شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 16 ابريل 2024م23:11 بتوقيت القدس

البطاقة تدعو إلى "التزام البيوت"

عروسٌ من بيت لحم بفستان زفاف وكمامة!

20 مارس 2020 - 16:11

الضفة الغربية

تدعو بطاقات الزفاف –بالعادة- الأهل والأقارب والأصدقاء، إلى القدوم لمشاركة العروسين وذويهما الفرحة، إلا أن العروس براءة عمارنة من مخيم الدهيشة في بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، فضّلت أن تحمل بطاقات حفل زفافها –الذي يقام اليوم- دعوةً للناس كي "لا يأتوا" لوداعها إلى منزل عائلتها في المخيم.

حتى تصميم بطاقة الزفاف التي جهزها المصمم "بهاء بهور" كان مختلفًا، وذلك بطلبٍ من زوج شقيقة العروس الصحفي أُسيد عمارنة، الذي طلب رسمًا رمزيًا للعروسين على البطاقة يظهرهما وهما يرتديان "الكمامة" بالإضافة إلى بزّتي العرس، وهذا ما جعل الرسالة تصل للمدعوين بشكلٍ أقوى "نفعل هذا حفاظًا على سلامتكم".

وكانت مدينة بيت لحم أغلقت منذ حوالي أسبوعين، بسبب إصابة عدد من سكانها بفايروس كورونا.

يقول الصحفي عمارنة لشبكة "نوى": "أحببتُ مفاجأة العروسين بدعوة زفاف مميزة، فكرت بشيء يشبه "النكشة"، ولكن نكشة بأهدافٍ سامية هذه المرة"، فبالإضافة إلى إشهار الزواج، تمكنت البطاقة من إيصال رسالةٍ توعوية لخطر "كورونا"، إذ ارتبط حضورهم باحتمالية الإصابة، وبالتالي إذا لم يحضر أحد تتحقق السلامة للجميع.

حتى أسيد وزوجته "شقيقة العروس" لم يستطيعا حضور حفل زفاف براءة وعريسها عماد شرف من بلدة الظاهرية جنوب مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، إذ بقيا حيث يقيمان في العاصمة الأردنية عمان، بسبب إغلاق معبر الكرامة الحدودي بين الأردن والضفة الغربية، واستمرار إغلاق مدينة بيت لحم وما حولها من مدنٍ رئيسية.

تقول العروس براءة عمارنة (25 عاماً) لـ"شبكة نوى": "متحمسةٌ جدًا لمراسم الزفاف البسيطة والعادية اليوم، متحمسةٌ لخوض تجربةٍ مميزة وهي الزواج في زمن الكورونا.. هذا الزمن الذي لا يتزوج فيه أحد، ولا ترتدي فيه الصبايا الفستان الأبيض".

وتضيف: "لقد خلا صالون التجميل من كل العرائس إلا أنا، عقّمتُ فستان زفافي، كذلك عقَّمَت صاحبة صالون التجميل المكان، وفي حقيبتي أضع معقم الهايجين".

تتم مراسم الزفاف التي تقتصر على حضور 10 أشخاصٍ فقط، في منزل والد العروس بالدهيشة، وهم غالبًا: شقيق العروس، وأخواتها الثلاث وأزواجهم، وعم العروس وزوجته، وخالة العروس، ووالديها، أما باقي الأقارب وعددهم لا يتجاوز الخمسة عشر فردًا، سيأتون لوداع براءة والمغادرة فورًا، وأيًا منهم لن يجلب معه طفلًا إلى المكان.

تقول العروس: "بعد الانتهاء من صالون التجميل في مدينة بيت جالا القريبة، سأذهب مع عريسي لالتقاط الصور التذكارية أنا وعريسي عماد في قصر بتير في بلدة بتير غرب بيت لحم، أو في استديو شقيقتي ولاء وزوجها الصحفي معاذ عمارنة- الذي أفقده الاحتلال عينه اليسرى مؤخرًا- ثم أعود ظهرًا إلى منزل والدي في مخيم الدهيشة لوداع عائلتي"، مؤكدةً أن عريسها لن يأتي لأخذها بموكب زفاف التزامًا بقرار عدم تشكيل تجمعات، ثم سيذهب بها إلى بلدة الظاهرية حيث أهله هناك، ونقيم حفلًا بسيطًا يحضره بعض الأهل.

تجري مراسم الزفاف المحدودة جداً والبسيطة للغاية كذلك، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والشرطية في محافظتي بيت لحم والخليل، لضمان تحرك العروسين داخل بيت لحم، وعند خروجهما إلى الخليل.

تعقّب براءة: "أريد الاحتفاظ ببطاقة الدعوة لزفافي هذا، ستكون قصة جيدة أخبر بها أحفادي يومًا ما".

كاريكاتـــــير