شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م01:16 بتوقيت القدس

#احموا_المحتوى_الفلسطيني

فلسطينيون يواجهون قَمع "فيس بوك" بحملةٍ إلكترونية

22 ديسمبر 2020 - 13:09

غزة:

تعرضت صفحة الصحفية والناشطة الشابة حياة أبو عيادة في موقع "فيس بوك" للإغلاق، هي وكل حسابٍ جديدٍ أنشأته باسمها تعويضًا عن الحساب القديم الذي ينشط منذ العام 2009م.

حياة الممتعضة بشدة، قالت لـ "نوى": "استهداف المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي تضاعف، وبات علينا التحرّك قدمًا للدفاع عن الرواية الفلسطينية".

ويأتي تعليق حياة، تعقيبًا على انطلاق حملة #احموا_المحتوى_الفلسطيني، التي تنطلق هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف لفت الأنظار إلى ما تتعرض له الرواية الفلسطينية من حرب إلكترونية، والسعي لوضع حدٍ لهذه الانتهاكات الرقمية.

مؤخرًا (تؤكد الشابة العشرينية) أنها اضطرت الشابة لمراسلة إدارة الموقع، وإنشاء حسابٍ جديد بعد اعتماد أوراقها الثبوتية، لكنها لا تستطيع كتابة كل شيء فيه؛ فكلماتٌ مثل (القدس-شهيد-مقاومة) يمكن أن تعرّضه للإغلاق مجددًا، ما يضطرها لتقطيع الكلمات أثناء كتابتها لئلا تتعرف عليها منظومة الحظر تلك.

"هذا يعرقل قدرتنا على نقل روايتنا الفلسطينية، أو حتى التعبير عن هويتنا الثقافية وقناعاتنا التي تشكل صلب القضية" تضيف، مشيرةً إلى أنها عندما كانت تعمل في موقعٍ إلكتروني يتبع لإذاعة محلية مرتبطة بفيس بوك، كانت تتلقى تحذيرات بالانتهاك كلما كتبت خبرًا يحمل الكلمات الشبيهة بالمذكورة أعلاه، "وهذا كثيرًا ما تسبب في تأخر نشر الأخبار على الموقع الرسمي للإذاعة".

وتردف: "ما يدفعنا لدعم الحملات الرقمية التي تسعى إلى تثبيت وإظهار المحتوى الفلسطيني، ووقف التحريض عليه، هو أننا وبينما نحرم نحن الفلسطينيون من نقل روايتنا، يُفتح المجال واسعًا أمام كيان الاحتلال لبث ما يريد من تزويرٍ للحقائق، وعبثٍ بالتاريخ".

أحمد القيق، أيضًا شابٌ تعرّض محتواه الرقمي كثيرًا للانتهاك، فهو ناشطٌ سياسيٌ ضمن اتحاد الشباب التقدمي، ويجزم أن أي محتوى يستنكر الاحتلال، ويدعم المقاومة "مستهدف"، وهذه كانت طبيعة المنشورات التي تم حظره من النشر بسببها مرارًا.

القيق: منذ عامين زاد استهداف المحتوى، وأصبح الحظر بسبب منشوراتٍ قديمة، وهذا رفع سقف المدة التي يتم حظرنا فيها

يقول: "في البداية لم تكن فكرة الحظر وشروطه واضحة، خاصةً أننا حاولنا تجاوزه بتقطيع الكلمات التي فهمنا أن (فيس بوك) يتعرّف عليها، ولكن منذ عامين زاد استهداف المحتوى، وأصبح الحظر بسبب منشوراتٍ قديمة، وهذا رفع سقف المدة التي يتم حظرنا فيها".

الأصعب وفقًا لأحمد، أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تتعرّف على الصور ذات المحتوى المقاوِم أو الداعم لفصائل سياسية، فتسارع إلى تعطيل نشرها فورًا للحد من قدرة ناشريها على نقل الرواية الفلسطينية، والتفاعل مع قضايا مهمة، خاصةً تلك المتعلقة بمنعطفات سياسية مثل قضية التطبيع.

ويتابع: "فيس بوك شركة استثمارية يهمها رضا الزبائن، من الواضح أن اللوبي الصهيوني يضغط بقوة، وهو يتحّرك لصالح الاحتلال، ونحن لا نجد ظهرًا سياسيًا يحمينا ويدعم روايتنا".

ورغم إيمانه بأهمية الحملة الإلكترونية #احموا_المحتوى_الفلسطيني، إلا أنه يجد من الضروري أن يرافقها تحرك دبلوماسي، يصب في مصلحة المحتوى الرقمي الفلسطيني، "وهذا يتطلب مخاطبة رسمية لإدارة "فيس بوك" تؤكد حق الرواية الفلسطينية في الانتشار، وتفرق بين الجلاد والضحية".

بدورها، لخّصت الباحثة الشابة آية سالم، وهي واحدة من النشطاء الذين يقودون حملة حماية المحتوى الرقمي الفلسطيني، فكرة الحملة بعبارةٍ قصيرة مفادها "تكلم حتى أراك"، قائلةً: "نحن كفلسطينيين، نعتمد منصات التواصل الاجتماعي منبرًا لإيصال أصواتنا، وتبيان حقيقة ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي تجاهنا بعيدًا عن أنظار العالم".

سالم: فيس بوك" هي المنصة الأكثر استخدامًا بين الفلسطينيين، ولهذا يحاول الاحتلال الإسرائيلي ممارسة الضغوط على إدارتها، للحد من قدرة المستخدمين الفلسطينيين على التعبير

وأضافت الباحثة التي أعدّت مؤخرًا دراسة حول الدبلوماسية الرقمية الفلسطينية، أن "فيس بوك" هي المنصة الأكثر استخدامًا بين الفلسطينيين، ولهذا يحاول الاحتلال الإسرائيلي ممارسة الضغوط على إدارتها، للحد من قدرة المستخدمين الفلسطينيين على التعبير، "وهذا واضحٌ من خلال استجابة الموقع لأكثر من ٩٠٪؜ من طلبات الاحتلال إزالة وحظر المحتوى الفلسطيني، والمحتوى الحقوقي الداعم للقضية الفلسطينية" تردف.

وترى سالم أن محاربة المحتوى الفلسطيني يعرّض رواية الفلسطينيين للتهميش والاختفاء تدريجيًا، ويمنح الرواية الإسرائيلية المضلِلة تربة خصبة للانتشار، فالحملة -سالفة الذِكر- تتضمن مقاطع فيديو، وتصاميم مختلفة للتعريف بالحقوق الرقمية والانتهاكات الحاصلة، بالإضافة إلى حملات "هبد"، ومخاطبات إلكترونية للمسؤولين في شركات التواصل الاجتماعي بهدف دعم المحتوى الفلسطيني، والتصدي للانتهاكات المختلفة بحق مستخدميها من الفلسطينيين، "فتدعيم مشروعية الخطاب الرقمي الفلسطيني، يحافظ على سلاحنا الناعم الذي بات يخيف الاحتلال الإسرائيلي" تزيد.

أما الباحث في الدبلوماسية الرقمية حسن الداوودي الذي يقود الحملة، فيؤكد أنها تأتي لوضع حدٍّ للانتهاكات المتصاعدة تجاه المحتوى الفلسطيني الرقمي، التي تضاعفت هذا العام.

ويقول: "الحملة تضم عدة فعاليات، أولها التعريف بالحقوق الرقمية الفلسطينية، من خلال مقاطع فيديو حول هذه الانتهاكات وتوثيقها، ثم التوجه للإدارات التنفيذية الإقليمية لدى "فيس بوك" و"تويتر" وغيرها من المنصات، ومخاطبتها حول هذه الانتهاكات، ومواجهة مسؤوليها بالحقوق الرقمية لكافة المستخدمين على مستوى العالم، بمن فيهم الفلسطينيين أيضًا".

ويضيف: "علينا أن نقف في وجه هذه الخوارزميات الظالمة بحق شعبٍ يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود، وذلك يمكن أن يتأتّى من خلال خطابٍ فلسطيني يتماشى مع القانون الدولي، وهو ما سنستند إليه في مخاطبتنا لإدارات مواقع التواصل الاجتماعي".

لاحقًا -والقول للداوودي- "سنتوجه بحملة ضغط تستهدف وزراتي الاتصالات والعدل الفلسطينيتين، لدفعهم باتجاه مسؤولياتهم، ومخاطبة إدارات مواقع التواصل الاجتماعي"، مختتمًا حديثه بالقول: "نحن ندق جدار الخزان، إذا استجابت إدارات مواقع التواصل الاجتماعي فهذا جيد، وإن لم تستجب فنحن مستمرون".

كاريكاتـــــير