شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م01:58 بتوقيت القدس

"المنحة القطرية" بعيون النّاس: "قصّة بائسة"

15 يناير 2021 - 13:28

شبكة نوى | قطاع غزّة:

"هي إبرة بنج مؤقتة لسّد جزء من احتياجاتنا" هكذا يصف النّاس في قطاع غزّة المنحة القطرية، في وقت بات فيه مئات الآلاف من أرباب الأسر الفلسطينية في قطاع غزّة يترقبون موعد الإعلان عن صرف مساعدات اللجة القطرية لإعادة إعمار غزّة وهي ما تعرف بـ "المنحة القطرية".

أميرة محمود تقول إن الـ ١٠٠ دولار التي تقدمها اللجنة القطرية تساهم ولو بجزء بسيط بسد احتياجات أسرتها المكوّنة من ٧ أفراد، ويبلغ مدخولها الشهري ٧٠٠ شيكل / ٢٠٠ دولار شهرياً من عمل زوجها المهندس كبائع في أحد المتاجر بمدينة غزة.

وتضيف "ننتظر الإعلان عن موعد صرفها كل نهاية شهر بقلق خوفاً من انقطاعها" لكن ربّة المنزل لا تخفي حزنها لما وصفته بـ "مأساة هبوط سعر الدولار" في وقت تزداد فيه المصروفات تزامناً مع ضعف فرصة استمرار زوجها بالعمل بسبب الأزمة المالية التي تسبب بها فايروس كورونا.

بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة حتى نهاية الربع الثاني الماضي من عام 2020، 49 بالمئة بعدد عاطلين عن العمل بلغ 203.2 ألف فرد

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة حتى نهاية الربع الثاني الماضي من عام 2020، 49 بالمئة بعدد عاطلين عن العمل بلغ 203.2 ألف فرد، بينما بلغت البطالة في الضفة الغربية 14.8 بالمئة بعدد 118.2 ألف فرد.

وتتابع "أنها ليست سعيدة بهذه المنحة بقدر ما هي آسفة على الظروف الاقتصادية التي أجبرتهم على القبول بها، موضحة "لم يكن الأمر مقبولاً حين يقف زوجي بطابور المستلمين وقت طويل لاستلامها على الملأ، لكنها الحاجة!".

إبراهيم مسعود، ربّ أسرة كان يعمل في البناء واستغنى عنه صاحب العمل نتيجة تعرضه لحادث سير، لم يستطع بعدها إيفاء المطلوب منه فأرغم على الجلوس في المنزل.

وفي محاولات القيام بمشاريع صغيرة منها فتح بسطة لبيع الترمس والفول – لم تأت بهمها – وفق وصفه، وهذا تعبير على أن مدخولها لم يحقق أدنى ربح للأسرة، لكنه يرفض الاستسلام للوضع الكارثي الذي يمرّ به قطاع غزّة المحاصر منذ ١٤ عاماً متواصلة.

وعن الـمنحة القطرية، يحدثنا أنه ما أن يستلمها حتى يكون صاحب الدكان الذي يستدين منه الرجل واقفاً أمامه ومعه دفتر الديون، يطالبه وغيره من المستفيدين منها في المنطقة.

ويكمل "حقه بالطبع، برغم أنني أنتظر صرفها يوما بيوم، فغير الدكان أنا أحتاج إلى العلاج وكذلك أطفالي يحتاجون بعض المسليات ويظنون أن يوم صرفها هو يوم عيد".

يحاول إبراهيم تقسيم المبلغ لإرضاء صاحب الدكان وأطفاله الذين لا يدركون معنى "الفلس" ولا الحاجة، فكل ما يعنيهم هو اقتناء لعبة ما أو حتى قطعة سكاكر.

شبكة نوى، فلسطينيات: لم تعد لغزّة ملامح ثابتة، يصفن النّاس بالأوضاع القائمة، يخمنون ويؤشرون فربّما يتحسّن الحال، وربما أيضاً تشن إسرائيل عدوان أكبر وتتسبب بالمزيد من المآسي، المزيد من حصد الأرواح وتدميرها، فإنها قصّة غزّة باختصار.

"انتظار منحة الـ ١٠٠ دولار قصّة بائسة" هكذا يصفها إياد عمر الذي يمتد من ليلة إعلان موعد الصرف حتى يومها، يحاول تقسيم المبلغ الزهيد – بحسب الشاب – ما بين الديون والمستلزمات وأيضاً إسعاد أطفاله بصنوف من الفواكه، هذه التي بدت لنا وكأنها كماليات زائدة في الوضع الطبيعي.

ماذا ينتظر من شاب لديه طفلين، يعيش في منزل من الإيجار وراتبه الشهري لا يتجاوز الـ ٤٠٠ شيكل من بيع الشاي والقهوة طوال ساعات النهار وقدميه تشققت من الأوجاع؟ هل سأقول لا لـ ١٠٠ دولار تأتي لتلبي القليل من احتياجاتي؟ يسأل إياد نفسه.

في الحقيقة، لم تعد لغزّة ملامح ثابتة، يصفن النّاس بالأوضاع القائمة، يخمنون ويؤشرون فربّما يتحسّن الحال، وربما أيضاً تشن إسرائيل عدوان أكبر وتتسبب بالمزيد من المآسي، المزيد من حصد الأرواح وتدميرها، فإنها قصّة غزّة باختصار.

كاريكاتـــــير