شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م17:44 بتوقيت القدس

الطلبة يناشدون باستثناء فلسطين

كشَوكةٍ في حَلق غزة.. "كورونا" تُلغي منحة الجزائر

13 ديسمبر 2020 - 20:12

شبكة نوى، فلسطينيات: بين ليلةٍ وضحاها تبخرت أحلام جنين  رمانة. كانت الفتاة حتى الأمس القريب ترسم لمستقبلها صورةً بلونٍ ورديٍ بعد تفوقها في الثانوية العامة، وترشيحها لمنحة دولة الجزائر.

المنحة أُلغيت للعام 2020م بسبب جائحة "كورونا"، هذا ما أبلغت به السفارة الفلسطينية في الجزائر (160 طالبًا) فلسطينيًا  من متفوقي "التوجيهي" الذين رُشّحوا لمنحة الدولة التعليمية. تقول جنين: "لم يستوعب عقلي الفكرة بعد أن شارف الفصل الدراسي الأول على الانتهاء، وضياع كل الفرص للحصول على منحة أخرى".

ليس الطلبة وحدهم من تلَقَّوا صفعة الخبر، فأهاليهم أيضًا الذين جهّزوا لأبنائهم كل متطلبات السفر، وكلهم مُنِيوا بالخذلان لا سيما وأنه لم يعد هناك مجالٌ لأي فرصٍ أخرى

وتناشد جنين باسمها واسم كافة طلبة المنحة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للتدخل في حل الأزمة وإنقاذ مستقبل الطلبة، ملفتةً إلى أن معدلها يمكنها من دراسة الطب في قطاع غزة، لكن الظروف الاقتصادية "التي لا تخفى على أحد"، تجعلها تستبعد مجرد التفكير بالأمر، "فمن أين لأهلي أن يدفعوا لي ما يزيد عن ألف وخمسمئة دينار في العام الدراسي الواحد" تتساءل.

وتضيف بحسرة: "كان أملي كبير بأن أسافر لدراسة الطب البشري هناك، لكن جاء القرار لينسف كل الآمال والأحلام".

المشاعر ذاتها سيطَرت على الطالب يوسف الكحلوت، الذي أعدَّ العُدة للسفر والبدء في أولى خطوات مشواره نحو المستقبل، ليأتي القرار المفاجئ، ويشكل صدمةً له ولأسرته، التي كانت تتوق لضمان منحةٍ لابنها، تساعده إتمام تعليمه، وتخفف عن عاتقهم ثقل الرسوم. 

يوسف الذي لم يحتمل فكرة التلاعب بمستقبل الطلاب ونسف أحلامهم في مهدها، وجه عبر "نوى" مناشدة باسمه واسم جميع زملائه في المنحة الخارجية الجزائرية، تدعو إلى التراجع عن القرار، أو على استبداله بقرار جديد، ينص على "تأجيل المنح للعام القادم" بدلًا من إلغائها بالكامل.

يقول: "نحن نقدر صعوبة الأوضاع في كل العالم بسبب جائحة كورونا، ولكن التوقعات جميعها تشير إلى إمكانية انحسار الوباء خلال الشهور القادمة، ما يعني انتهاء سبب الأزمة، والعودة لاستقبال الطلبة"، مستطردًا: "صحيح أن الجزائر ألغت جميع المنح لجميع الدول، ولكننا نناشدها باستثناء دولة فلسطين لخصوصية الحالة الفلسطينية، والظروف المحيطة بالطلبة فيها، والنظر مجددًا في القرار، بتأجيله بدلًا من إلغائه".

من جهته عقب مدير عام التعليم الجامعي في وزارة التربية والتعليم، د.خليل حماد على القضية بقوله: "أبلغنا بشكل رسمي أن دولة الجزائر الشقيقة، ألغت جميع المنح الدراسية التي قدمتها لكافة الدول هذا العام بسبب جائحة كورونا، ولم يقتصر الأمر على فلسطين"، مؤكِدًا أن وزارة التعليم العالي ممثلة بوزيرها، أرسلت على خلفية القرار طلبًا للسفارة الجزائرية، لطلب تأجيل المنح للعام القادم والاحتفاظ بحق الطلاب المقبولين بمنحتهم الدراسية.

وفيما يتعلق بالبدائل المطروحة من قبل الوزارة، أوضح حماد أن الوزارة تنتظر رد الجزائر الشقيقة، قبل النظر في الحلول بما يخص الطلبة، مشيدًا بالمواقف المشرفة لدولة الجزائر -منذ قدم الزمان- فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتقديمها لعشرات المنح السنوية للطلبة الفلسطينيين.

كاريكاتـــــير