شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م06:40 بتوقيت القدس

11 ميدالية من نصيب "سمايل كتشن"

المطبخ الفلسطيني يُقاوم.. تفوّق لغزة في "كأس مصر للطهاة"

27 مارس 2022 - 12:54

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لا تؤمن آمنة الحايك بالمشاركة العابرة التي يضفون عليها وصف "التمثيل المشرّف" من أجل تجميلها، فالمشاركة في المحافل الخارجية -برأيها- يجب أن تُتوّج بالإنجازات، ليكون التمثيل الفلسطيني مشرّفًا بحق، ويعزز الهوية الفلسطينية بتميزها في المجالات كافة.

"الشيف" آمنة، رافقت أربعة من زملائها الطهاة، (وبينهم ثلاث طاهيات)، ضمن فريقٍ شكّلته "أكاديمية سمايل كتشن" في غزة، للمشاركة في "مسابقة كأس مصر الدولية للطهاة" 2022م، التي استمرت ثلاثة أيام في الفترة مما بين 10 و12 مارس/آذار الجاري، وأقيمت على "أرض المعارض" في مصر، بمشاركة 12 فريقًا من دول عربية عدة.

وهي المرة الأولى التي يشارك فيها فريق من الطهاة الفلسطينيين في هذه المسابقة، ليتركوا "بصمةً" وأثرًا سيظل ماثلًا أمام فرقٍ أخرى ستشارك في المرّات اللاحقة، من أجل المثابرة للبناء على هذا الإنجاز، وتحقيق المزيد من النجاحات.

وتقول آمنة لـ "نوى": "الفريق الفلسطيني كان مميزًا بمشاركته، وبنوعية الطعام والحلويات الفلسطينية التي نافس فيها بالمسابقة، وتوج بـ 11 ميدالية متنوعة، من بينها ميداليتين ذهبيتين، و8 ميداليات فضية، وميدالية برونزية".

ولم يتوقف الفريق الفلسطيني عند حدود المنافسة بالطعام التقليدي الفلسطيني، وتجاوز ذلك بتحقيق إنجازات في المنافسة المخصصة لأصناف الطعام الغربية.

وفي المنافسة الفردية، شاركت آمنة بأطباقٍ غربية، أبرزها "الباستا" الإيطالية، وتوجت بميداليتين فضيتين، وتضيف: "الفريق الفلسطيني كان -بشهادة المنظمين المصريين والفرق المشاركة- الأنشط، والأكثر فاعلية في فعاليات المسابقة، ويأخذ المنافسة بكثير من الجدية والتنافسية العالية".

وتوج الفريق بميدالية فضية في منافسة الفرق، التي نافس فيها بطبق "المفتول"، و"الرمانية"، و"الكنافة العربية"، في حين حصدت الطاهية الأصغر سنًا من بين أعضاء الفريق الفلسطيني آيات نسمان، وزميلتها فاطمة أبو ندى، المرتبة الأولى بتقديمهما طبق "المسخن" على الطريقة الفلسطينية التراثية، وكانت الميدالية البرونزية الوحيدة من نصيب الطاهي الوحيد في الفريق عبد الحكيم المجايدة.

وتبرز آمنة أهمية التمثيل الفلسطيني في مثل هذه المحافل، عربيًا وعالميًا، من أجل ترويج الرواية الفلسطينية، ودحض الروايات الإسرائيلية المزيفة، التي تستهدف كل التاريخ الفلسطيني على هذه الأرض، "فحتى الطعام لم يسلم من السرقة والقرصنة الإسرائيلية، (..) الطعام جزء من ثقافة الشعوب، ولابد من الدفاع عن تراثنا وتاريخنا وثقافتنا".

وأضافت: "للمقاومة وجوه كثيرة، ومجابهة الاحتلال ليست دائمًا بالسلاح، فهناك مقاومة على جبهة الفنون والثقافة، والتراث والتاريخ"، متابعةً بالقول: "لا ينبغي التقليل من أهمية ثقافة الطعام كجزء أصيل من الموروث الوطني الفلسطيني، وإلا ما كانت إسرائيل سرقت الحمص والفلافل، والكثير من أكلاتنا المتوارثة جيلًا بعد جيل".

هذا الإيمان من جانب آمنة، هو ما جعلها لا تتردد لحظة بالموافقة على المشاركة في المسابقة وتحمل التكاليف كافة، بعدما فشلت جهود "أكاديمية سمايل كتشن" في الحصول على تمويل للمشاركة سواء حكومي، أو من القطاع الخاص، رغم أن المبلغ لا يتعدى ثلاثة آلاف دولار، بحسب مديرة الأكاديمية الشيف نور البطة.

آمنة متزوجة وتعيل أسرة، وتدرس حاليًا فنون الطهي ضمن "الدبلوم المهني" في جامعة غزة، بالتعاون مع "أكاديمية سمايل كتشن"، وتشير إلى أن المشاركة كلفتها حوالي 600 دولار، "ولن أتردد في المشاركة في محافل ومسابقات أخرى قادمة، إذا أتيجت لي الفرصة، فربما تقنع إنجازاتنا المتتالية القطاعين الحكومي والخاص، وتشجعهما على تمويل مثل هذه الأنشطة التي تجعل من فلسطين حاضرة في كل مكان" تردف.

وتقول الشيف نور البطة لـ "نوى": "إن مشاركة الفريق الفلسطيني في المسابقة، التي نظمتها "وورلد عرب شيف" (مؤسسة الطهاة العرب الدولية، برعاية وزارة السياحة المصرية، لم تكن سهلة، واعترضتها عقبات ومعوّقات كثيرة، بدأت بفشل محاولات الأكاديمية مع وزارات ومؤسسات حكومية، وشركات قطاع خاص، لتمويل المشاركة".

وأضافت: "إن إدراك الأكاديمية لأهمية المشاركة والتواجد في مثل هذه الفعاليات الخارجية، وما أظهره أعضاء الفريق من وعي وإرادة وحرص على هذه المشاركة، مع تحمل التكاليف الشخصية، كانت أول خطوة نحو النجاح الباهر، الذي تحقق خلال المنافسات، وحصد هذا الكم الكبير من الميداليات"، مستدركةً: "وما يزيد من أهمية هذا الإنجاز أنها المشاركة الأولى لأعضاء الفريق في مسابقة خارجية".

وكان الفريق مكونًا من تسعة أعضاء، إلا أن الجانب المصري أعاد 4 منهم إلى غزة من معبر رفح البري، ورفض السماح لهم بمواصلة الرحلة مع زملائهم إلى القاهرة، بحسب نور، التي أكملت: "إن السفر من غزة لوحده يمثل تحديًا كبيرًا، ومعاناةً شديدة".

وفي (مسابقة الانترناشونال) حصلت المتسابقة الأصغر سنًا آيات نسمان، والمتسابقة فاطمة أبو ندى على المرتبة الأولى، وحصدتا الميداليتين الذهبيتين بتقديمهما طبق "المسخن" الفلسطيني بالطريقة التراثية والعصرية، بينما حصلت المتسابقتان أميرة حمتو وآمنة الحايك على المرتبة الثانية، وحصدتا الميداليتين الفضيتين، وحاز المتسابق علي عبد الحكيم المجايدة على المرتبة الثالثة والميدالية البرونزية.

وفي مسابقة "الباستا"، شاركت المتسابقتان فاطمة وآمنة وحصدت كل منهما ميدالية فضية، وكذلك شارك الفريق في مسابقة الفرق الدولية، وحصل على المرتبة الثانية، وحصد أربع ميداليات فضية بتقديمه أطباق المفتول والرمانية والكنافة العربية.

وأثنت نور على موقف آمنة، وقالت: "مثل هذه المشاركات تصب في سياق تعزيز الوجود الفلسطيني، والثقافة، والموروث الوطني، ومحاربة الرواية الإسرائيلية الزائفة".

ورفضًا للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، رفضت الأكاديمية دعوة للمشاركة في معرض "إكسبو دبي" الأخير، بسبب المشاركة الإسرائيلية، وما زاد الأمر سوءًا أن "إسرائيل" عرضت في الزاوية الخاصة بها أطباقًا تحتوي على أصناف طعام فلسطينية، ونسبتها لنفسها سرقة وزورًا.

وكانت الأكاديمية، وبإشراف "نادي الطهاة الفلسطيني" ومقره بيت لحم بالضفة الغربية، شاركت في معرض "اكسبو دبي"، قبل الأخير، وحصد الفريق الفلسطيني خمس ميداليات، 3 فضيات وبرونزيتان.

كما رفضت الأكاديمية دعوة للمشاركة في "الكونغرس الدولي للطهاة" المقرر إقامته في دبي في أبريل/نيسان المقبل، بسبب المشاركة الإسرائيلية، وفق تأكيد الشيف نور.

كاريكاتـــــير