شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م04:03 بتوقيت القدس

الجدّة غنيمة.. فلسطينية تحافظ على "التراث" بخيمتها

18 يناير 2021 - 11:54

شبكة نوى | قطاع غزّة:

صوت الغناء ينبعث من خيمّة الجدّة غنيمة، لحن يرتبط بمجالس البدو، رائحة القهوة المطبوخة على الحطب تدخل رأس الزبائن، ومنتوجات من النسيج تغزلها بقرن الغزال، لكل واحدة منها قصّة في طقوس البدو والفلسطينيين، كلها تزيّن الخيمة للوافدين إليها بحذر هذه المرّة نتيجة انتشار الوباء، يتمعنّون المنتجات ويوصونها بصناعة المزيد للشراء.

غنيمة العرجان التي تعيش منذ 74 عاماً، من مواليد مدينة القدس المحتلة، هي أم لسبعة من الأولاد وابنتين، والكثير من الأحفاد والحفيدات، كان زوجها عامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنه توقف عن العمل في العام 2005، مع بدء فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزّة.

 تقول الجدّة إنها تعلمت غزل النسيج من أجدادها بينما كانت طفلة عاشت حينها محطات وصفتها بالـ "مرعبة" في التهجير القسري الذي جرى ضد الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال إلى أن وصلت غزّة، وبدأت العمل بشكل احترافي بغزل النسيج منذ 40 عاماً.

ومن أشهر ما تقوم بغزلها المسنة "خُرْج الخيل"، وعصي فرق الدبكة، وأواني الحناء، وزينة بيوت الشَعَر البدوية التي تتراوح أسعارها ما بين 15 إلى 30 شيكلاً، في وقت تزيد فيه الطلبات على المنتوجات، لكنها مدة الغزل تحتاج غالباً ما بين شهر إلى شهرين، وأكثر الطلبات هي لعصي فرق الدبكة وأواني الحنة التي تستخدم في مناسبات الأفراح التي تقدّم فيها الحنة للعروسين والمدعوين كأحد أشهر الطقوس في فلسطين.

وعن إيفاء العمل احتياجات عائلتها التي تساهم بها غنيمة، تضيف "بالطبع مدخول العمل المادي غير مجدي بالنسبة لعائلة تعيش في أسوأ ظروف اقتصادية تمر على قطاع غزّة"، لافتة إلى أن تمسكها بالتراث هو أول ما يدفعها للاستمرار برغم صعوبة العمر وكبر سنها، خصوصاً أن الغزل يحتاج إلى وقت وجهد كبير وبال طويل لإتقانه.

ما قصّة قرن الغزال الذي تعملين به؟ تحدّثنا أن لديها قرني غزال تنسج بهما، أحدهما ورثته عن أجدادها ويتجاوز عمره الـ 100عاماً، والآخر يبلغ عمره حوالي 40 عاماً، كلاهما يمتازان بالصلابة عند عملية الغزل وفرز خيطان الصوف.

قرن الغزال الذي تنسج به ورثته من أجدادها منذ ٤٠ سنة، تقول إن لا أحد يعمل معها، ابنتها تحيك بعض المشغولات البسيطة على السنارة في بعض الأوقات.

وعن أكثر ما تتمناه الجدة غنيمة بحياتها، أن تؤسس مكان عمل مناسب أو أن يكون لها منزل تملكه بعيداً عن الأراضي الحكومية التي يمكن أن تهدم المنزل المؤقت على رؤوس عائلتها في أي آن – وفق ما أخبرتنا -.

كاريكاتـــــير