شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 26 ابريل 2024م00:01 بتوقيت القدس

فستان طفلة يتجاوز 200 شيكل!

الغزّيون يقلِبُون جيوبهم.. حصار وأسعار "نار"!

21 ابريل 2022 - 13:36
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة:

تحمل الشابة سمية أحمد طفلتها البالغة من العمر عامين، وتدور بين المحلات التجارية بحثًا عن ملابس للعيد بسعرٍ مناسب، لكنها عادت بعد ساعتين بخفي حنين عندما حال ارتفاع الأسعار "الفاحش" على حد وصفها دون تحقيق المراد.

سمية من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وهي واحدة من مئات النساء الفلسطينيات اللواتي عبّرن عن استهجانهن للارتفاع الكبير في الأسعار بالمقارنة مع السنوات الماضية، لاسيما في ظل معاناة  قطاع غزة من ارتفاع نسبة الفقر لتتجاوز 54% بين ما يزيد على مليونَي نسمة، محاصرين في بقعة لا تزيد مساحتها على 365 كيلومترًا، ويعتمد عدد كبير منهم بشكل رئيس على ما يصل من مساعدات.

عودة إلى سمية وهي أم لثلاثة أطفال، فتقول: "الأسعار نار، وليتها تساوي قيمة الشيء الذي نشتريه، فالبضاعة عادية مقارنة بسعرها، والتجار يتحججون بالجمارك وغير ذلك. في الحقيقة أنا مضطرة للشراء على الأقل من أجل حق الأطفال وفرحتهم في العيد".

سمية هي ربة بيت، وبالتالي فإن دخل عائلتها مرتبط بعمل زوجها المتقطّع كونه عامل كهرباء. تكمل: "تخيّلوا أن ثمن فستان لطفلة بعمر عامين 200 شيكل، طبعًا من المستحيل أن أشتريه، فقررت شراء بنطال بـ 50 شيقلًا، وكنزة ربيعية بـ 60! وهذه أقل الأسعار".

اضطرت سمية كما تخبر "نوى" لإلغاء الكثير احتياجات بيتها، من أجل شراء ملابس أطفالها الثلاثة، الذين -وفق وصفها- لا ذنب لهم في ارتفاع الأسعار، ولا حتى في الظروف الاقتصادية السيئة. تردف: "لولا أنني استلمت 100 دولار كمساعدة منذ فترةٍ قريبة لما كنت استطعتُ شراء الملابس أصلًا".

وتتساءل سمية، عن وضع الأسر التي لديها عدد كبير من الأبناء، أو تلك العائلات التي لا يعمل أربابها أصلًا، فتقول: "كان الله بالعون، لثلاثة أبناء أنفقت المئة دولار كاملة، فما بالنا بهؤلاء؟".

رشا جمال، سيدة أخرى لديها أربعة أطفال، أصغرهم طفلة تبلغ من العمر عامًا واحدًا. لم تترك السيدة مكانًا إلا وتجوّلت فيه بحثًا عن أسعار مناسبة، لكن حظها كان عاثرًا فاضطرت للاستغناء عن شراء ملابس الأطفال لهذا العيد تمامًا.

تقول الثلاثينية رشا، وهي من سكان مدينة غزة: "تجولت في العديد من الأسواق بحثًا عن أسعار مناسبة، تخيلوا ذهبت إلى سوق معسكر جباليا، وشارع عمر المختار، وسوق البسطات في الشجاعية، وحتى سوق الشيخ رضوان، ولم أحمل أطفالي معي كي لا يصرّوا على شراء ملابس أنا لا أحمل ثمنها، لكنني عدتُ بلا غنيمة".

وتكمل رشا: "الأسعار خيالية بالنسبة للأعوام السابقة، خاصة ملابس الأطفال، وهي بجوهرها لا تستحق كل هذا المبلغ، فلا جمال، ولا جودة قماش، تجعل سعر القطعة يصل إلى 130 شيكلًا"، مضيفةً: "لماذا أدفع مثل هذا المبلغ لثياب طفلة تبلغ من العمر عامًا ونصف؟! وطبعًا كلما ارتفع العمر ارتفع السعر، وصولًا إلى ملابس الصبايا والنساء".

كانت رشا تود شراء عباءة صيفية تستقبل بها العيد، وترتديها خلال موسم الصيف الحارق، لكن الأسعار غير الطبيعية جعلتها تعدل عن رغبتها "إلى حين عودة السوق إلى عقله" على حد تعبيرها.

وتتساءل رشا عن دور الحكومة في متابعة هذه الأسعار، معقبةً بالقول: "لو أن المواطنين قاطعوا التجار منذ البداية، لما استمر هذا الارتفاع، ولما واصل التجار احتكارهم للبضائع، لكن للأسف الأسواق مكتظة بالمواطين الذين يدفعون مبالغ طائلة رغم تذمرهم".

كاريكاتـــــير