شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م10:28 بتوقيت القدس

ولاء صانعة الدُمى..

حكاية فلسطين ترويها "دمية" ترتدي القفطان والكوفية

11 نوفمبر 2021 - 16:05

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لم تقف الظروف الصعبة –بعد سنواتٍ طويلةٍ من التخرج- وعدم إيجاد فرصة عمل، عائقًا في وجه الإبداع الجامح في أنامل الشابة ولاء موسى (33 عامًا)، عندما قررت البدء بتنفيذ فكرةٍ تضرب من خلالها عصفورين بحجر: تمارس من خلاله هوايتها، وتؤدي رسالةً وطنيةً أيضًا.

كانت الشابة بارعةً منذ سني حياتها الأولى في صناعة وخياطة الدُمى القماشية المحشوّة بالقطن، فقررت تجيير الفكرة بما يضمن تحقيق هدف، فاستثمرت التراث وكتبت تاريخ فلسطين عبر دمىً تمثيلية ألبستها ثيابًا مطرزة، وكوفيات وقفاطين أيضًا، وعلمت أطفال منطقتها طريقة صناعتها وحياكة ملابسها.

تقول ولاء موسي –التي تقطن وسط قطاع غزة- "نظرات اللهفة والسعادة في عيون أطفال الحي الصغار وأنا أشرح لهم كيف نصنع الدمى لا توصف، أصنع من كل دمية حكاية، وأسردها بينما أخيط هيئة البطل".

حاولت ولاء تطوير ما تصنعه من دمىً عبر إدخال عنصر الحداثة في ملامح الشخصية قبل أن ترسمها في مخيلتها، ثم تترجمها واقعًا على باترون، لتبدأ بعدها التطبيق على أرض الواقع.

تضيف: "لا يقتصر عملي على دمى التراث، رغم أنه يعتمد عليه بشكل أساسي، فالأطفال بحاجة للتنوع في الشخصيات لضمان عنصر الجذب"، مردفةً: "بدأتُ فعليًا بتعليم مجموعة من الصغار خطوات التطريز الفلاحي، وصناعة كوفيات للدمى، وحتى خياطة القمباز ..) أجد نفسي في أول الطريق نحو تحقيق حلمي في أن أصبح مدربةً لصناعة الدمى في فلسطين".

في حلقة التعليم البسيطة بـ"حوش" البيت، تجد الطفلة هبة (8 سنوات) تمسك بيدها الصغيرة الإبرة والخيط، وتحاول أن تُجمّع أجزاء لعبة! تضع الأطراف كلًا في موقعه، الرأس في الأعلى، والقدمين واليدين كل طرفٍ في مكانه، لتُنهي بصعوبةٍ ممزوجةٍ بالفرح والمتعة صناعة دميةٍ جميلة، تضع على رأس صاحبها الكوفية وتقدمها للمعلمة ولاء هدية.

تعقب ولاء: "صناعة الدمى لا تحتاج إلى تكلفة مالية عالية، ولا إلى مكانٍ خاص، حتى أننا يمكن أن نستثمر في صناعتها كل ملابسنا القديمة".

الأطفال، وخاصة الفتيات، كان لهن النصيب الأكبر بالانجذاب إلى صناعة الدمى، كونها تعزز الخيال الإبداعي، وتساعدهم على الانتقال من بيئة اجتماعية مغلقة إلى بيئة لعب جديدة ومفيدة في الآن نفسه، بعيدًا عن التكنلوجيا التي بدأت تغزو الواقع، وجعلت الأطفال أسرى للأجهزة الذكية على مدار ساعات اليوم بطوله.

تضيف ولاء بسرور: "بعد أن ننتهي من الوقت المخصص لتعليم صناعة الدمى، من خلال صناعة نماذج صغيرة الحجم، أبدأ بسرد الحكاية الخاصة بالدمية، ويساعدونني هم في تقمص الشخصيات، فيحركونها بأياديهم الناعمة وسط إقبالٍ كبير من أبناء وبنات الجيران".

يومًا بعد يوم، بدأت الحلقات تكبر، وبدأت ولاء تشعر بأنها تسير بخطواتها الثابتة نحو الطريق الصحيح، تزيد: "أحلم بمسرحٍ للدمى، هو أمر بسيط لكن للأسف المؤسسات الفلسطينية المعنية لم تخلق مثل هذا الكيان الثقافي بعد رغم ما يقدمه من فائدة ومتعة".

وتطمح ولاء إلى إنشاء مشروعها الخاص بها بشكل ثابت، ذلك كي تتمكن من عرض جميع أعمالها، وبيعها لمساعدة عائلتها الصغيرة في توفير احتياجاتهم مستقبلًا دون الحاجة لأحد، وتمثيل فلسطين من خلال تصدير صناعتها إلى الخارج، "خاصةً وأن الهوية الفلسطينية وتراثها محاربان من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول إثبات جذوره في أرضنا الفلسطينية" تكمل.

كاريكاتـــــير