شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م05:30 بتوقيت القدس

"ميدالية كورونا الذكية".. اختراع فلسطيني لتعزيز التباعد الجسدي

19 يناير 2021 - 12:34

شبكة نوى | قطاع غزّة:

"ما كل هذا الازدحام؟ أين وعي الناس بضرورة التباعد الجسدي؟ يا الله لا مسافات بين الناس والوباء منتشر" أسئلة أثارت ريبة المهندس محمّد صيدم بينما كان يتجول في شوارع وأسواق قطاع غزّة، فترة حرجة يمر بها الناس بعدما أعلن عن دخول فايروس كورونا في الـ 24 من آب / أغسطس 2020 إلى القطاع.

"هذا ما كان ينقصنا!" يقول الشاب مستهجناً ضعف وعي الناس من خطورة انتشار الوباء وازدياد عدد الإصابات، في وقت يعاني فيه القطاع من أسوأ الظروف المعيشية والصحية الناجمة عن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 14 عاماً متواصلة.

محمّد البالغ من العمر 26 عاماً، وهو مهندس إلكترونيات، قرر توظيف دراسته الجامعية في تخصص الهندسة في تجاربه العلمية محاولاً الجمع بين الخبرة في الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات، فلم يتوقف عن التفكير بخيار يعمل على تحذير الناس من الوباء ويؤكد على ضرورة التباعد.

ويتحدّث إلى "نوى" أن محاولاته الأولى بدأت بالتفكير بعمل "قميص كورونا" الذي سوف ينذر الناس إذا ما اقتربت من الشخص الذي يرتديه مسافة أقل من متر، لكنه اعتقد أنها لن تكون مجدية كون الناس تغير ملابسها باستمرار وبالتالي لن ترتديه يومياً، كذلك فكر بساعة وقبعة لكنه وصل إلى "الميدالية".

"ميدالية كورونا الذكية" هكذا أسماها، يضيف "عملت على صنع ميدالية بنظام، تحذر من مسافة التباعد لمسافة متر، بالإضافة إلى نظام تعقيم ذاتي، فبمجرد أن يضع الشخص يده أسفلها تقوم برش سائل التعقيم".

ليس هنا فحسب، بل إن "الميدالية" يوجد بها تقنية ثالثة من ناحية باب جذب الجمهور وهي الشحن اللاسلكي لأجهزة الموبايل بحسب ما أفاد الشاب.

وفي ظل أسبوع واحد فقط، ابتكر محمّد اختراع "ميدالية كورونا الذكية" التي أعلن عنها في منشور عبر صفحته في فيسبوك، ما أدى إلى رواج اختراعه الذي جلب له فرصة عمل بشركة تهتم بالإلكترونيات في تركيا، وبخلاف المتوقع، فلم تتواصل معه أي جهة من الجهات الرسمية الفلسطينية لتبني الاختراع والتطوير عليه.

منذ تخرّج الشاب من تخصص الهندسة، لا يتوقف عن محاولات الاختراع بحسب الحاجة، فقبل "الميدالية" ابتكر "سيارة كورونا الذكية" وهي جهاز يتم التحكم به عبر الكمبيوتر أو الموبايل، يحمل مواد معقمة تسير داخل المرافق التي تحتاج تعقيم دون الحاجة لتدخل بشري، أمر من شأنه تقليل فرصة إصابة العاملين بهذا المجال.

وكان صيدم صنع بيديه طابعة الحفر على الخشب بتقنية الكمبيوتر، ثم طابعة ثلاثية الأبعاد فازت بالمركز الأول في مسابقة محلية، وجهاز عصا الكفيف الذكية التي تشمل مصباحا ضوئيا لتنبيه السائقين، ووحدة شحن كهربي، ونظام تحديد الموقع تبعا للأقمار الصناعي.

ومن التحديات التي يرى المبتكر أنها تقف عائقاً أمام الشباب الفلسطيني في قطاع غزّة، أن الكثير من المواد اللازمة للتصنيع والمحاولات ممنوعة من دخول القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي، وأن معظم المحاولات التي تسير هي من أبسط المتوفر تماشياً مع الأوضاع.

"أن أكون جزءاً منتج في المجتمع وليس خاملاً، أن أفعل كل ما استطاعتي فعله للنهوض في بلدي وأن تقدّر محاولاتنا هذه" إنه أبرز ما يحلم به محمّد الذي انطلق من جيل يبحث عن كل ما هو جديد في التكنولوجيا، فهل هذا كثير على شبابك غزة؟ يتساءل.

كاريكاتـــــير