شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م05:25 بتوقيت القدس

إغراق الأراضي.. تهجير إسرائيلي جديد للفلسطينيين شرق غزّة

19 فبراير 2021 - 15:11

شبكة نوى | قطاع غزّة:

"ليست عملية إغراق للأراضي فحسب، إنها عملية تهجير مستمرّة للمزارعين" هكذا تماماً – يصف المزارع عارف شمالي – ما يجري ضدّ المزارعين الفلسطينيين شرق مدينة غزّة، وهنا لا يوفّر الاحتلال الإسرائيلي أدنى فرصة تقتل عيش النّاس في القطاع، فماذا فعل في أشد الأيام قسوة على المزروعات؟ 

يوم السابع عشر من شباط / فبراير للعام الجاري، أغرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مئات الدونمات الزراعية بمياه الأمطار، عقب فتح العبارات على الأراضي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. 

شمالي وهو واحد من المزارعين المتضررين يقول إنهم يعانون من الاحتلال في المناطق الشرقية للقطاع بقصّة فتح العبارات وإغراق الأراضي الزراعية باستمرار، خصوصاً في فصل الشتاء، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية بالكامل.

وبالطبع لا يتوقف الاحتلال في انتهاكاته إلى هنا، بل بعد إغراق المحاصيل يقوم برش المبيدات الزراعية بالطائرات في المناطق الحدودية والعمل على إتلافها بالكامل، ثم بعد ذلك يقوم بإطلاق النار بصورة مستمرة على المزارعين في تلك المناطق – بحسب المزارع -.

ويضيف "يعتمد قطاع غزة على ما نسبته ٧٠ إلى ٨٠٪ من خضروات الأراضي التي يتم إتلافها، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بسبب إغراق المحاصيل"، والمعروف في القطاع أن المواطنين في الوضع الطبيعي للأسعار لا يستطيعون شراء كافة أنواع الخضار.

يعيش في قطاع غزة ما يزيد عن مليوني فلسطيني، يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية للغاية؛ جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ٢٠٠٧.

وتظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة في القطاع بلغت حتى نهاية الربع الثاني الماضي، نحو ٤٩ بالمئة بعدد عاطلين عن العمل بلغ ٢٠٣.٢ آلاف فرد.

كما يعاني نصف سكان القطاع من الفقر، فيما يتلقى ٤ أشخاص من بين كل ٤ مساعدات مالية، حسب إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مؤسسة حقوقية مقرها جنيف)، أصدرها نهاية يناير/ كانون الثاني عام ٢٠٢٠.

ويتابع المزارع شمالي أن مساحة الأراضي الزراعية التي تم إغراقها بلغت حوالي ٨٠٠ دونم زراعي، منهم ٤٥٠ مزروعات والجزء الآخر كان مؤهلاً للزراعة.

كما يشير أن الأراضي بعد فترة تشربها للمياه سيعمل أصحابها والعاملين فيها على إعادة تأهيلها من جديد، ما يكلف مبالغ كبيرة، إذ يأتي هذا في وقت بالكاد يستطيع فيه المزارع فلاحة أرضه ومعظمهم يفعلون ذلك بالدين.

ويتساءل "اليوم لن نستطيع إعادة تأهيل الأرض، والتجار لن يقرضونا، ماذا سنفعل بهذه الكارثة؟" مناشداً بـ "ضرورة إغاثة عاجلة للمزارعين الذين يمكن أن يسجنوا على ذمم مالية لأنهم لن يستطيعوا تسديد ديونهم".

ويطالب شمالي الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الدولية بالنظر إلى هذه المواضيع الخطيرة على المزارعين تحديداً ثم على سكان القطاع منبهاً "الكل هنا متضرر من الاحتلال الإسرائيلي".

وتتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتح عبارات المياه كل فترة خلال فصل الشتاء، لإغراق أراضي المواطنين الزراعية وممتلكاتهم.

كاريكاتـــــير