شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م04:52 بتوقيت القدس

للماندي وللقدرة وللخبز العراقي..

مستثمرًا الحجر.. مهنّد يصنعُ أفرانًا طينيةً "متخصصة"

30 سبتمبر 2020 - 11:53

شبكة نوى، فلسطينيات: وجد مهند النجار (43 عامًا) في صناعة  أفران  طبخٍ بديلةٍ من الطين، فرصةً لتأمين مصدر دخلٍ لأسرته في ظل الحجر المنزلي، وقرار حظر التجول الساري منذ الخامس والعشرين من أغسطس/ آب الماضي، الذي حد من إمكانية  استكمال عمله، في تصنيع وبيع المنظفات المنزلية.

البداية كانت منذ ما يقارب الشهر، بعد أن تعسرت الحالة الاقتصادية لدى النجار وبلغت ذروتها، فهو يعيل أسرةً مكونةً من ثمانية أشخاص، ثلاثة منهم من ذوي الإعاقة، لقد وصل به الحال إلى أن لا يجد شيكلًا واحدًا داخل جدران بيته.

يقول لـ "نوى" عبر الهاتف: "أبيتُ أن أمد يدي لأحد، بدأت أفكر فيما لدي من موارد وإمكانات، وكنت في السنوات الماضية، اعتدت أن أغير فرن الطين المخصص للخبز بنفسي، أصنعه كاملًا بالطين، وهنا لمعت الفكرة في رأسي"، مضيفًا: "قلت في نفسي، لماذا لا أصنع برميل ماندي أيضًا من الطين؟".

ولأن الطعام الذي يطبخ في طبّاخات الطين معروفٌ بتميز نكهته، ولقى استحسان كل من يتذوقه، جرّب النجار صناعة واحد، وبالفعل، نال طعم الدجاج المندي المطبوخ فيه رضا العديد من الأشخاص، وهذا ما جعله يقرر البدء بمشروعه الجديد.

بدأت الطلبات تتوالى على هاتفه من محافظة خان يونس وخارجها بشكلٍ لم يتوقعه، الجميع يطلب من مهند أدوات مصنوعة من الطين، والمتنوعة ما بين فرن طباخ، وبرميل مندي، وآخر طلبية وصلت له كانت "فرنًا متخصصًا في طبخ القدرة".

يفكر النجار كثيراً في تطوير عمله، بصناعة  طابون متخصص للخبز العراقي، الذي تحتاجه الأسرة حال أرادت صناعة وجبةٍ من الشاورما على سبيل المثال، لافتًا إلى أن هذه الأدوات التي يصنعها من الطين تخفف من الأعباء الملقاة على كاهل ربات البيوت، من حيث التوفير في تكلفة متطلبات واحتياجات الأسرة.

ويؤكد النجار أهمية فرن الطبخ من الطين، باعتباره بديلًا آمنًا في ظل أزمة الغاز المتكررة، التي يعاني منها القطاع، ملفتًا إلى أن أسعار معداته رخيصة وفي متناول الجميع، بالنظر لما يبذله من مجهود أثناء العمل.

وكما يقولون: يدٌ واحدةٌ لا تستطيع التصفيق، ولهذا يشارك النجار في العمل زوجته وأبنائه، إذ يُمضي في كثيرٍ من الأوقات يومه كاملًا في العمل الذي يحتاج الانتهاء منه إلى مراحل عدة، كون تكملة كل مرحلة تحتاج منه أن ينتظر ساعات حتى تجف المرحلة الأولى، يشرح بقوله: "على سبيل المثال، برميل المندي، يحتاج إلى أسبوع كامل لإتمام صناعته، وأسبوع آخر في الشمس كي يجف تمامًا ويصبح جاهزًا للاستعمال .

يتميز الطعام المطهو على أفران الطين بمذاقٍ مميز يأخذك إلى عبق التاريخ، وهو ما شجع الكثير من المواطنين على طلب أفران مهند التي توفر المال وتمنح الطعام نكهةً مختلفة، كما تتيح المجال للنجار بإعالة أسرته، وتأمين احتياجات أبنائه من ذوي الإعاقة، "وعدم انتظار مساعدةٍ قد تأتي أو لا تأتي" يقول.

وبالرغم من أن العمل في صناعة أفران الطبخ بأنواعها وأحجامها المختلفة، مرهقٌ جسديًا، إذ يحتاج لساعاتٍ من العمل ما بين جلب الطين من أماكن بعيدة، ونقعه بالماء، وغير ذلك الكثير من المراحل، إلا أن النجار يشعر بالفخر الشديد لنجاح مشروعه البسيط، ويشجع أمثاله من أرباب الأسر، الذين تعطلت أرزاقهم بفعل جائحة كورونا، للبحث بداخلهم عن أي موهبة، أو قدرة، أو عمل بديل، يمكن أن يقيهم ذل السؤال.

كاريكاتـــــير