شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م04:40 بتوقيت القدس

تنشط يوميًا في رمضان..

"تكية أبناء النصيرات".. كي لا ينام في المخيم جائع

28 مارس 2023 - 11:01

النصيرات :

تنشغلُ السيدة أميرة رجب شعبان في تقطيع كميات كبيرة من البصل والثوم، تمهيدًا لعمل قِدرَين كبيرين من أرز الأوزي والدجاج المحّمر، من أجل توزيعها على الأسر الفقيرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

الأربعينية أميرة، هي واحدة من 25 متطوعًا ومتطوعة ينشطون في مبادرة "تكية أبناء النصيرات"، التي تعمل على توفير الطعام للأسر الفقيرة، في مخيم النصيرات الذي يتجاوز عدد سكانه 37 ألف نسمة، يعيش معظمهم تحت خطر الفقر.

بفخر تروي السيدة المكّناة "أم معاذ" تجربتها في هذا العمل التطوعي، فتقول: "أعمل تطوعًا هنا منذ ثلاث سنوات، أقوم إلى جانب زملائي بطهي الطعام بكميات كبيرة من أجل توزيعها عل العائلات الفقيرة".

وحسب أميرة، فإن هذا النشاط في التكية مستمر طوال العام ليومين أسبوعيًا هما الأحد والأربعاء، لكن المختلف في شهر رمضان أنه "عمل يومي، الهدف منه أن تحظى الأسر الفقيرة بفرصة الحصول على الطعام يوميًا".

وتشعر السيدة أميرة بالفخر لنجاحها في مواءمة وقتها وتوزيع جهدها بين العمل التطوعي، ومتطلبات الحياة المنزلية، التي تنجزها قبل التوجه إلى مكان التكية بالمخيم. تعقب: "في الأيام العادية أذهب إلى التكية بعد العصر، أما في رمضان فأكون هناك منذ العاشرة والنصف صباحًا، وأستمر حتى الانتهاء من تجهيز وجبات الطعام".

وتؤكد السيدة أن العمل التطوعي يمنح الإنسان شعورًا بالراحة النفسية، حين يجد أنه ساهم في التخفيف عن العائلات التي تعاني الفقر، موجِّهةً رسالتها إلى كل المقتدرين، من أجل مواصلة دعم التكايا التي تخفف عن الكثير من العائلات.

ويحرص المتطوعون والمتطوعات في تكية أبناء النصيرات على تنويع الوجبات التي يتم توزيعها، ما بين البقوليات، والمأكولات الشعبية كالبازيلاء، والفاصولياء، وأرز الأوزي، والمندي وغيرها، التي يتم تجهيزها وسكبها في أطباق، وتزيينها قبل إحكام إغلاقها بورق الألومنيوم، كي يصل للمستفيدين ساخنًا.

وبينما يواصل المتطوعون في التكية العمل، تقول السيدة أم محمد، وهي أربعينية أرملة تعيل ثلاثة أطفال: "هذه التكية فاتحة بيوت ناس كثار، مثلي مثلًا أرملة وأعيش على المساعدات، والتكية بالنسبة لي مصدر أساسي للطعام".

بدوره يقول مسؤول التكية رائد الطويل :"عُمر التكية الآن أربع سنوات، عملنا فيها بشكل متواصل سواءً بشكل يومي في رمضان، أو ليومين أسبوعيًا في غيره".

وتنبثق التكية عن "تجمع شبابي خيري غير ربحي ولا حزبي، ولا يتبع لأي مؤسسة" وفق تأكيد الطويل، "بل هي قائمة بمجموعة من الشبان والشابات اجتهدوا لخدمة أبناء المخيم" يضيف.

ويكمل: "تأسس فريق أبناء النصيرات قبل 6 سنوات، ونفذ أكثر من 14 مبادرة مهمة، من بينها تنظيف المستشفيات حين أضرب عمّال النظافة، والاجتهاد لتوفير الرسوم الدراسية للطلبة المتعسرين، والسعي للحصول على التحويلات الطبية للمرضى، والأدوية لغير القادرين على شرائها، وكان آخر نشاط هو توفير معرشين بحجم 250 كرسيًا، وبشكل مجاني، للعائلات التي يحدث لديها حالات وفاة في المخيم".

وتخدم المبادرة حسب الطويل 450 عائلة بواقع 3000 نسمة يوميًا، وتعتمد بشكل كامل على التبرعات الشخصية من أفراد مقتدرين أو متوسطي الحال، "فكل تبرّع يسهم في توفير كميات من الطعام" يزيد.

ويتابع: "هناك الكثير من المعوقات التي تواجه عملنا بطبيعة الحال، أولها التمويل، فالاعتماد بالكامل على التبرعات الفردية يجعل كمية الطعام المتوفرة رهنًا بالمبالغ المتوفرة، ولكن لأن الخير في أمتنا كبير فالتبرعات مستمرة".

وكثيرًا ما نجحت التكية في توفير طعام لعائلات حتى من خارج المخيم، وهو ما يمنح المتطوعين والمتطوعات شعورًا أعلى بالمسؤولية، وينعكس إيجابًا على نشاطهم، ويدفعهم إلى بذل المزيد من الجهود في التخفيف عن العائلات الفقيرة.

وحسب الطويل، فإن المتطوعين في التكية يحرصون عند طهي الطعام على تنويعه، ما بين البقوليات والأكلات الشعبية، خاصةً في رمضان. يردف: لدينا جدول يومي للطعام، وهو ما يشعر المستفيدين والمستفيدات أنهم يتناولون طعامًا كالذي تتناوله العائلات المتوسطة، فينعكس إيجابًا على واقعهم النفسي.

تكية أبناء النصيرات ليست الوحيدة التي تنشط في قطاع غزة، فالكثير من التكايا الرمضانية، التي توفر الطعام للمستفيدين، خاصةً في ظل ارتفاع ظاهرتَي الفقر والبطالة، وهذا ما يجعل عملها أساسيًا ومهمًا، لغالبية السكان في القطاع المحاصر منذ أكثر من 16 عامًا.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير