شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م11:10 بتوقيت القدس

الاحتلال يمعن بأذاه والسكان يشتكون تجاهل "التعليم"

"شعب البطم".. حقيبة وكرّاسة على مرمى "رصاصة"

12 ديسمبر 2022 - 17:24

شبكة نوى، فلسطينيات: لا تعرف الطالبة رسمية النجار (15 عامًا)، الطالبة في الصف العاشر، أين سيغدو مصيرها بعد نهاية هذه السنة، وهي التي تتطلع لإكمال دراستها الثانوية، والجامعية.

تقطن رسمية مع عائلتها في تجمع شعب البطم التابع لـ"مسافر يطا" جنوب شرق محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وتدرس في مدرسة "شعب البطم"، التي ينتهي التعليم فيها عند الصف العاشر، ما يعني أنها ستقف عند مفترق طرقٍ لا تعرف إلى أين سيصل بها بعد ذلك.

مضايقات عديدة يتعرض لها سكان القرية وطلبة المدرسة، وانتهاكات لا حصر لها، لا تقف عند عشرات الإخطارات بالهدم بين الحين والآخر، التي كان بدايتها في العام 2014م، بل إن المدرسة التي تحيط بها المستوطنات من كل جانب، تُنتهك حرمتها في كثيرٍ من الأوقات من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، وفق ما ذكر المواطن زياد النجار والد رسمية لـ"نوى" عبر الهاتف.

لا تستطيع المدرسة أن تضيف أي صفوف دراسية، أو أي عملية تطوير للفصول الدراسية، لأن الجيش الاحتلالي يسارع إلى تسليم إخطاراتٍ بالهدم، بحجة أنها منطقة غير مسموح البناء فيها.

لدى زياد أربعة أبناء بالإضافة إلى رسمية، أكبرهم في الثانوية العامة. يُضطر يوميًا إلى قطع مسافة 3 كيلو متر ليصل إلى مدرسة "التواني".

يقول الأب: "كل يوم يتجه أبنائي فيه إلى المدرسة نبقى في قلق وتوتر حتى يعودوا إلى البيت سالمين، لا سيما وأن المستوطنين يتعمدون عرقلة وصولهم إلى المدرسة، وإرجاعهم، وإغلاق الطريق أمامهم في أحيان كثيرة".

يتمنى النجار أن تستجيب وزارة التربية والتعليم لمطالب السكان بتوفير كادر تعليمي للصف الحادي عشر والتوجيهي، ذلك لضمان عدم تسرب الطلبة من المدارس بعد الصف العاشر، ملفتًا إلى أن الكثير من الطلبة يتسربون من التعليم بسبب المضايقات المستمرة من المستوطنين من جانب، وبعد المسافة للوصول إلى المدرسة الثانوية، ووعورة الطريق إليها من جانبٍ ثانٍ.

ذكر النجار لـ"نوى" أن أولياء الأمور ناشدو الوزارة مرارًا لتوفير باصٍ صغير يقل الطلبة إلى المدرسة الثانوية، لكن طلبهم قوبل بالرفض، مشددًا على أهمية دور المديرية في مساندة السكان، ودعم صمودهم في القرية "بتوفير كوادر تعليمية إضافية، أو وسائل مواصلات آمنة تحميهم من مواجهة المستوطنين".

ويعرب عن أمله في أن ينظر المسؤولون في وزارة التربية والتعليم باهتمام، إلى مطالب السكان التي تسعى إلى التمسك بسلاح التعليم في مواجهة استهداف الاحتلال لمنظومته الكاملة هناك.

ويسلك عشرات الطلاب في تجمعات مسافر يطا طرقًا محفوفةً بالمخاطر نحو مدارسهم. قد يصلون بعد سلسلة من المضايقات، أو بسلوك طرقٍ التفافية تبعدهم عن عيون المستوطنين، وفي كثيرٍ من الأوقات لا يصلون، ويضطرون للعودة إلى منازلهم بعد اعتراضهم من قبلهم.

استهداف التعليم في مسافر يطا، لا يتعلق فقط بعرقلة سير اليوم الدراسي، ومسيرة الطلبة إلى مدارسهم وحسب، فقد أقدمت سلطات الاحتلال على هدم مدرسة "أصفى" الابتدائية المشتركة، الشهر الماضي.

وأكد الناشط في مقاومة الاستيطان، أحمد جرادات، بدوره، أن منطقة مسافر يطا تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية بشكل مستمر، فيما تتعرض المدارس فيها لانتهاكات متكررة بهدف تعطيل المسيرة التعليمية، ملفتًا إلى أن الأهالي، وفي أعقاب هدم الاحتلال لمدرسة "أصفى" الشهر الماضي، وضعوا خيمة لإكمال المسيرة التعليمية لأبنائهم، خاصةً وأنهم في المرحلة الأساسية، لكن قوات الاحتلال أزالت الخيمة.

ولفت جرادات إلى أن الاحتلال يشرع بهدم المدارس في مناطق مختلفة من الخليل دون أي مقدمات، بدواعي "أنها مناطق أمنية، ولا يوجد تصريح للبناء فيها".

ونبه جرادات إلى أن التجمعات بمسافر يطا تفتقر إلى المدارس، ويضطر الطلبة إلى قطع مسافات طويلة لتلقي الدروس التعليمية، "بل إن بعضهم يقطعون مسافات تزيد على 6 كيلو متر للوصول إلى مدارسهم، عبر طرق غير مؤهلة للسير، وغير آمنة لقربها من المستوطنات الإسرائيلية.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير