سيصبح الحال مع القرار الجديد؟ يتساءل.

ويأتي قرار اونروا، بينما زاد اعتماد الناس بشكل كبير على ما تقدّمه من مساعدات، إذ بلغ الفقر في فلسطين نسبًا غير مسبوقة، فوصلت إلى 14% في الضفة الغربية و 53 % في قطاع غزة المحاضر منذ 15 عامًا، وارتفع خط الفقر ليصل إلى 2470 شيكلًا بينما الفقر المدقع 1974شيكلًا في فلسطين.

أبو هولي:قلنا للوكالة أن علاج الأزمة لا يجب أن يكون على حساب اللاجئين بما يقدم لهم من مساعدات وعلى حساب الموظفين

ويعقب أحمد أبو هولي رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير في تصريحات صحفية أنه وبشكل عام تمر الوكالة بأزمة مالية، وهذه الأزمة هي مسؤولية المجتمع الدولي، ففي 2021 هناك عجز مالي يمكن أن يصل إلى 241 مليون دولار، بانتظار أن يقدم لها الدعم المالي من الدول المانحة.

ويكمل: "قلنا للوكالة أن علاج الأزمة لا يجب أن يكون على حساب اللاجئين بما يقدم لهم من مساعدات وعلى حساب الموظفين" خصوصاً أن معاناة اللاجئين زادت نتيجة انتشار فايروس كورونا والأحداث الجارية تحديداً في لبنان سوريا وقطاع غزة إذ لا توجد موازنة كافية في الوكالة لتقديم الخدمات.

ويحذر أبو هولي من أن يكون علاج هذه الأزمة على حساب التقليصات التي يمكن أن تضر بالخدمات المقدمة للاجئين.

وبحسب عدنان أبو حسنة الناطق باسم "أنروا" فقد بلغ عدد المستفيدين من "الكوبونات" حالياً يبلغ مليون و140 ألف لاجئ، فيما من المتوقع ارتفاعه وفق نظام "السلة الغذائية الموحدة" إلى مليون و200 ألف، أي بزيادة حوالي 60 ألف لاجئ، كما ذكر أنه تم رفع موظفي الأونروا الذين كانوا يستفيدون من "الكوبونات"، مبينا أن "هذا الموضوع انتهى".

كاريكاتـــــير