شبكة نوى، فلسطينيات: وقتٌ طويلٌ يستغرقه إيجاد مكانٍ يمكن لأحلام لافي أن تصفَّ فيه سيارتها حينما تكون بحاجةٍ لمراجعة العيادة الطبية في الوحدة، الشارع الأكثر ازدحامًا في مدينة غزة. "بل إنني في كثيرٍ من الأحيان، أضطر لركنها في شارعٍ خلفي، أو على مسافةٍ أقلها ثلاثمئة متر" تقول لـ"نوى".
في نهاية الأسبوع الماضي، نظّمت وزارة التربية والتعليم معرضًا لمشاريع ريادية، يديرها طلبة من خريجي الكليات المختلفة في جامعات قطاع غزة. أحلام زارته، وكان من ضمن المشاريع التي لفتت انتباهها، وتمنّت أن تُطبّقَ في أسرع وقت، تطبيقٌ يختص بحجز أماكن لاصطفاف السيارات بباركود!
أحد مبتكري التطبيق، ويدعى أحمد صالحة، تحدّث عن السبب الذي دفعه للبدء بالمشروع فقال: "الأزمة التي يعاني منها أصحاب السيارات الخصوصية، تحديدًا في قطاع غزة".
ويعد القطاع، الأعلى كثافةً سكانيةً في فلسطين بالنسبة للمساحة، وقد لامس صالحة هذه المشكلة عندما رأى كيف يعاني والده معاناة عظيمة في إيجاد مصف. الشاب وهو طالبٌ خريج من كلية الحاسوب بجامعة الأقصى، فكَّر في طريقةٍ يمكنه من خلالها وضع حد لهذه المعاناة، التي تسبب الكثير من المشكلات، سواءً لأصحاب السيارات، أو حتى للمارة الذين يجدون عربات ومركبات، احتلت الحيز العام على الأسفلت.
داخل المعرض، بدأ صالحة وشريكيه في الفكرة أحمد أبو حطب، وحسام أبو ريا، عرض التطبيق، فتحدثا عن إمكانية الحجز المسبق لمصف عبر الإنترنت، مع تحديد وقت الانتظار، وزمن البقاء في الكراج المخصص للسيارات، وذلك باستخدام "باركود" معين، يمكّن الزائر من دخول الكراج.
يقول صالحة: "التطبيق يمنح المواطن كافة المعلومات عن أماكن الاصطفاف المتاحة في المكان حسب اختيار الزبون، ويتم من خلال التطبيق تعبئة البيانات اللازمة لإتمام العملية، التي تحمل التفاصيل اللازمة، عن المكان، والفترة الزمنية، ومدة البقاء، يليه منحه "باركود" لفتح بوابة الكراج".
وبعد استخدام المصَف، وعند مغادرة المكان، يعمل البرنامج على حساب وتسجيل الحجز والفترة الزمنية التي استغرقها صاحب السيارة، وعليه يتم تسليمه فاتورة بالقيمة المستحقة للخدمة.
يلفت الشاب صالحة إلى أن هذا المشروع يمكن العمل عليه من خلال البلديات والوزارات المختصة، لا سيما أننا من خلاله يمكن أن نحد من أزمة اصطفاف السيارات على الرصيف، والإشكاليات التي يمكن أن تتراكم لهذا السبب.
وينتظر الشاب وشريكيه الفرصة التي تمكنهم من تطوير الفكرة وتنفيذها، للحد من الاصطفاف غير القانوني المنتشر في قطاع غزة، من خلال تخصيص أماكن فارغة لهذا الغرض، بموجب اتفاق مع البلديات والجهات المختصة.
