شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م12:17 بتوقيت القدس

أمها: أي جبروتٍ هذا؟!

على عين "حرية الصحافة".. "ميس" اليوم حُكِمَت

03 مايو 2020 - 23:27

شبكة نوى، فلسطينيات: "أي جبروتٍ هذا؟!" بهذا الاستهجان علّقت والدة الأسيرة في سجون الاحتلال ميس أبو غوش، على قرار محكمة الاحتلال العسكرية بحبس ابنتها طالبة الإعلام في جامعة بيرزيت بالحبس (16) شهرًا، وغرامةً مقدارها 2000 شيكل، في اليوم العالمي لحرية الصحافة!

تقول السيدة التي تلقت نبأ الحكم على ابنتها (22 عامًا) أثناء حديثها مع "نوى": "كأنما اختارت محكمة الاحتلال أن تنطق بالحكم اليوم تحديدًا لتؤكد فرض سيطرتها وسطوتها، وتهزّ قيمة الإعلام الفلسطيني كله".

كيف يمكن أن تصدق والدة ميس المتهمة بالمشاركة في فعالياتٍ تناهض وجود الاحتلال على أرض فلسطين، بوجود حريةٍ للصحافة؟ في وقتٍ تضرب به دولة الاحتلال بعرض الحائط كل القوانين والضوابط الدولية، التي تمنح الصحفيين الحق بالحصول على المعلومات، ونقلها والتعبير عنها وفق ما تطلبه أخلاقيات المهنة، "فتنطق بالحكم ضد شابة اختارت الإعلام طريقًا في يومٍ يفترض به أن تعتز به وتفخر بانتمائها إليه" تضيف.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أبو غوش من منزلها في مخيم قلنديا، بعد دهمه وتخريب محتوياته والاعتداء عليها بالضرب المبرح، والتنكيل بعائلتها في نهاية آب/أغسطس 2019م، حيث خضعت للتحقيق القاسي في زنازين المسكوبية بالقدس المحتلة لمدة شهر.

كانت آخر مرةٍ رأت فيها ميس في الرابع من فبراير 2020م، بعد انتهاء فترة التحقيق، لم تشكُ ميس أو تتألم –كما تعبّر والدتها- لكن نظراتها كانت تحكي القصة كاملة، "لقد مارسوا بحقها كل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي بهدف انتزاع أي اعترافات منها" تردف.

تحاول السيدة نجوى أبو غوش أن تطمئن نفسها فتحدثها بالقول: "ميس ستكون قوية، وقادرة على أن تتخطى التجربة بمرارتها وستزيدها قوة"، متابعةً: "كنتُ آمل أن تكون بيننا في عيد الأضحى، قلبي اليوم يغزوه القلق حيال الظروف التي تعيشها ميس، خاصة في ظل المخاوف م تفشي فايروس "كورونا" بين الأسرى داخل سجون الاحتلال".

علمت الأم أن ابنتها المعتقلة في سجن الدامون، خاضت برفقة جميع الأسيرات اعتصامًا طويلًا بالوقوف في الساحة ما يقارب 14 ساعة، من أجل انتزاع "الحق الإنساني" في الاتصال الهاتفي مع ذويهم، بعد تعطل الزيارات بسبب جائحة "كورونا".

كانت النتيجة، أن حًرمت ميس والأسيرة القائدة خالدة جرار، والأسيرة إيناس عصافرة وهي أم لطفلين، من أن يتواصلوا مع ذويهم، وهو الأمر الذي يزيد خوف أمها، تعقب: "من حقي أن أسمع صوتها، وأن أطمئن عليها، هذا حق إنساني".

تتتبّع والدة "ميس" أخبارها من خلال ذوي زميلاتها اللاتي سُمح لهن بالتواصل مع عائلاتهن، "لكن الشوق لن يطفئه إلا سماع صوتها ولقائها حرة" تزيد بأسى.

اليوم، وفي شهر رمضان المبارك، تفتقد الأسرة اكتمال أفرادها بغياب ميس منذ ستة أشهر، وحسين الذي ارتقى شهيداً منذ أربع سنوات.

تتابع: "كلما دخلت المطبخ أتذكر التفافها حولي طوال الوقت، كانت تصنع بهجةً للشهر الفضيل، لوجودها طعمٌ مختلف في البيت، فهي الابنة الكبرى التي تهتم بكل التفاصيل الصغيرة".

لكن ما يثلج صدر أم ميس أن ابنتها، حتمًا سترى النور بعد انقضاء فترة محكوميتها، بل إنها تتنبأ لها  بأن تصبح صحفية يشار لها بالبنان كما كانت تحلم.

يُذكر أن الأسيرة ميس هي شقيقة الشهيد حسين أبو غوش، والفتى سليمان أبو غوش (17 عاماً) الذي اعتُقل إدارياً مرتين، وسبق لقوات الاحتلال أن هدمت منزل عائلتها في المخيم.

كاريكاتـــــير