شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م14:16 بتوقيت القدس

سوا بيتش

أخيراً،، استراحة موائمة لذوي وذوات الأعاقة

24 يوليو 2019 - 14:00

غزة:

بات بوسع الشاب حسام القلازين "19 عاماً" الوصول إلى شاطئ بحر غزة والذي حُرِمَ منه طويلاً كونه من ذوي الإعاقة الحركية، فالكثبان الرميلة والطريق الوعرة نحو الشاطئ لم تكن مهيئة لذلك بالمطلق.

دفع حسام وزميله بعجلات كراسيهم المتحركة من استراحة سوا بيتش وصولاً على شاطئ بحر غزة نحو البحر ووقفوا قبالته، غمروه بنظرات حب وإن لم يتمكنوا من السباحة، ملأوا صدورهم بهوائه ورائحة يودِه التقليدية وان اختلطت بقليل من رائحة ليست جيدة بسبب تلوث شاطئ بحر قطاع غزة.

وتضم الاستراحة ممراً لذوي الإعاقة بدءاً من الرصيف الذي يرتفع عن سطح البحر، ونزولاً إلى شاطئ البحر، كما يضم كراجاً للسيارات وملعباً رياضياً متعدد الأغراض وممر يوصل إلى الشاطئ وكافتيريا وجلسات عائلية ومطبخ.

"بدي أحضن البحر"، بهذه الكلمات عبّر حسام عن سعادته حين وصل الشاطئ، فهو كما يؤكد: "لم أتوقع أن نتمكن يوماً من نزول البحر قبل افتتاح استراحة سوا بيتش الموائمة، كنت سابقاً قليلاً ما أصل البحر وبعناء شديد بمساعدة من أصدقائي وأولاد عمي".

الشاب واسع الابتسامة خاض مع زملائه الاعتصامات والمطالبات لسنوات من أجل تهيئة استراحة على البحر تكون موائمة لهم، بتوفير سلم هبوط ممهد لكراسيهم المتحركة وحتى لمن يستخدمون العكاكيز، حتى أصبحت مطالبهم رأي العين.

فقد حسام ساقيه قبل ثمانية سنوات بسبب سقوطه من أعلى منزلهم، ومنذ ذلك الحين وهو يصرّ على أن القادم في الحياة دوماً أجمل، كان بارعاً في لعب كرة القدم وكرة السلة، وهو الآن لاعب كرة سلة ناجح مع فريق من ذوي الإعاقة، ويطمح بدراسة تخصصي الإعلام والرياضة والرابط بينهما كما يؤكد:"أود أن أكون مدرب رياضة وأن أعمل في مجال الإعلام الرياضي لذوي الإعاقة".

ويقتنع الشاب الذي أنهى الثانوية العامة هذا العام أن ذوي وذوات الإعاقة لديهم طاقة غير موجودة عند سواهم، والسبب هو أنهم حين يواجهوا صعوبة الحياة تتولد لديهم الرغبة في المقاومة والتحدّي، على عكس ما كان سابقاً حين كانت الإرادة عادية والطموح عادي جداً.

الناشطة عبير الهركلي كانت واحدة منذ ذوي الإعاقة الذين ناضلوا للمطالبة بهذه الاستراحة، تبدي فخرها بتحقيق الهدف الذي سعوه من أجله ثلاث سنوات، وتأسيس أول استراحة موائمة دامِجة بين ذوي وذوات الإعاقة وغيرهم.

وأوضحت أن الفكرة منذ فكروا بها نفذوا تجمعاً على شاطئ بحر غزة وطالبوا البلدية بمواءمة مكان لهم، وكانت حملة "وائم شط البحر" وبمساعدة الكثير من الناس تم إنجاز رسمة ضخمة بهذا الشأن تحمل نفس العنوان، ومن ثم توجهوا بمطلبهم للبلدية.

الكثير من المؤسسات الدولية قدمت المساعدة، واختارت البلدية هذا المكان ومن ثم تم البدء بإجراءات التنفيذ منذ ذلك الوقت، حيث واجهتهم مشكلة في تمويل المشروع، لكن الجيد فيه هو أن العاملين فيه والعاملات هم من ذوي الإعاقة.

ويطمح القائمون والقائمات على المكان أن تكون الاستراحة اجتماعية ثقافية فنية ترفيهية في آن معاً، فالكثير من ذوي وذوات الإعاقة لديهم مواهب يحتاجوا لمكان مناسب لإبرازها، كما أنها ترفيهي يروّح عن أنفسهم إذ أن بحر غزة هو المتنفس الوحيد لكل القطاع، إضافة إلى كونه مكان دامج وهذا الهدف مهم جداً بالنسبة لهم كما توضح عبير.

من جانبه أوضح الناشط ظريف الغرة أن هذا المشروع نوعي وريادي ومميز، ونُفذ بالشراكة مع بلدية غزة التي ساهمت منذ البداية في إنجاح فكرة المشروع لتصبح واقعًا بتوفير الأرض المخصصة لإقامته عليها والبالغ مساحتها 5 دونمات، إلى جانب الدعم الفني والوجستي، وكل الإمكانيات اللازمة.

وأوضح أن المشروع مفخرة لمدينة غزة المحاصرة وأهلها، وجاء ليحفظ حقوق ذوي الإعاقة في الوصول إلى شاطئ البحر، وليكون علامة مميزة ومنارة لتعريف المجتمع بهذه الشريحة الهامة من أبناء شعبنا الفلسطيني ومساعدتهم في الانخراط بالمجتمع.

وكانت بلدية غزة نفذت يوم أمس حفلاً لافتتاح استراحة سوا بيتش، تخلله فقرة دبكة شعبية من ذوي الإعاقة وإلقاء الشعر وتقديم قصص نجاح، وتكريم المشاركين والمشاركات، ويعمل في المكان 8 من ذوي الإعاقة وخمسة أشخاص عاديين لتحقيق عملية الدمج.

كاريكاتـــــير