شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م08:15 بتوقيت القدس

جدلٌ حول حجر "رفح".. فجوةٌ بين الفكرة والتنفيذ

17 مارس 2020 - 12:23

أثارت صورًا للحجر الصحي المخصص لـ (51) مسافرًا، وصلوا إلى قطاع غزة مساء الأحد عبر معبر رفح، ونشرتها مواقع تواصل اجتماعي، جدلًا واسعًا بين المواطنين والنشطاء.

وفور إعلان قرار وزارة الداخلية بغزة مدرسة "مرمرة" في حي النصر شرق رفح جنوب القطاع، نقطةً للحجر الإلزامي ومدته (14 يومًا)، خرج عشرات المواطنين من سكانه في مسيرات غاضبة اعتراضًا على القرار، الذي بررته الوزارة بأنه "إجراءٌ احترازي من فايروس "كورونا".

المواطن عمر صلوحة، يؤمن بأن الحجر الصحي للوافدين عبر معبر رفح، "إن توفرت شروطه ومقتضياته فهو واجب"، لكن يرى في المكان المخصص للحجر "غير مستوفٍ للشروط الصحية والإنسانية، وعلى رأسها عدم الاختلاط".

يقول لـ "نوى": "أي مكان مخصص للحجر لابد أن يتوائم مع الحالة المعنوية والبدنية للمحجور عليهم، مع مراعاة الشق المعنوي بشكلٍ أكبر، وهذا ما لم يتم توفيره في المدارس المحددة للحجر"، مطالبًا بتوفير تغذية علمية دقيقة حول فيروس كورونا للمحجور عليهم، نظرًا لشفاء الكثير من الحالات من الفايروس والمرض.

ويضيف: "يمكن الاستعانة بأحد الفنادق أو أحد المستشفيات التي لم تفتتح بعد مثل المستشفى التركي، ويفضل أن يكون بعيدًا عن التجمعات السكانية"، مشددًا على ضرورة أن يتم التعامل مع المحجور عليهم على أنهم ضيوف وليس "مساجين".

بدورها، تشدد أم يزن على ضرورة تجهيز المكان بشكل أنسب، خصوصًا بما يتعلق بالمرافق الصحية، "أو أن يتم نقل المحجورين لمكان أكثر ملائمة"، ملفتة إلى أن موقع الحجر المخصص شرق رفح، لا يشكل أي خطر على حياة الناس كونه بعيد نسبيًا، ولا مجال فيه لاحتكاك المحجورين بسكان المنطقة".

سلامة معروف: "نتفهم الملاحظات، لقد خصصنا المدرسة لكن لم يتم ترتيب المكان، وتوفير مستلزماته بسبب الأحداث التي جرت في محيطه".

سخط المواطنين وتذمرهم من الصور الواردة من أماكن الحجر، قابله تصريحات صحفية لرئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، قال فيها: "نتفهم الملاحظات التي أبداها المواطنون على المكان، لقد خصصنا المدرسة لكن لم يتم ترتيب المكان، وتوفير مستلزماته بسبب الأحداث التي جرت في محيطه من قبل المواطنين".

وأضاف: "سيتم استيفاء تجهيزات المكان، بما يليق بأبناء شعبنا، وبما يتناسب مع الشروط الصحية اللازمة، خاصة وقد تم فتح المعبر استثناءً، حتى لا تنقطع السبل بالعائدين الذين باتوا ليلتهم الماضية في العراء خلال رحلة العودة".

ولطالما طالب سكان قطاع غزة الحكومة فيها، بتشديد الإجراءات الوقائية لمواجهة فايروس كورونا، وتجنب انتشاره في القطاع، لا سيما على المعابر التي يعتقدون أنها تشكل خطرًا داهمًا ومصدرًا لا يستهان به، "قد يؤدي إلى جلب الفايروس في القطاع الذي يعاني الحصار، وضعف الإمكانات الطبية على وجه الخصوص.

وتقول الصحفية ديانا المغربي: "إن حالة الطوارئ المعلنة، تعنى أن يبتعد الجميع عن آرائه الشخصية من أجل المصلحة العامة"، موضحةً عدم وجود ضرر في إقامة الحجر الصحي في مدرسة بين سكان، فالمعلومات الطبية تقول إن الفايروس لا ينتقل بالهواء".

تتوقع المغربي أن تشهد الخدمات المقدمة للمحجورين تحسنًا واضحًا على مدار الأيام القادمة، بالجهود الحكومية، وجهود مؤسسات المجتمع المدني أيضًا.

وعن تخصيص مكان الحجر الصحي في مدينة رفح، تشير المغربي إلى أن المدينة هي الأقرب إلى المعبر بطبيعة الحال، "ومن الطبيعي أن تستخدم المدارس في الحجر الصحي، إذا وضعنا بعين الاعتبار أن هناك أعدادًا كبيرة ربما سيدخلون الحجر في الأيام القادمة".

وتضيف: "لا أجد غرابة في الأمر، ففي حال انتشار الفايروس لا سمح الله، ستتحول كل المدارس لأماكن حجر طبي إذا أخدنا بعين الاعتبار فقر القطاع الصحي بكل أوجهه".

وتتوقع المغربي أن تشهد الخدمات المقدمة للمحجورين تحسنًا واضحًا على مدار الأيام القادمة، ليس بالجهود الحكومية وحسب، بل بجهود مؤسسات المجتمع المدني أيضًا.

وكعادة الغزيين، لا يخلو أي موضوع يتم طرحه ومناقشته عبر وسائل التواصل الاجتماعي من روح الفكاهة، فقد كانت صور أماكن الحجر مادة زخمة للنشطاء من خلال النكات والتندر على الواقع، والتعبير عن السخط إزاء تلك الأوضاع.

كاريكاتـــــير