شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م17:35 بتوقيت القدس

غزة | القصف حين يباغت القلوب

16 يوليو 2022 - 14:18

قطاع غزة:

"إن لم نمت بالقصف، سنموت بجلطة قلبية من صوته" كلمات قاسية تحدثت بها الشابة منى الزميلي فور استيقاظها مفزوعة من نومها على صوت قصف إسرائيلي استهدف عدة مواقع في قطاع غزة.

تقول منى إن العدوان مستمر، لم ينته ولا بأي حال من الأحوال، وتضيف "ولا عمرنا بتعود. سنموت بسكتة قلبية في هذه البلاد التي لا تهدأ".

يدرج على ألسنة الناس عند كل جولة تصعيد إسرائيلي يتعرضون لها "مش من قلة اللي احنا فيه"، في إشارة للضغوطات النفسية والأمراض العصيبة التي يتسبب بها الاحتلال بشكل متواصل.

وتتابع منى "الطبيعي أن يستيقظ الإنسان على صوت آذان الفجر، ليس على صوت القصف الذي يتكرر في كل جولات التصعيد. بدلاً من السكينة، فزع وحرقة قلب مستمرة منذ سنوات".

في الظاهر يبدو للعالم أن الفلسطينيين هنا اعتادوا على العدوان الإسرائيلي، يجسد ذلك ربما تمييز أصوات القصف الإسرائيلي أو توقع مكانه وساعة التنفيذ التي تغير فيها الطائرات غالباً عند منتصف الليل. 

لكن الحقيقة القاتلة، أن الناس تظن "حياتها من قلّة الموت" ولعل العبارة هذه محل تناقضات كون لا أكثر من الموت الذي يتسبب به الاحتلال بطريقة مباشرة وغير مباشرة بلغت ذروتها في القطاع – على الأقل – عند فرض حصاره قبل 16 عاماً.

في تجربة أخرى للطفل هيثم لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، يزور غزة للمرة الأولى في حياته مع عائلته المغتربة. ظن في بادئ الأمر أنه صوت ألعاب نارية، لكن ارتطام رأسه بسريره جعله يصرخ بأعلى صوت "بابا نحن نموت".

تصف أمه "حرفياً شعرنا أن القصف خلع قلوبنا من الخوف، أول مرة بحياتي أعيش هذه اللحظة، كيف لطفل أن يستوعب حجم هذا الأسى".

وتخبرنا أنها قبل قدومها لزيارة عائلة زوجها المقيمة في غزة، وهي مصرية الجنسية، كانت قد هيأت طفلها لإمكانية حدوث "توتر" من قبل الاحتلال، خاصة أنها تحدثه باستمرار عن فلسطين وقضية بلاده وعن أحداث غزة حصارها.

وحين سيطرت على نوبة التشنج التي أصابت طفلها لحظة القصف، تقول إنها "شعرت بالإنجاز، فليس سهلاً عليها وعلى طفلها أن يدرك معنى الذي حدث ووقعه النفسية على الإنسان عموماً".

الخوف لا يعرف العمر، قاطعها عمّ الطفل واسمه زياد ديب الذي لم يتردد بالتعبير عن مشاعره أيضاً، ويزيد "كنت هنا في عدوان العام ٢٠١٤، منذ حينها وأشعر أن الدم متجمد في عروقي من شدة الخوف".

قصة فتحت الحديث عن ما يسمّى "قطع الخوفة" التي تسير عند رجال أو نساء متمكنين من "شد العروق" عن طريق دهن اليدين والأرجل بزيت الزيتون وتدليكها على مدار أيام في محاولة للتخفيف عن المصاب بالخوف.

وتعد هذه الطرق، واحدة من خيارات الناس في العلاج عبر "الطب الشعبي"، يفعلها معظم السكان ويؤمنون بها، لا تعرف عمراً معيناً، بل كل من يشعر بالخوف يعتمد عليها بالتخفيف عن نفسه. 

كاريكاتـــــير