شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م12:27 بتوقيت القدس

فيلم يعايش عائلة فرقها جدار الفصل 

(200 متر).. شملٌ مبعثرٌ فوق تراب الوطن!

03 نوفمبر 2020 - 21:14

شبكة نوى:

كيف تصبحُ مسافة 200 متر، أبعد بكثيرٍ من مسافة 200 كيلو متر؟! "أمر غريب" وفقًا لوصف أمين، يحدث في فلسطين المحتلة، "الجدار" شق الأرض أرضين، "وتبعثر الشمل فوق تراب الوطن" يقول.

تفاصيلٌ شيقةٌ حدّ البكاء، يرويها المخرج الفلسطيني أمين نايفة في أول أفلامه الروائية الذي حمل عنوان (200 متر)، وتدور أحداثه حول قصة عائلة فلسطينية، فرقها جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، فحجز الأب داخل مدينة طولكرم، بينما بقيت زوجته وأولاده في بيتهم داخل الخط الأخضر، بفاصل مسافةٍ لا تتعدى 200 متر لا يستطيع قطعها بالسهولة التي نتخيل!

(200 متر) هو فيلم "طريق"، يلامس بطله عذابات التفرقة القسرية بأمر المحتل، فتعلق المواقف التي يمر بها كما الغصة في حلق الباكي: أبٌ يدخل ابنه المستشفى، وهو على مسافة 200 مترٍ منه، لا يستطيع الوصول إليه إلا عبر سفرٍ تفوق مسافته الـ200 كيلو متر!

كيف تصبحُ مسافة 200 متر، أبعد بكثيرٍ من مسافة 200 كيلو متر؟! "أمر غريب" وفقًا لوصف أمين، يحدث في فلسطين المحتلة، "الجدار" شق الأرض أرضين، "وتبعثر الشمل فوق تراب الوطن"

"هذا العذاب، عُرض عالميًا عبر برنامج "أيام فينيسيا"، خلال الدورة الماضية لمهرجان فينيسيا السينمائي" يؤكد أمين (32 عامًا)، ابن فلسطين المحتلة، الحاصل على بكالوريوس التمريض من جامعة القدس عام 2010م، ليلحقها بعد عامين بشهادةٍ في الإنتاج من "معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية" في الأردن.

لكن ما الدافع الأساسي لقصة الفيلم؟ الأمور ليست بسيطةً على الإطلاق بالنسبة للفلسطينيين، عندما يصبح ذهابهم إلى العمل، ورؤية أهلهم، والسفر عبر وطنهم ذاته، هو أقرب إلى العمل البطولي.

يقول نايفة لـ "نوى": "أقيم في قرية شويكة بالضفة الغربية، بينما أمي في قرية عرعرة في الداخل المحتل (..) قبل إقامة جدار الفصل العنصري كنت أتنقل بحرية، أما بعد الجدار انقلبت حياتي"، يصمت قليلًا ويتابع: "صار بدنا نغامر عشان نروح نزور أهالينا".

جدته هي من ألهمته العمل، كانت مريضةً تقيم في "عرعرة"، ولم تكن لديه القدرة لأن يكون قريبًا منها بسبب الجدار، يتساءل: "إنسان يود زيارة جدته في المستشفى، لماذا يرفضون إعطاءه التصريح؟". بعد معاناةٍ طويلة، تمكن يومها من استصدار تصريح زيارة لمدة ثماني ساعاتٍ فقط، انتهت بمجرد وصوله إلى المستشفى، حين أعلنوا وفاتها.

حتى رحلة سفره للمشاركة بمهرجان "فينيسيا" كانت "مغامرة"، تمامًا كفكرة الفيلم الذي أخرجه. "لكن كل شيء هان عندما شاهد ردود فعل كل من شاهد الفيلم وتأثر بقصته"، يعقب: "شعرتُ أن الرسالة وصلت، كنتُ مصدومًا عندما اكتشفت أن الكثير من الناس حول العالم، لا يعلمون شيئًا عن جدار الفصل العنصري".

وانطلق فيلم (٢٠٠ متر) في عرضٍ أول بمصر، في افتتاح النسخة الرابعة من مهرجان "الجونة السينمائي الدولي"، ونال إعجاب الجمهور والنقاد والفنانين الحاضرين، على رأسهم: "خالد النبوي، لبلبة، جمال سليمان، ليلي علوي، إلهام شاهين، سمير صبري" إذ عدّوه نافذةً مشرّفة للسينما العربية والفلسطينية على العالم. 

أمين نايفة: كنتُ مصدومًا عندما اكتشفت أن الكثير من الناس حول العالم، لا يعلمون شيئًا عن جدار الفصل العنصري".

وحصل الفيلم في حفل ختام الدورة الرابعة من المهرجان المذكور على ثلاث جوائز: جائزة لجنة تحكيم "فيبريسي" لأفضل فيلم عربي، وجائزة يمنحها جمهور المهرجان لفيلم يُعنى بالقضايا المفصلية، وجائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل، وذهبت إلى الممثل "علي سليمان".

كما قررت مجلة "فارايتى" الأمريكية الشهيرة، تكريم منتجة الفيلم، الفلسطينية مي عودة، بجائزة "أفضل موهبة عربية للعام" بمهرجان الجونة السينمائي"، وذلك بحضور ممثلي المجلة وعدد كبير من الفنانين.

ومن الجدير ذكره أن هذه الجائزة، تمنح للمرة الأولى لامرأة ومنتجة، أهدت هذه الجائزة بدورها لمنتجي السينما الفلسطينية، الذين يمرون بظروفٍ صعبة من أجل رواية قصصهم.

كاريكاتـــــير