شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م09:59 بتوقيت القدس

أحمد أبو شريف.. حكاية عشق مع دراجة هوائية

01 فبراير 2021 - 09:47

دير البلح:

إنها ليست مجرد دراجة هوائية، فمن يعرفون الثمانيني أحمد أبو شريف، يعلمون أن دراجته التي ترافقه كظلّه منذ أربعين عامًا تحتل مكانة كبيرة في عقله وقلبه ووجدانه، فهما توأمان لا يفترقان.

يقول أبو شريف (86 عاماً) لـ "نوى": إن "هذه الدراجة جزء من مهم من هويتي وشخصيتي، وهي سرّ تمتعي بالصحة واللياقة البدنية والذهنية".

رجل الدراجات الأول في فلسطين

ويعرف أبو شريف، الذي يقطن مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، على نطاق واسع بين الناس، وهو "عميد الدرّاجين" في اتحاد رياضة الدراجات الهوائية، ويقول أنه رجل الدراجات الهوائية الأول في فلسطين.

بدأت حكاية أبو شريف مع الدراجات الهوائية منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، ومنذ ذلك الحين وعلى مدار سبعون عاماً ارتبط بعشق هذه الرياضة، التي لازمته كروتين يومي، ويقول مبتسماً: "هذا سر شبابي الدائم".

بات مشهد أبو شريف على دراجته الهوائية مألوفاً عند كل صباح.. يخرج من منزله مستقلاً دراجته بغرض الرياضة، وقضاء احتياجاته الحياتية.

ويحرص الدّراج الثمانيني على الانطلاق مرتين في الأسبوع في رحلتين تستغرق الرحلة الواحدة حوالي ثماني ساعات، حيث ينطلق بدراجته من منزله وحتى معبر رفح البري في مدينة رفح على حدود قطاع غزة الجنوبية مع مصر، ومن ثم إلى معبر بيت حانون (إيرز) شمال القطاع، ليعود إلى منزله قبل حلول المساء.

ويقطع أبو شريف في الرحلة الواحدة مسافة تزيد عن 30 كيلو متراً، ويبدي فخراً شديداً بقدرته على القيام بذلك من دون أن يشعر بالتعب أو الملل، ويقول: "متعة الرياضة لا تضاهيها متعة لمن اعتاد عليها"، مقدماً النصيحة لمن يرغب بحياة سعيدة خالية من الأمراض مهما تقدم العمر بالحفاظ على ممارسة أي نشاط رياضي.

رفيقة العمر

ولأبي شريف مع دراجته حكاية عشق من نوع خاص، فهو يحتفظ بها منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، وربت على كرسي الدراجة بيده اليمنى كمن يداعب طفله المدلل، وقال: "أنها رفيقة العمر.. لها مكانة كبيرة في قلبي، أعرفها وتعرفني، وأمتلك كل أدوات إصلاح أي عطب يصيبها بنفسي، ولا أأتمن أحدٌ عليها سواي".

وبفضل حفاظه على ممارسة الرياضة، لا يبدو أن الزمن ترك ظلاله الثقيلة على أبو شريف، سوى تجاعيد ارتسمت على وجهه، غير أنه يتمتع بجسد رياضي، وبحيوية ونشاط الشباب.

وقال: إن "الحياة زمان كانت بسيطة، وليست كما هي اليوم.. أمراض وضغوط لا تنتهي، وممارسة الرياضة تساعد على تخفيف هذه الضغوط، ورفع الروح المعنوية، والحفاظ على جسد سليم نفسياً وبدنياً".

وعمل أبو شريف قبل بلوغه سن التقاعد مدرباً للرياضة في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ورغم تقاعده قبل نحو ربع قرن، إلا أنها يواظب على النوم مبكراً عند الساعة الثامنة مساء، ويستيقظ عند الرابعة فجراً، ويرى في ذلك إلى جانب ممارسة الرياضة السر في تمتعه بالصحة وعدم احتياجه للأطباء.

ويحتفظ أبو شريف في منزله بعشرات الكؤوس والميداليات والشهادات التقديرية التي حصل عليها من خلال مشاركته في مسابقات ركوب الدراجات الهوائية على مدار سنوات طويلة.

وحرصاً منه على العمل الطوعي ونشر الثقافة الرياضية، لا يزال أبو شريف عضواً فاعلاً في "منتدى رواد الحركة الرياضية".

كاريكاتـــــير