شبكة نوى، فلسطينيات: "غصةٌ وقهر ، كنت أشعر بهما كلما تصفحت خبرًا عن مشاركة الاحتلال في مهرجانٍ دوليٍ بأطباق فلسطينية خالصة، ينسبها لنفسه" تقول الشيف رولا القيشاوي، بينما تعد طبق السماقية مع مجموعة من الطاهيات، ضمن مبادرة "زادنا دافي وأكلنا وافي"، التي تنفذها الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي.
تضيف: "لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أرض فلسطين، بل امتدت غطرسته لتنهب كل ما يمكن سرقته، حتى وصل الأمر إلى تراثنا، أزيائنا، وأكلاتنا التقليدية المتوارثة عبر الأجيال، وهو ما دفعنا في الجمعية لأخذ زمام المبادرة، وإطلاقها لتوثيق الأكلات الفلسطينية التقليدية التي أصبحت مهددة بالتهويد والاندثار من مطبخنا الفلسطيني".
تزيد: "أردنا أن نواجه كل المحاولات التي يقوم بها الاحتلال لطمس هويتنا الفلسطينية، فهو لم يترك طبقًا تراثيًا فلسطينيًا أصيلًا إلا وسرقه، ومن هنا فكرنا في مبادرةٍ نوثّقُ من خلالها كل الأطباق الفلسطينية التقليدية دون أي إضافات أو تعديل، ليبقى الطبق على أصوله".
تقول بينما تواصل تحضير السماقية (الطعام الشهير في الأعياد والمناسبات): "أردنا أن نوثّق هذه الأكلات في أجواءٍ أقرب إلى الطبيعة، بعيدًا عن أي تدخلات تكنولوجية حديثة. أشعلنا النيران واستخدمنا الحطب، لنحصل على عبق الطعام التراثي الأصيل".
نفذ المبادرون عددًا من الأكلات التقليدية على أصولها دون أي زيادة، ومنها طبق المقلوبة الأصلي الذي يتكون من الأرز واللحم والباذنجان والبصل، "أما القدرة، فقمنا بطهيها في قدرة من الفخار، فيما تتبعنا كل خطوات طبق المسخن بدءًا من العجين، وصولًا إلى شكله النهائي، ناهيك عن الخبز البلدي باستخدام فرن الطين" تزيد.
تتابع: "كان من المهم أن نُعرّف أجيالنا التي بدأت تتأثر بالمطبخ الغربي بكل تفاصيل المطبخ الفلسطيني القديم، حتى لا نجدها وقد فقدت هويتها الفلسطينية بفعل الانشغالات، والاعتماد على الوجبات السريعة، والتأثر بالمطابخ المختلفة، لا سيما في ظل الانفتاح على الثقافات المختلفة، فالأكلات التراثية والثوب الفلسطيني، وأناشيدنا القديمة، كلها جزء من هويتنا الوطنية، التي يجب علينا المحافظة عليها بكل قوة".
وقد اجتمعَ ما يقرب من 20 طاهٍ وطاهية، في أحد المسارات الطبيعية الخلابة شرقي محافظة خانيونس، لتنفيذ المبادرة في أجواء تحاكي الحياة الفلسطينية القديمة، بأدواتها، المختلفة، وتفاصيلها الدقيقة.
